12 - 07 - 2025

حكم من كتب إجابة غير صحيحة في الامتحان غشا وخداعا

حكم من كتب إجابة غير صحيحة في الامتحان غشا وخداعا

السؤال:
‏ أنا طالب مصري، انتهيت من ‏الثانوية العامة، وقمت بتقديم أوراقي ‏إلى كلية طب الأسنان.‏ ‏ ولاختصار الوقت عليكم أيها ‏الأفاضل: فأنا حالي يشبه الفتويين: ‏‏97172، 80637 ولكنني لا أعلم ‏هل ما فعلته يعد غشا أم لا؟ ‏فالموضوع أنني عندما كنت في ‏امتحان الأحياء، واجهت سؤالا لا ‏أعرف إجابته؛ ولأن الأساتذة دائما ‏عودونا على أن لا نترك إجابة سؤال ‏فارغة، فعلينا أن نكتب إجابة حتى ‏وإن كانت خاطئة، فربما تكون ‏صحيحة، ونحن نظنها خاطئة، أو ‏ربما تكون قريبة من الإجابة ‏الصحيحة، فيتكرم المصحح ويعطينا ‏على الأقل نصف درجة؛ وبالتالي ‏قمت بكتابة إجابة وأنا أعلم أنها ‏خاطئة، وأن ما شجعني على ذلك هو ‏أني أعلم أن هناك بعض ‏المصححين يصححون الأوراق ‏سريعا، وذلك لأنه يريد الانتهاء من ‏كمية الأوراق الكثيرة التي يجب عليه ‏أن يصححها، أي أني اعتمدت على ‏أن المصحح سيصحح سريعا؛ ‏وبالتالي كتبت الإجابة غير ‏الصحيحة، ثم كتبت رأس السؤال ‏المذكور في الورقة، وقلت في نفسي: ‏‏" لا بأس، لن يلاحظ المصحح " ‏ونيتي هي أن لا يلاحظ المصحح، ‏ويعطيني الدرجة.‏ ‏ واسمحوا لي بأن أضرب مثالا ‏ فمثلا يقول السؤال: "للغلاف الجوي ‏أهمية كبيرة في بقاء الحياة على ‏الأرض. وضح" فقمت بكتابة: "كذا ‏وكذا، وكذا (الإجابة خاطئة) ولهذه ‏الأسباب فإن الغلاف الجوي هام لبقاء ‏الحياة على الأرض" ‏ فهل بهذا أكون قد غششت؛ لأن نيتي ‏كانت خداع المصحح؟ ‏ وعندما علمت إجابة السؤال بعد ‏الامتحان، وجدت أن هناك بعض ‏الكلمات المتشابهة بين إجابتي غير ‏الصحيحة، والإجابة الصحيحة (أو ‏بالأحرى كنت أعلم بأنه يوجد تشابه، ‏ولكنها ليست الإجابة المطلوبة) ‏فيُخيل للقارئ أنها الإجابة الصحيحة، ‏ولكنها في الحقيقة خاطئة، وبالفعل قد ‏حصلت على الدرجة النهائية في هذه ‏المادة.‏ ‏ فهل علي ذنب أم إنه خطأ المصحح؛ ‏لأنه لم يقرأ الإجابة بعناية؟ ‏ وإن كان علي ذنب فهل أستمر بالكلية ‏أم لا؟ ‏ فأنا إذا حذفت درجات هذا السؤال ‏سيكون مجموعي أقل من كلية طب ‏الأسنان.‏ ‏ فهل أنتقل إلى كلية الصيدلة التي تلي ‏طب الأسنان في المجموع؟ ‏ وقد عرضت موضوع الانتقال على ‏أمي، ولكنها عارضتني.‏ ‏ ولقول الصراحة فأنا أريد دخول ‏طب الأسنان، ولكني أخاف أن أكون ‏بهذا أغضب الله عز وجل؟ وإن كانت ‏إجابتكم أن أستمر مع التوبة، فأنا لا ‏أعرف من أخذت مكانه، وحتى وإن ‏علمت اسمه، ورقمه فأنا لا أعرفه ‏جيدا، فربما يكون قد غش، وربما ‏يفضحني.‏ ‏ فهل يكفي الدعاء له مثل قول: اللهم ‏وفق من أخذت مكانه؟ ‏ وإن كان يكفي فهل أدعو له كل يوم ‏أم مرة واحدة فقط؟ ‏ أرجو المساعدة فأنا أثق بكم، فقد ‏طلبت منكم فتوى من قبل بشأن ‏الوسواس القهري، والحمد لله قد ‏كانت إجابتكم سببا في شفائي، ولكنها ‏بدأت تعود إلي بسبب هذا الموضوع ‏فأرجو المساعدة، وأنا آسف على ‏الإطالة. ‏ وأرجو قراءة الموضوع بعناية.‏ ‏ وشكرا.‏

الفتوى:

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

 فالجواب بما لم تتأكد من صحته، لا ينبغي، وتعمد ذلك على أمل أن لا ينتبه المصحح، يعتبر نوعا من الغش.

ولذلك، فعليك أن تستغفر الله تعالى، وتتوب مما حصل، ولا تعد لمثل ذلك.

وننصحك بترك الوسوسة في الموضوع، وأن تستمر في الكلية، فإنه لا يلزم من هذا أن تكون أخذت حق غيرك، فربما يحتمل أن يكون الآخرون لم يحصلوا نتيجة أكثر من نتيجتك، تخول لهم الأفضلية عليك. ولا حرج عليك في العمل بالشهادة التي ستنالها إن شاء الله.

  وقد سئُل الشيخ ابن باز: طالب حصل على الشهادة الجامعية، وكان خلال المراحل التي اجتازها من مراحل التعليم يتطرق أحياناً إلى الغش من مذكرات يحملها، أو من زملائه، وقد كان ذلك عوناً له للوصول إلى ما وصل إليه من حصوله على الشهادة الجامعية، وبعد تخرجه تم تعيينه في إحدى المصالح حسب الشهادة التي يحملها، وأصبح يأخذ مقابل ذلك راتباً شهرياً. فهل هذا الراتب حلال أم حرام، علماً بأنه يؤدي المهام الوظيفية المناطة به خير تأدية، بل يزيد على ذلك في أوقاته الخاصة، وإذا كان هذا الشيء الحاصل حراماً. فما هو المخرج أفتونا مأجورين؟

فأجاب: عليه التوبة إلى الله مما فعل، والندم، وأما الوظيفة فصحيحة، وما أخذه صحيح، ما دام يؤدي المهمة التي أسندت إليه ويقوم بها، والحمد لله، ولكن كما قلنا عليه التوبة إلى الله من هذا العمل السيء المنكر، والتوبة تجبُّ ما قبلها. انتهى.

والله أعلم.