القاسمي: تلقوا تدريبات على يد "داعش" عبر "فيسبوك".. وبان" يستبعد
مصدر أمني: "مغازلة للحصول على تمويل نقدي"
كشف ما تضمنه الفيديو الدموي الأخير الذي بثه تنظيم "أنصار بيت المقدس" على موقع "يوتيوب" وهو يذبح ثلاث سيناويين، اعترفوا بتعاونهم مع جهاز الموساد الإسرائيلي، مدى تباعيتهم لتنظيم الأكثر شراسة والأغني بين التنظيمات المسلحة "الدولة الإسلامية" المعروف بـ"داعش سابقا"، بفضل امتلاكه عدد من أبار البترول في سوريا والعراق، والتي تسهل دولتي "تركيا" و"إيران" بيعهم لبعض الدول الأوربية، وذلك بحسب تصريحات للمتحدث باسم الاتحاد الأوربي مايكل مان، حيث تضمن المقطع الأول من الفيديو كلمة للمتحدث باسم "داعش" أبو محمد العدناني، وهو يدعو "أنصار بيت المقدس" إلى مزيد من الذبح وقتل الجنود المصريين.
الأمر الذي اعتبره خبراء في الحركات الإسلامية بداية اندماج رسمي للتنظيم المصري، مع "داعش"، وقال الجهادي السابق صبرة القاسمي، إن التطور العسكري النوعي الذي حدث خلال الأسابيع الماضية في أفكار تنظيم "أنصار بيت المقدس" وخاصة من خلال عمليات حفر أنفاق أرضية وزرع ألغام بها بغية استهداف المركبات التابعة للجيش والشرطة، والتي أودن بحياة العشرات من شهداء الجيش والشرطة، جاء نتيجة التواصل عسكرياً ومعلوماتياً مع تنظيم "داعش".
وأضاف القاسمي: "ظهر ذلك واضحاً في فيديو تفجير مدرعة الجنود في رفح الأيام الأخيرة، والذي تم بآلية عسكرية غير معتادة من (بيت المقدس)، بالإضافة إلى تنفيذ عمليات ذبح على الطريقة الداعشية خلال الفترة الأخيرة برفح في إشارة واضحة إلى ذلك التعاون بين التنظيمين، الذي تجشد حقيقة ببث مقطع صوتي لأبو محمد العدناني المتحدث باسم "داعش" خلال فيديو الذبح الأخير، وهو يؤكد على بداية التبعية لداعش".
وقال القاسمي، إن "أنصار بيت المقدس"، يتلقى بعض النصائح والتوجيهات من التنظيمات الجهادية والتكفيرية في سورية والعراق لمواجهة الضغوط الأمنية، وكشف القاسمي عن تلقي "بيت المقدس" تأهيلاً عسكرياً خاصاً من تنظيم "داعش"، لتطوير أدائه عن طريق مواقع التواصل الاجتماعي وشبكات الإنترنت.
وعن أوجه الدعم المادي الذي ربما يحصل عليه تنظيم "انصار بيت المقدس" من "داعش" رجح القاسمي أن يكون ذلك جاء عن طريق الحسابات البنكية والتحويات من بنوك خارجية لشخصيات بأسماء وهويات وهمية مزيفة.
في حين، اعتبر الخبير في الحركات الإسلامية أحمد بان، إن طريقة إعدام تنظيم أنصار بيت المقدس لأبناء سيناء هى نفس طريقة إعدام داعش لرهائنهم وهى الذبح، مشيرا إلى أن الهدف من مثل تلك الإعدامات هو بث الرعب والخوف فى نفوس الآخرين.
وفي الوقت الذي استبعد فيه بان في تصريحات لـ"المشهد" الارتباط الرسمي بين التنظيم، أو مبايعة التنظيم المصري لتنظيم "داعش"، مبرراً ذلك بأنه لا توجد شواهد حقيقية بذلك، متسائلاً عن المبررات الحقيقية التي تحول دون إصدار تنظيم انصار بيت المقدس بيان مصور يعلن فيه مبايعة رسمية لزعيم تنظيم "داعش" أبو بكر البغدادي" الذي نصب نفسه اميراً للمؤمنين منذ شهور.
أضاف بان: "داعش وأنصار بيت المقدس أجتمعا على بث الخوف للآخرين من خلال إظهار صور وفيديوهات تتضمن مشاهد ذبح وقتل"، موضحا أن التنظيم يعتمد على قضائه المختص الذى لا يوجد فيه دفاع لمن يحكمون عليهم، موضحا أن القضاة التابعين لهم يكونون من التنظيم نفسه ويحكمون عليهم بالإعدام ثم ينفذون الحكم.
وبثت الجماعة الثلاثاء الماضي مقطع فيديو تعرض فيه "اعترافات" ثلاثة سيناويين قطعت رؤوسهم لتعاونهم مع المخابرات الإسرائيلية، فيما قتلت آخر بالرصاص ودمرت بيته، وبين مقطع الفيديو لقطات لأشخاص يقطعون الطريق ويطلعون على هوية راكبي وسائقي سيارات.
ورجح خبراء أن العملية العسكرية في سيناء، جاءت رداً على تنظيم "أنصار بيت المقدس" الإرهابي، الذي بث فيديو، الذبح لمواطنين من سيناء، بحجة تعاونهم مع جهاز المخابرات الإسرائيلي (الموساد)، وأجهزة الأمن المصرية.
وقال الخبير العسكري طلعت مسلم إن تنظيم "أنصار بيت المقدس" يغازل تنظيم "داعش" في محاولة للحصول على أية تمويلات بعد ردم الكثير من الأنفاق الحدودية مع قطاع غزة، مطالباً في تصريحات لـ"المشهد" إعلان القيادة المصرية منطقة شمال سيناء منطقة حرب يتم تهجير سكانها منها، ومن يتبقى يتم تصفيته، مؤكداً أن قواتن الأمن من الجيش والشرطة قامت بعمليات داهم وتمشيط واسعة النطاق في سيناء أفقدت التنظيمات الإرهابية هناك توازنها.
وتابع مسلم: "القوات الأمنية وجهت مؤخراً عدة ضربات مكثفة للبؤر الإرهابية في شبه الجزيرة الحدودية مع إسرائيل، والتي تشهد عمليات إرهابية ضد قوات الأمن"، كاشفاً عن تُجهيز قوات الأمن عمليات واسعة النطاق، في أنحاء "الشيخ زويد" و"رفح"، خاصة نقاط ارتكاز تنظيم "أنصار بيت المقدس"، والتي من المرجح ان تفقده توازنه، مضيفاً: "تم قتل عدد من أخطر العناصر القيادية في التنظيم خلال الفترة الأخيرة مما سبب ارتباكاً تنظيمياً، وأدى إلى فرار عدد من أعضاء التنظيم خارج سيناء".