02 - 05 - 2025

إبحار معرفي في "ثرثرة فوق نهر التايمز" خلال ندوة باتحاد الكتاب (موضوع مصور)

إبحار معرفي في

مناقشة ثرية لكتاب د. منى النموري شارك فيها د. سحر الموجي و د. عمار علي حسن و د. خيري دومة و مجدي شندي

عقدت شعبة أدب الرحلات باتحاد الكتاب، ندوة مناقشة كتاب "ثرثرة فوق نهر التايمز"، للدكتورة منى النموري والصادر عن دار العين للنشر.

أدار الندوة الناقد سيد الوكيل مقرر الشعبة وتحدث فيها الدكتور عمار علي حسن، والدكتور خيري دومة، أستاذ الأدب العربي، والدكتورة سحر الموجي، والكاتب مجدي شندي، وذلك في حضور الروائي حمدي البطران رئيس شعبة أدب الرحلات باتحاد الكتاب والإعلامي الكبير محمد علي خير، وعدد من المبدعين. 

في البداية تحدثت المؤلفة د. منى النموري فقالت إنها مرت بعدة تجارب ألهمتها كتابة "ثرثرة فوق نهر التايمز" وعلى رأسها تجربة السفر إلى بريطانيا في مناسبتين، إحداهما كانت رحلة سياحية أسرية، والأخرى كانت مهنية خاصة بالعمل.

وأشارت إلى أنها تعتبر الكتاب تجربة ما بعد حداثية بامتياز، لأنه ما أن يشير إلى حقيقة أو فكرة ما حتى يعود ليشكك في ثباتها ويقينيتها، وهو من ناحية أخرى يحاول التأريخ لمرحلة هامة في تاريخ مصر، وهي فترة ما بعد سقوط نظام حكم الإخوان، ولكن على نحو تأريخي بعيد كل البعد عن الشكل الرسمي.

ثم تحدث الدكتور خيري دومة، فأكد أن الكاتبة استخدمت تقنية التهكم والسخرية في وصفها لإنجلترا وطبيعة الحياة فيها من خلال الرحلة. 

وأضاف أن كتاباتنا عن الغرب ما زالت على كل حال تمثل إشكالية، لأننا نصف الغرب على نحو بالغ الجمال يجعلنا نحبه كقراء، غير أننا نظل واقفين على الضد منه معرفيا وحضاريا، وهو تضاد يبدو جليا لكل قاريء يرى انعكاس الغرب في أدبنا العربي. 

وفي مداخلتها بالندوة أكدت الدكتورة سحر الموجي، إن أسلوب الكاتبة جاء بسيطا وسلسا، ولكن ليس خفيفا، فهي كاتبة ليست مدعية، ولا تحاول استخدام مفردات وصور لا داعي لاستخدامها لمجرد أن يبدو النص عميقا بشكل ما، فالعمق يبدو في المضمون، وليس الشكل. 

وأضافت أن الخط الروائي "الذي بدا لي في الكتاب" هو خط صراع الذات مع نفسها، فهو يعج بالأصوات الداخلية الباطنية، ومن جانب آخر، فإن النص يقتحم منطقة ملغزة بالنسبة للقارئ العربي، فالغرب وعالمه يظل لغزا لنا، حتى بالنسبة لنا نحن الذين ندرس الأدب الإنجليزي، وهو اقتحام بالغ الأهمية.

لكن الدكتورة سحر الموجي، انتقدت الجزء الأخير من الكتاب قائلة: إنه كان نشازًا مقارنةً بباقي الأجزاء، فقد جاءت روحه مختلفة، وطريقته غريبة عن الموضوع ككل، وظهر فيه ميل إلى الجزء الأكاديمي في تكوين المؤلفة، فبدا كأنه من خارج نسيج الكتاب، وهي السلبية الوحيدة التي ظهرت بطول الصفحات.

وفي كلمته قال الدكتور عمار علي حسن، إن الكاتبة منى النموري استدعت عنوان كتابها "ثرثرة فوق نهر التايمز" من عنوان رواية "ثرثرة على النيل"، للكاتب الكبير نجيب محفوظ، غير أن دلالة كل منهما مختلفة، فمحفوظ اختار الثرثرة للإشارة إلى كلام له معنى له يصدر عن مجموعة "مساطيل" منفصلين عن الزمن، أما النموري فاختارت الثرثرة للإشارة إلى الرغبة في البوح والمشافهة العفوية.

وأضاف أن الكتاب يستعصي على التصنيف الأدبي التقليدي، ولكنه يتسم بسمات أدبية مختلفة، ففيه وحدة المكان، بين القاهرة وإنجلترا، مثله مثل الرواية، وفيه اللقطات واللوحات القصصية القصيرة، وفيه الرحلة بما تفتحه من آفاق جديدة للقارئ.

أما مجدي شندي فأكد أن هناك عدة ملامح أساسية تبدو في الكتاب يرصدها كصحفي ومتذوق للأدب وليس كناقد أدبي، منها طريقة الكتابة التي تجعل القاريء كأنه يشاهد عملا سينمائيا بسبب دقة الوصف، والمونتاج الذي يستخدم في تداخل الأحداث والشخصيات بتناغم تام ، أما الملمح الثاني فهو الوعي الشديد للكاتبة التي صاغت الأحداث والجمل وكأنها وتر مشدود، والثالث تمثل أن الرحلة لم تكن لبلد وإنما ايضا هناك مستوى آخر يتمثل في رحلة لأعماق الكاتبة التي تنتقد نفسها بضراوة وتغازل نفسها في مواضع أخرى حين تتحدث عن العيون العسلية، ونفس الأمر بالنسبة للشخصيات الحقيقية الوارد ذكرها في الكتاب، مما أتاح لنا اقترابا روحيا منهم، والرابع روح السخرية اللافتة ، أما الخامس فهو عدم الانبهار بالغرب، مثلما يتسرب الينا من كتابات الكتاب الذين يقعون في فخ من اثنين إما الانبهار أو العداء الكامل الذي يجعل الكاتب يرصد السلبيات وحدها، ويتمثل الملمح الإخير في كون الكتاب تسجيلا لما فجرته ثورة يناير من أحلام وجعلتنا نقول: ماذا يمنعنا من أن نكون بنفس مستوى الغرب.

 

لمشاهدة الصور كاملة اقرأ على الموقع الرسمي