السؤال:
بخصوص الفتوى رقم: 2513816 لتفسير عبارة: " لا إله إلا الله، وحده لا شريك له، له الملك، وله الحمد، وهو على كل شيء قدير " فيبدو أني لم أوضح قصدي بالشكل المناسب. لا إله إلا الله، وحده، لا شريك له. تدك على توحيد الألوهية بجلاء، ولم نختلف في هذا. أما عبارة: "له الملك، وله الحمد" قلتم إنها تدل على توحيد الربوبية. ولكن سأوضح لكم لماذا أرى أنها تدل على توحيد الأسماء، والصفات: عمر الأشقر -رحمه الله- يقول في كتاب أسماء الله الحسنى: "ويرى العلامة ابن الوزير، أن جميع أسماء الله الحسنى ترجع إلى الملك، والحميد. فما كان من أسمائه يقتضي كمال العزة، والقدرة، والجبروت، والاستقلال، والجلال، دخل في اسم الملك، وعاد إليه. وما كان منها يقتضي الجود، والرحمة، واللطف، والصدق، والعدل، وكشف الضر، وأمثال ذلك من المدائح، دخل في اسم الحميد، وعاد إليه" وبالتالي فهي تدل على توحيد الأسماء والصفات. وهل صحيح أن اللام في: "له" تسمى لام الاستحقاق؟ بمعنى استحقاق الله لصفتي الملك، والحمد. وتقديم الضمير "له" في عبارة: "له الملك" وأصلها "الملك له" يفيد الحصر؛ وبالتالي الدلالة على أن الله هو وحده المستحق للحمد الكامل، والملك الكامل؟ أما بالنسبة لعبارة: "وهو على كل شيء قدير" فقد قلتم إن توحيد الربوبية، توحيد الله في أفعاله. وهذه العبارة تدل على ذلك، فكأننا نقول: "وهو وحده سبحانه على فعل كل شيء قدير" أي الله تعالى هو الوحيد القادر على فعل ما يريد. وهذا توحيد لله في أفعاله، وتقديم الضمير يفيد الحصر. كما أن هذه العبارة: " وهو على كل شيء قدير" كانت في القرآن مقرونة بأفعال الله، نحو قوله تعالى: " يعذب من يشاء ويغفر لمن يشاء والله على كل شيء قدير" وقوله: " ولو شاء الله لذهب بسمعهم وأبصارهم إن الله على كل شيء قدير" وقوله: "أين ما تكونوا يأت بكم الله جميعا إن الله على كل شيء قدير" أرجو توضيح مدى صحة ما ذكرته من تفسير لهذه العبارة؛ فأنا أريد أن أعلمها للناس، ولكنني قبل هذا لا بد من أن أتأكد من صحة فهمي لها قبل أن أنشره؟ وبارك الله فيكم.
الفتوى:
بخصوص الفتوى رقم: 2513816 لتفسير عبارة: " لا إله إلا الله، وحده لا شريك له، له الملك، وله الحمد، وهو على كل شيء قدير " فيبدو أني لم أوضح قصدي بالشكل المناسب. لا إله إلا الله، وحده، لا شريك له. تدك على توحيد الألوهية بجلاء، ولم نختلف في هذا. أما عبارة: "له الملك، وله الحمد" قلتم إنها تدل على توحيد الربوبية. ولكن سأوضح لكم لماذا أرى أنها تدل على توحيد الأسماء، والصفات: عمر الأشقر -رحمه الله- يقول في كتاب أسماء الله الحسنى: "ويرى العلامة ابن الوزير، أن جميع أسماء الله الحسنى ترجع إلى الملك، والحميد. فما كان من أسمائه يقتضي كمال العزة، والقدرة، والجبروت، والاستقلال، والجلال، دخل في اسم الملك، وعاد إليه. وما كان منها يقتضي الجود، والرحمة، واللطف، والصدق، والعدل، وكشف الضر، وأمثال ذلك من المدائح، دخل في اسم الحميد، وعاد إليه" وبالتالي فهي تدل على توحيد الأسماء والصفات. وهل صحيح أن اللام في: "له" تسمى لام الاستحقاق؟ بمعنى استحقاق الله لصفتي الملك، والحمد. وتقديم الضمير "له" في عبارة: "له الملك" وأصلها "الملك له" يفيد الحصر؛ وبالتالي الدلالة على أن الله هو وحده المستحق للحمد الكامل، والملك الكامل؟ أما بالنسبة لعبارة: "وهو على كل شيء قدير" فقد قلتم إن توحيد الربوبية، توحيد الله في أفعاله. وهذه العبارة تدل على ذلك، فكأننا نقول: "وهو وحده سبحانه على فعل كل شيء قدير" أي الله تعالى هو الوحيد القادر على فعل ما يريد. وهذا توحيد لله في أفعاله، وتقديم الضمير يفيد الحصر. كما أن هذه العبارة: " وهو على كل شيء قدير" كانت في القرآن مقرونة بأفعال الله، نحو قوله تعالى: " يعذب من يشاء ويغفر لمن يشاء والله على كل شيء قدير" وقوله: " ولو شاء الله لذهب بسمعهم وأبصارهم إن الله على كل شيء قدير" وقوله: "أين ما تكونوا يأت بكم الله جميعا إن الله على كل شيء قدير" أرجو توضيح مدى صحة ما ذكرته من تفسير لهذه العبارة؛ فأنا أريد أن أعلمها للناس، ولكنني قبل هذا لا بد من أن أتأكد من صحة فهمي لها قبل أن أنشره؟ وبارك الله فيكم.
الفتوى:
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فقد ذكرنا في الفتوى السابقة، أن أنواع التوحيد متلازمة.
ثم إن من أهل العلم من يجعل توحيد الربوبية وتوحيد الأسماء والصفات قسما واحدا، وهو ما يعرف بالتوحيد الخبري الاعتقادي، أو توحيد المعرفة، والإثبات، كما سبق في الفتوى رقم: 16146؛ وهذا لشدة تلازمها أيضا.
وعلى ذلك، فقولنا بأن الفقرة الثانية أظهر في الدلالة على توحيد الربوبية، لا ينفي دلالتها على توحيد الأسماء والصفات.
وكذلك كون الفقرة الثالثة فيها إثبات لشيء من الأسماء، والصفات، لا ينفي دلالتها على توحيد الربوبية أيضا. وهذا كله راجع إلى ما ذكرنا من كون أنواع التوحيد متلازمة. وما ذكرته في سؤالك إنما هو من أدلة التلازم بين أنواع التوحيد أيضا.
وعموما فالأمر في ذلك واسع إن شاء الله تعالى.
والله أعلم.