عبدالفتاح: أسلوب خطابه"تهجمي شخصي" وسيضر بتركيا
عبدالحميد: عامل الانتقام والمرارة حاضراً في حسابات أردوغان
زادت كلمة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في الجمعية العامة للأمم المتحدة التي جرت قبل أيام قليلة، حالة التوتر في العلاقات المصرية - التركية -، المتردية منذ عزل الرئيس محمد مرسي من سدة الحكم العام الماضي، حيث رأى مراقبون وسياسيون أن الرئيس التركي خصص الجزء الأكبر والأساسي لخطابه للنيل من الرئيس عبد الفتاح السيسي ووصفه أحداث 30 يونيو 2013 بأنها "انقلاباً عسكرياً"، متجاهلاً عشرات الملايين من المصريين الذين خرجوا إلى الشوارع والميادين لعزل جماعة الإخوان من سدة الحكم.
يأتي ذلك بالتزامن مع ذهاب الرئيس السيسي إلى نيويورك ضمن حملة سياسية - إعلامية منسقة لنيل اعتراف المجتمع الدولي بشرعية نظامه، والذي نجح بوضوح في الحصول عليه، وتجلى ذلك الاعتراف في اللقاء مع الرئيس الأميركي باراك أوباما، الراغب بشدة في رص اصطفاف عربي في تحالفه بمواجهة تنظيم الدولة الإسلامية "داعش".
ومن جانبه، أكد الدكتور معتز عبدالفتاح، استاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، أن أردوغان، حصر هدفه في اجتماع الجمعية العامة الأخيرة للأمم المتحدة في التنديد بحملة الرئيس السيسي، ناقلاً أسلوبه الشخصي التهجمي إلى المحفل الأهم في السياسة الدولية وعاكساً في الوقت نفسه وضعية تركيا الإقليمية الجديدة.
وأكد "عبدالفتاح" في تصريحات لـ"المشهد" أن كلمة أردوغان عكست أهمية العامل الشخصي في مكونات صناعة القرار التركي وبدرجة تفوق أي زعيم تركي آخر، مؤكدا أن ما هو معتاد عليه أن رئيس الوزراء هو من يلقي كلمة تركيا في هذا المحفل وليس رئيس الجمهورية التركية البرلمانية الطابع، وهو ما فعله أردوغان شخصياً في الدورات السابقة عندما كان رئيساً للوزراء.
وأضاف "عبدالفتاح" :" بعد انتخاب أردوغان رئيساً للجمهورية بنصف أصوات الأتراك، فإنه يسعى إلى تطويع مواد الدستور وتأويلها لمصلحة موقع الرئيس. ثانياً، ينقل أردوغان تخوفاته الداخلية من تحرك المؤسسة العسكرية التركية ضده، إلى المنبر الدولي الأهم في ربط واضح بين ما جرى في مصر وبين تخوفاته الشخصية"، مؤكدًا أن ذلك ظهر في عملية التلاعب بالصور عبر برنامج الفوتوشوب، حيث ظهرت وسائل إعلام تركية موالية له بصوره متحدثاً في الجمعية العامة للأمم المتحدة والقاعة مكتظة بالمستمعين، فيما كانت القاعة شبه خاوية في الواقع، مضيفا أن العامل الشخصي على الرغم من أهميته في صنع القرار التركي الا أنه لا ينفي حسابات سياسية أيضاً في اتخاذ هذا الموقف.
كما عزا أحمد عبدالحميد، الباحث في الشئون السياسية، هجوم أردوغان في كلمته ضد مصر إلى طموحه في قيادة المنطقة وتمديد حضور تركيا الإقليمي الذي ربطه بصعود جماعة "الإخوان المسلمين" إلى السلطة في بدايات "الربيع العربي" في تونس ومصر وليبيا إلى جوار "حماس" في غزة، مؤكدًا أن ما بدا لتركيا أيضا أن ذات الجماعة في سوريا ستستطيع إسقاط النظام هناك والحلول محله في مقاعد السلطة.
وأوضح "عبدالحميد" في تصريحات لـ"المشهد" :أن مع إطاحة جماعة الإخوان المسلمين في مصر، وهي الجماعة الأم، فقد تبددت أحلام أردوغان في القيادة الإقليمية، ما جعل عامل الانتقام والمرارة حاضراً في حسابات أردوغان.
واختتم "عبدالحميد" تصريحاته مؤكدًا أن اعتراف أردوغان بالنظام الجديد في مصر سيفقد حكومة حزب "العدالة والتنمية" مصدقيتها أمام تحالفاتها الإقليمية، لافتا إلى أن موقف أردوغان الحالي هو أيضاً محاولة لضمان استمرارية التحالف الذي يحصن أردوغان.
##