10 - 11 - 2024

هل للعرب من أمل ؟

هل للعرب من أمل ؟

قولة واحدة "لا"، لست متشائماً أو أرتدى نظارة سوداء ترى الأمور قاتمة، فيمكنك أن تسير فى شوارع أى عاصمة عربية، خاصة تلك التى تعانى مستويات مرتفعة من الفقر لتتبين مدى فداحة ما يعانيه البشر والحجر.

فها هو تقرير استشرافى جديد لمستقبل المنطقة العربية صادر عن معهد الاتحاد الأوروبى للدراسات الأمنية، قامت وحدة الدراسات المستقبلية التابعة لمكتبة الإسكندرية مشكورة بترجمته عبر جهد الباحثة سها إسماعيل. التقرير لم يأت بجديد سوى أنه وضع الأمر فى إطاره الصحيح.

لكن ربَ قائلٍ بأن التقرير فى أحد سيناريوهاته التى يتحدث فيها عن تفجر الأوضاع فى المنطقة أغرق فى نظرته التشاؤمية، لكننى أحيلك صديقى العزيز لمشروعين استشرافيين قام بهما "مركز دراسات الوحدة العربية" فى نهاية عقد الثمانينيات من القرن الماضى ضم خيرة الأساتذة والأكاديميين العرب داخل أوطانهم وفى المهجر، تحدث فى واحدة من توقعاته بما نراه الآن.

المضحك المبكى فى مشروع "دراسات الوحدة" بأن من شاركوا فيه تبوأوا بعد ذلك مناصب حكومية وقيادية ليسهموا عن عمد فى فرض السيناريو المشئوم على أرض الواقع، ولكى تكون الصورة أكثر وضوحاً، فهذا غيض من فيض مما قال به تقرير معهد الاتحاد الأوروبى)،منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا واحدة من أدنى المناطق فى العالم بمعدل الاستثمار الأجنبى المباشر.. الشرق الأوسط وشمال أفريقيا واحدة  من أفقر المناطق بالعالم فى المياه .. معدلات البطالة الأعلى عالمياً فى الشرق الأوسط وشمال أفريقيا .. الدراسات الحديثة تؤكد أن الدول التى لديها أعداد كبيرة من الشباب العاطل عن العمل أكثر عرضة لخطر الإرهاب.. تعد معظم الدول العربية مستوردة للغذاء).

ولعل ملاحظاتى البسيطة على بعض ما جاء بالتقرير تكمن فى اعتبار "داعش" تياراً ثالثاً لما يسمى بظاهرة "الإسلام السياسى"، واستخدامه لتوصيف "الشرق الأوسط وشمال أفريقيا"، وهو مصطلح يتحفظ الكثير من الأكاديميين العرب على استخدامه كونه يشرك الكيان الصهيونى ضمن المنطقة العربية.

أما "الإسلام السياسى"؛ فهو مصطلح تم سكه غربياً، وتم تصديره لنا لتلوكه الألسنة ضمن حالات فرز بل وإقصاء تعانى منها المجتمعات العربية، كاشفة عن حالة من سؤال عن الهوية والأمة وغيرهما من المفاهيم التى تؤكد أزمة نعشيها الآن بمنطقتنا وتبرهن على ما ذهبت إليه فى بداية مقالتى من نظرة متشائمة عن واقع مؤلم .

مرة أخرى لا أمل يذكر فى ظل الأوضاع الحالية وإعادة هندسة المنطقة من جديد، كما أنه من الضرورى ألا يتصور البعض بفكرة "المخلص" الفردى الذى يسوق المجموع لنهاية سعيدة (أو ما يطلق عليه البطل الأوحد)، تستطيع المجتمعات إذا ما أحسنت توظيف طاقاتها أن تكون البطل.

----------------

* صحفى بجريدة الأخبار المسائى  [email protected]