27 - 04 - 2024

انتفاضة أطفال فلسطين تثير الرعب فى قلوب الصهاينة

انتفاضة أطفال فلسطين تثير الرعب فى قلوب الصهاينة

- مقاومة المستقبل تدافع عن أرضيها بعد انتهاء اليوم الدراسى

- مئات الأطفال يقبعون فى السجون الإسرائيلية بتهمة إلقاء الحجارة

- اعتقال الصبية بين سن 12 و 15 عامًا

"ليس لهؤلاء الاطفال شيء، فليعطوهم أماكن للعب، لقد رأوا الأطفال في غزة، 500 طفل قتلوا هناك، وصديقهم  محمد أبو خضير"..تلك كلمات أحد أباء الأطفال المعتقلين فى السجون الإسرائيلية.. ما بالك أذن بمستقبل من كان لهوه، هو مقاومة العدو!.

أقرت صحيفتا "يديعوت اوحرونوت"، و"هآرتس" الاسرائيليتين لأول مرة بوجود "انتفاضة أطفال حقيقية بالقدس حاليا".

وقالت يديعوت أنه "منذ شهرين ونصف تشتعل أحياء التماس بين اليهود والفلسطينيين في القدس، وفي الجيوب اليهودية شرقي القدس، بانتفاضة "صبية"،  ولو كنا في ايام عادية لاستولى هذا الحدث المستمر على برنامج العمل اليومي، لكن سيطرت حملة الجرف الصامد وتداعياتها على الأجواء، هذا بالإضافة الى ان الانتفاضة لم تصل بعد الى الاحياء اليهودية غربي المدينة، ولاتزال شرطة الاحتلال قادرة على احتواء الاحداث، وهو انجاز للشرطة لا يستهان به.

وفى قرية العيسوية العربية، شرقي القدس، إلى "التلة الفرنسية" الحي اليهودي المجاور، يستهدف الصبية الفسطنيين السيارات التي تسير تحت القرية، عبرالشارع المؤدي لمستوطنة "معاليه ادوميم"، بالحجارة، كما يستهدفون قاعدة حرس الحدود "عوفريت"، بالقرب من مباني الجامعة على جبل المشارف، ويستهدفون سيارات الشرطة، ويقوم الصبية برشق الحجارة خلال سيرهم في الطريق إلى المدارس، حيث يخرجون في جماعات وحقائبهم على ظهورهم، فيرشقون رشقة ويختفون.

ويقول قائد الشرطة "آفي حفيفيان"، بمنطقة كيدوم، يعمل في اكثر احياء التماس، إنه حقق مع أحد الأولاد الذين ضبطوا وهم يرشقون الحجارة، قائلًا له: إن"حجرًا كهذا يمكن أن يقتل فماذا تفعل إذا تبين أن السيارة كان فيها فلسطيني؟"، فهز الفتى كتفيه قائلا: "لن يحدث ذلك".

ويقول فراينتي: "نجحنا قبيل الهدنة في الجنوب، مع غزة، في التغلب على الاخلال بالنظام، وانتقلنا الى مرحلة جديدة هي الرشق بالحجارة، وأنا أسمي ذلك اخلالا شعبيا بالنظام، فالراشقين بالحجارة صبية ، وقد احتجزنا اولادا في السابعة، والتاسعة، والثانية عشرة والنصف، من أعمارهم، واحتجزنا 8 أولاد، في الثانية عشرة والنصف، من أعمارهم أعدوا زجاجات حارقة بانفسهم ورموا بها سيارات، وهذه أحداث فردية لم ينظمها أحد ولم يأمر بها أحد".

قال فراينتي: "القطار الخفيف يتعرض للرشق بالحجارة من قبل الأطفال الصغيرة، خلال مروره 300 مرة يوميًا، بالرغم من اعتقالنا العديد منهم ولكن دون جدوى.. حقًا يبقى استمرار الرشق بالحجارة أمر محبط".

وشدد "نير بركات" رئيس بلدية القدس، على ضرورة التعامل مع الصبية الذين يخلون بأمن الاحتلال بأقصى عقوبة، قائلا: إنه "في المرحلة الاولى من العنف لم يقع قتلى، لكن حدث ضرر كبير، كما يمكن مكافحة الرشق بالحجارة بوسائل تقنية.

وفىأحداث شرقي القدس، اعتقل الأمن الإسرائيلى حوالي 260 طفل تحت سن 18 عاما، من أصل نحو 760 معتقلا، بالاضافة الى الإمساك بعشرات الاطفال أقل من 12 سنة، سن المسؤولية الجنائية.

وتعتبر مشاركة القاصرين، والأطفال في أحداث العنف في القدس، ليس أمرا جديدا، رشق الحجارة يجري في أحيان كثرة في الساعة التي تلي انتهاء الدراسة في المدارس، ولكن في الاسابيع الأخيرة برزت الظاهرة أكثر من أي وقت مضى، وفي بداية الأسبوع الماضي اعتقل 6 متهمين بالمشاركة في الحدث، كلهم قاصرون، 4 منهم بين 13 – 15 عامًا.

ويوم الأربعاء الماضى مددت محكمة الصلح اعتقال الـ 6 أطفال بخمسة أيام، وقال شقيق أحدهم: "أنا عمري 28 ولا اعرف كيف أنظم مثل هذا الامر، إذن يقال ان اطفال ابناء 13 نظموا هذا؟".

ونفى والد طفلين معتقلين آحدهما 15 سنة، والآخر 13، مشاركة نجلاه في حادث محطة الوقود، موضحا الأسباب حول مشاركة الاطفال في أعمال الانتفاضة قائلا: "ليس لهؤلاء الاطفال شيء، فليعطوهم أماكن للعب، لقد رأوا الاطفال في غزة، 500 طفل قتلوا هناك، وصديقهم  محمد ابو خضير"، واضاف الوالد "لقد كنت مشاركا في الانتفاضة الأولى، والآن بعد عشرين سنة وصلنا الى نفس الوضع، اعادونا إلى الوراء عشرين سنة".

وقال والد آخر أنه أمر إبنه بالبقاء بالبيت، إلا أن ابنه أجابه قائلا "أخاف أن يفعلوا بي كما فعلوا لابو خضير، ان يحرقوني، وأنا لن ابقى في البيت".

وفى الاسبوع الماضى، أوقف 3 أطفال عمرهم 9 سنوات، للتحقيق معهم، اثنان منهم اعتقلا الجمعة في حي "وادي الجوز"، للاشتباه بانهما رشقا سيارات بالحجارة، واعتقل يوم الثلاثاء طفل آخر في عمر التاسعة، إثر الاشتباه به برشق الحجارة على سيارة جيب لحرس الحدود كانت ترافق سيارة اسعاف في حي الطور، وبعد ساعات من ذلك اوقف أيضا طفل عمره 11 في حي سلوان في ظروف مشابهة، في الحالتين كان هؤلاء هم أطفال تحت سن المسؤولية الجنائية، 12 سنة، وتم تسريح الاطفال بعد استدعاء اهاليهم والتحقيق معهم.

وفي يوم آخر من الاسبوع الماضى، اعتقلت الشرطة 6 أطفال آخرين ابناء 12 - 13 سنة، من حي الثوري، للاشتباه بهم برشق زجاجات حارقة نحو منازل اليهود في الحي، وبحسب بيان الشرطة، فقد اعترف الستة لدى التحقيق معهم بانهم أعدوا الزجاجات وحدهم، وسرح الستة بشروط مجحفة ومقيدة، ونقلت مادة التحقيق الى النيابة العامة لرفع لوائح اتهام.

في حملة اعتقالات آخرى، اعتقل 22 مشبوها، 13 منهم قاصرون، ورفعت النيابة العامة يوم الخميس، لائحة اتهام خطيرة ضد ثلاثة فتيان ابناء 16 و 17 متهمين بأعمال شغب ومحاولة اعتداء على أفراد الشرطة في ظروف متشددة، وكالعادة، طالبت النيابة العامة اعتقالهم حتى نهاية الاجراءات.

وعن أهالى الأطفال فهم قلقون من المستقبل الذي ينتظر أطفالهم بعد الزمن الذي قضوه في المعتقلات والسجون.

وأضافت أن ابن الحسيني الصغير، 13 سنة، قضى محكومية في سجن هاشارون، ويقول الاب انه عاد طفلا آخر، "لا يريد أن يذهب إلى المدرسة، لا يريد العمل، بدأ يدخن، لا يسمع كلامي، يفعل ما يريد"، أما شقيق "كامل جبارين"، مرشد شبيبة من مخيم شعفاط للاجئين، اعتقل في يوليو ليوم واحد في المسكوبية، "أصبح كبيرا في يوم واحد"، قال لـ"هآرتس": "أنت تدخل طفلا بن 13 مع أبناء 17 الذين يخافون على الصغار من تعرضهم للضرب، أنه جحيم هناك، أنا أرى في عملي، أيضا كل طفل يدخل الى المعتقل، حتى ولو ليومين، 90% يعود الى السجن بعد وقت قصير".

 أما اهالي المشتبهين بالاعتداء على محطة الوقود، والذين تجمعوا هذا الاسبوع في المحكمة بالقدس فقالوا ان الفتيان والاطفال منظمون بحسب الحزب السياسي، فتح، والجبهة الديمقراطية وحماس، ومثلما في حركات الشبيبة يتم تنظيم اعمال "المقاومة" للاحتلال، ففي العيساوية مثلا يبرز جدا نشاط الجبهة الديمقراطية في استخدام ابناء الشبيبة.

 وتشتكي تسيمل والمحامي "محمد محمود" ممثلا عن عشرات الصغار، من الاعتقالات الليلية، والتحقيقات الحازمة التي تتضمن تهديدات وصراخ وتحقيقات دون حضور الاهالي، وأوضحت تسيمل أن "المحققين ينتزعون من الاطفال كل أنواع الاقوال، ففي احدى الحالات اضافوا الى لائحة الاتهام بان الفعلة ارتكبت انطلاقا من الكراهية لليهود، فجعلوا من هذه جريمة لاسامية، قلت لهم لعلكم تسألونهم عن الكراهية للاحتلال".

وقال "حاتم خويص" رئيس لجنة الاهالي بشرقي القدس، حول مشاركة الاطفال في العنف أنه "في كل مكان آخر يتحدث الاطفال الى اين يذهبون للعب، وأي فيلم يشاهدون، اما في شرقي القدس فلا توجد امور كهذه، ليس هناك للاطفال مكانا يذهبون اليه، ليس لهم حياة طبيعية، حتى جهاز التعليم في المدينة غير مناسب، بسبب الاكتظاظ في الصفوف، الفقر، معاملة الشرطة للسكان، كل هذا يضيف الى العنف".

وقال شقيق أحد الأطفال المعتقلين من العيساوية انهم "يجعلون من الاطفال الصغار مقاومين، فطفل لم يفعل شيئا، يعود غاضبا مما فعلوه به، انهم يجعلون الشعبين اعداء".

##






اعلان