26 - 04 - 2024

مستقبل تحالف دعم الشرعية "مجهول"

مستقبل تحالف دعم الشرعية

- التحالف: بعد التجميد لا مسئولية لنا عن التظاهر الميداني

- توقعات بتدشين الإخوان لتحالف يخوض معركة "البرلمانية"

أثار انسحاب أحزاب "الوسط"، و"الوطن"، و"البناء والتنمية" من التحالف الوطني لدعم الشرعية المؤيد للرئيس الأسبق محمد مرسي، جملة من التساؤلات عن مستقبل التحالف وآلية معارضته في ظل هذه الانسحابات التي عدها البعض مقدمة لتفكيك التحالف برمته لعدم جدواه في معارضة النظام الحالي الذي يقبع على قمته الرئيس عبدالفتاح السيسي، الذي يتهمه معارضوه بتخطيط انقلاب على الرئيس الأسبق محمد مرسي لإطاحة به من سدة الحكم.

"تحالف الشرعية"، حاول الظهور متماسكاً في بياناته التي يصدرها من وقت إلى آخر، خاصة أنه يُراهن على تحركات طلاب الجامعات الموالين للتيارات الإسلامية، في إحداث حالة اضطراب داخل الجامعات، التي باتت الدراسة فيها على الأبواب، مبرراً انسحاب حلفائه، بأنها خطوة لإعادة ترتيب الأوضاع، وتنويع أشكال معارضة النظام.

حزب "الوطن"، تحدث عن وضع استراتيجية، تتضمن عدداً من المحاور للحزب خلال الفترة المقبلة، كقيم حاكمة وخطوات للوصول للوفاق الوطني ومرحلة انتقالية، وأضاف الحزب: "نسعى إلى دولة توفق ولا تفرق وتبني ولا تهدم وتجمع القوى السياسية المخلصة على كلمة سواء، وهي ليست مبادرة للمصالحة بل مقترح للتفاهم والوفاق".

وكشفت مصادر بالتحالف الوطني لدعم الشرعية حقيقة الأسباب التي دفعت حزب "الوسط"، لإعلان الانسحاب منه،  أبرزها انحراف بعض المظاهرات عن المسار السلمي، والتي لا تعبر عما وصفوه بأدبيات التحالف، ووجود تهديدات بحل أحزاب التحالف على غرار ما جرى لـ"الحرية والعدالة"، وكي لا تكون المعارضة محصورة في الجانب الإسلامي فقط، مؤكدة أن قرارات الانسحاب تأتي كمحاولة لتجنب الضربات الأمنية، خاصة بعد اعتقال عدد كبير من قادة التحالف، ورغبة البعض في خوض الانتخابات البرلمانية، وبسبب التحفظ على تشكيل المجلس الثوري بالخارج، وللتحرر من مسألة أن مطالب التحالف وأحزابه هي السلطة، خاصة أنهم غير مصرّين علي التمسك بمطلب عودة الرئيس المعزول محمد مرسي مثل الآخرين.

 فيما اعتبر مراقبون آخرون أن هناك من يسعى لإيجاد مبرر للانسحاب من التحالف ومحاولة تحميل "الإخوان" وممارستهم المسئولية عن ذلك، لافتين إلى أن هذا الأمر ليس وليد اللحظة بل موجود منذ فترة طويلة، لكنهم يبحثون عمّا يمكن وصفه بـ"الخروج المشرف"، خاصة بعدما أصبح التحالف عبئا عليهم في خططهم المستقبلية والتي من بينها الإعداد لانتخابات البرلمان.

وبعد مضي ما يزيد عن شهر، ولم يحدد التحالف ما هي بدائله وخياراته السياسية بعد انسحاب عدد من الأحزاب، التي تحدث عنها، والتي قال إنه سيعلن عنها في أقرب وقت.

هيكلة التحالف

ومن جانبه، أكد الباحث السياسي، أحمد عبدالحميد، عضو الجنة العليا لحزب "مصر القوية" لـ "المشهد" أن مصدر مسؤول في التحالف، أكد له أن التحالف بدأ خلال الفترة الأخيرة، مشاورات لهيكلة جديدة للاستفادة من طاقات جديدة لشباب ثورة 25 يناير والقوي الشبابية الميدانية المناضلة، والكيانات الوطنية الثورية والعمالية بجانب الشخصيات العامة، بجانب تفعيل التعاون مع الكيانات الرافضة لما يسمونه انقلاب في المتفق عليه والإعذار في المختلف حوله، في إطار التطوير الثوري الواجب وتحقيق الاصطفاف الشعبي اللازم لتحقيق أهداف ثورة 25 يناير.

وكشف المصدر بحسب تصريحات "عبدالحميد" عن أن المشاورات حول الهيكلة الجديدة للتحالف، جاءت بعد أن أعلنت أحزب "الوسط" و"الوطن" والجماعة الإسلامية وحزبها "البناء والتنمية" رغبتهم للعمل من خارج التحالف، لتحقيق نفس الأهداف، من منطلق ضبط المسار.

وفي السياق نفسه، نوه "عبدالحميد" إلى أن الجماعة الإسلامية وحزبها "البناء والتنمية" تدرس الانسحاب من التحالف بعد البيان الذي صدر من الحزب مؤخرًا ويناشد من خلاله الحكومة بعقد مصالحة مع التيار الإسلامي.

عضو "تحالف الشرعية" والمتحدث الرسمي لـ"الجبهة السلفية" خالد سعيد، أكد استمرار التحالف في مناهضة النظام الحالي، موضحاً أن قيادات الصف الثاني والثالث من التيارات السلفية والإخوانية والجماعة الإسلامية، هي مَنْ تقود التحالف حالياً، رافضاً في تصريحات لـالمشهد" كشف هوية هذه القيادات، خشية ضبطهم أمنياً.

وعن الأنباء التي تفيد هيكلة جديدة في شكل التحالف، لفت الدكتور خالد سعيد، إلى أن حزب الوطن، طالب أعضاء التحالف بتعليق عضويته وأعلن رغبته في عدم الاستمرار، "رغبة منه في إعادة تقييم موقفه"، وأن أعضاء التحالف تختلف في طريقة أفكارها في إدارة الأزمات التي تواجهها من النظام الحالي، مستدركًا لكنهم متفقون على عدم الاعتراف بشرعية السيسي.

وعن هيكلة التحالف، قال "سعيد" أن المقترح السابق الذي قدمته الجبهة السلفية بشأن تجميد النشاط السياسي للتحالف كان احتجاجًا على ما وصفه بالأحكام المسيسة للقضاء، في ظل أحكام الإعدام الكثيرة التي صدرت ضد معارضي السلطة القائمة، وأنهم اقترحوا ذلك كي يقولوا للنظام إنه يقوم بإلغاء السقف السياسي ولم يبق سوى السقف الميداني والثوري فقط.

 وأضاف "سعيد" لـ"المشهد" أنه تم تأجيل مقترح الجبهة السلفية للتشاور ولم يتم إلغاؤه، إلا أنه قد يتم تفعيله يومًا ما، لأنه لا يزال مطروحًا، وحال الموافقة عليه سيعني عدم وجود أي مفاوضات أو لقاءات سياسية ولن يكون هناك قبول أو رفض لأي مبادرات، فسيتم تجميد كل الشئون السياسية، ولن يتحمل التحالف المسئولية عن المظاهرات في الشارع.

وردًا علي وجود هيكلة للتحالف، قال الدكتور سعد فياض، القيادي بالتحالف وعضو المكتب السياسي للجبهة السلفية "نحن لم نتحدث عن أي هيكلة جديدة، وإنما عن ضم الحركات الشبابية وممثلي الحركة الطلابية ليكونوا شركاء في صنع القرار، فالحراك الثوري في الأرض يقوده الشباب، وهذه الثورة عمادها جيل الشباب، خاصة أنهم أكثر ثورية من غيرهم".

 يذكر أن التحالف يضم 16 حزبًا وحركة شبابية ونسائية من بينهم حزب "الحرية والعدالة" - الذي تم حله بقرار قضائي نهائي - و"الأصالة"، والجبهة السلفية، و"البناء والتنمية"، و"الوطن"، و"الوسط"، و"الاستقلال"، والحزب الإسلامي، وشباب ومهنيون وصحفيون وإعلاميون ضد ما يسمونه الانقلاب العسكري.

التحالف والانتخابات البرلمانية

توقع عدد من السياسيين وقادة الأحزاب، أن تدشن جماعة الإخوان وانصارها، تحالفا جديدا، بعد انسحاب أعضاء تحالف ما يسمى بدعم الشرعية، وأشاروا إلى ان هذا التحالف قد يتضمن وجوها اقل خطورة وعنفاً من الحاليين.

ويرى استاذ القانون الدستورى الدكتور عبد الله المغازى، أن تفكك تحالف دعم الشرعية المؤيد لمرسي يرجع إلى تركيز الاخوان خلال الفترة القادمة على الانتخابات البرلمانية، مشيرا إلى أن الجماعة لن يكون لديهم وقت لإقامة تحالفات جديدة.

وأضاف المغازى، أن الإخوان ليسوا ممنوعين من ممارسة حقوقهم السياسية وسيخوضون الانتخابات من خلال الأحزاب الصغيرة الجديدة التى ظهر أغلبها بعد 30 يونيو، لافتا إلى أن الأحزاب الكبيرة ستخشى على سمعتها والجهات الأمنية تضعها تحت العين لكن الأحزاب الصغيرة الجديدة بعيدة عن أعين الأمن.

وتابع المغازى: أنه يجب على القوى المدنية أن تتوحد فى تكتل واحد تحت مظلة واحدة واختيار شخصيات وطنية ومشهود لها بالكفاءة والوطنية لخوض المنافسة البرلمانية.

في السياق، استبعد خبير الحركات الإسلامية علي عبدالعال، تفكك تحالف الإخوان، وقال لـ"المشهد": "استمرار التحالف في ظل الضربات الأمنية المُتتالية لقياداته، يعتبر نجاحاً كبيراً في معارضة النظام"، موضحاً أن خروج الأحزاب بمثابة تغيير تكتيكي في الخطة ولا يعني انضمامهم إلى صفوف مؤيدي السلطة الحالية، متوقعاً تشكيل "الوسط" و"الوطن" تحالفاً سياسياً يقود المشهد في الفترة المقبلة، في حين قال القيادي بحزب "الوطن" أحمد بديع إن حزبه يُجري اتصالات مستمرة مع "الوسط" للوقوف على ملامح تحالف جديد يجري تشكيله.

إلى ذلك، اعتبر خبير الحركات الإسلامية ماهر فرغلي، انسحاب "الوسط" و"الوطن" خطوة تستهدف تشكيل تحالف انتخابي، موضحاً أن "الوسط" دعا أخيراً إلى خوض الانتخابات البرلمانية المقبلة، في محاولة للبقاء في المشهد السياسي، بعد التضييقات الأمنية ضد "الإخوان" وحلفائهم.

##






اعلان