23 - 04 - 2024

اليمن على أعتاب حرب "طائفية"

اليمن على أعتاب حرب

- حرب شوارع فى صنعاء.. والرئيس مكتوف الأيدي

- الحوثيون يفرضون شروطهم.. وإيران وراء اشتعال الأزمة 

يبدو أن اليمن، بدأت تدخل فى مرحلة الفوضى، بعد النزاع القائم حاليًا بين الجيش اليمنى والحوثيون، والذين ينتسبون إلى الطائفة الشيعية، بعدما وضعت جماعة عبد الملك الحوثي، خيام اعتصامات على مداخل صنعاء، قرب مقار وزارات بالعاصمة، للمطالبة بإسقاط الحكومة وتنفيذ مخرجات الحوار الذي اختتم في 25 يناير الماضى، وتخفيض أسعار المشتقات النفطية.

وتشن جماعة الحوثى منذ أكثر من شهر هجومها على الحكومة اليمينية، للمطالبة بإعادة تشكيل الأقاليم وحصولهم على منفذ بحري، ويقولون إنهم يحاربون الفساد في أجهزة الدولة، ويسعون إلى تحسين مستوى معيشة المواطن اليمني الذي يعاني من ارتفاع الاسعار وضعف الخدمات. 

من جانبها ترى الحكومة اليمنية أن الحوثيون هدفهم إقامة  دولة مستقلة لهم في شمال اليمن.

وحتي الآن لم يستطيع الرئيس اليمني، عبدربه منصور هادي، نزع فتيل الأزمة المشتعله، وسط اتهامات لإيران بإشعال اليمن.

وقال الرئيس هادي، إنه يتعرض لضغوط كبيرة من إيران التي تضغط بشكل كبير من أجل الإفراج عن المتهمين في قضية سفينة الأسلحة جيهان 1 ، 2، والإفراج عن معتقلي الحرس الثوري لدى صنعاء، مقابل قيامها بالضغط على الحوثيين للانسحاب من صنعاء.

وتحدّث الرئيس هادي عن خيانات وقعت داخل الجيش، وعن أن عدداً كبيراً من القيادات العسكرية ? يزال يتلقى الأوامر من الرئيس اليمني السابق علي عبد الله صالح، وأن التوجيهات التي صدرت بانسحاب قوات الجيش من منطقة شملان، التي تشهد مواجهات مع الحوثيين، كانت في ذلك الإطار. 

وعقد الرئيس اليمني اجتماعاً طارئاً للحكومة وكبار قادة الدولة والجيش والأمن، بعد اندلاع الاشتباكات، وقالت المصادر إن الرئيس اليمني أصدر أوامره للجيش باستخدام القوة، وكلف وزير الدفاع اللواء محمد ناصر أحمد بقيادة الفرقة أولى مدرع والعمليات العسكرية في كل أنحاء العاصمة صنعاء بعد تمرد قائدها الحاوري.

ولم تستبعد التقارير الإعلامية أن يستخدم الجيش سلاح الطيران خلال الساعات القليلة القادمة إذا لم يستجب الحوثي لنداء السلم.

من جانب أخر، وافق الحوثيون على وقف المعارك مع مقاتلي "حزب الإصلاح" السني في صنعاء، في وساطة يقودها مبعوث الأمم المتحدة إلى اليمن جمال بن عمر.

وقالت مصادر سياسية، إن بن عمر، حمل مزيدا من المقترحات والمطالب عقب لقائه بزعيم الحوثيين، عبد الملك الحوثي، وأن هذه المقترحات تجري دراستها من قبل الرئاسة اليمنية، في الوقت الذي اشتد فيه القتال في صنعاء بين الحوثيين وقوات الجيش، في ظل المساعي للتهدئة التي يقوم بها المبعوث الأممي. 

وتشير المصادر إلى أن الحوثيين رفعوا سقف مطالبهم التي تطرح بصورة غير معلنة كحصولهم على منفذ بحري مستقل وهو ميناء ميدي قرب الحدود اليمنية – السعودية، إضافة إلى رفضهم أن ينفرد الرئيس عبد ربه منصور هادي باختيار وزراء للوزارات السيادية، هذا عوضا عن مطالبتهم بوزارة التربية والتعليم وبالوجود المسلح والدائم في بعض مناطق العاصمة صنعاء.

وقال جمال بنعمر، في بيان مقتضب التقيت عبد الملك الحوثي في إطار مشاوراتي مع جميع الأطراف المعنية من أجل إيجاد حل سلمي للأزمة الحالية، وبحثت مع السيد الحوثي الحلول التي يمكن أن تحظى بتوافق جميع الأطراف وتكون مبنية على مخرجات مؤتمر الحوار الوطني، وكان الاجتماع الذي استغرق ثلاث ساعات إيجابيا وبناء المشاورات ستستمر وأتمنى أن تفضي إلى نتائج إيجابية.

على صعيد آخر، تحولت شوارع الأحياء الغربية للعاصمة صنعاء إلى ساحة حرب شوارع بين لجان شعبية بمساندة الجيش والحوثيين، سقط فيها عشرات القتلى والجرحى أغلبهم من الحوثيين، فيما شهدت المنطقة نزوحا للمدنيين بعد اشتداد المعارك هناك، فيما التزمت وزارة الدفاع الصمت تجاه الأحداث التي تشهدها العاصمة ومعسكرات الجيش.

وذكر سكان محليون في المنطقة، أن الحوثيين هاجموا نقطة عسكرية وانتشروا في منطقة شملان وشارع الثلاثين، بعد أوامر من قيادات المنطقة العسكرية السادسة للجنود بالانسحاب من النقاط العسكرية هناك، وهو ما سهل دخول الحوثيين للمنطقة. 

وأكدت مصادر محلية أن جميع شوارع منطقة شملان وشارع الثلاثين أغلقت بالكامل، مع وصول تعزيزات عسكرية، فيما أرسل الحوثيون العشرات من المسلحين إلى المنطقة في محاولة للسيطرة على المنطقة بشكل كامل. 

وفرت عشرات الأسر من المنطقة بعد اشتداد المعارك ووصول القذائف إلى منازلها، فيما لم تتمكن أسر أخرى من الخروج خوفا على حياة أفرادها بعد تحول منطقتهم إلى حرب شوارع. وكانت المنطقة شهدت قبل يومين مواجهات عنيفة بين الجيش والحوثيين، أسفرت عن مقتل أكثر من 47 شخصا أغلبهم من المدنيين والعسكريين.

وفي جنوب العاصمة، هاجم مسلحو الحوثيين معسكرا لقوات الاحتياط الحرس الجمهوري المنحل في منطقة حزيز التي تعيش هي الأخرى مواجهات متقطعة منذ الأسبوع الماضي، واندلعت الاشتباكات العنيفة بين الطرفين بعد إطلاق الحوثيين الذين يتمركزون في منازل سكان المنطقة المقابلة لمعسكر ضبوة قذائف هاون، وهاجموا مواقع الجيش بالأسلحة الرشاشة، وهو ما أجبر الوحدات العسكرية على الرد بقصف المسلحين الذين فروا إلى مناطق بعيدة، فيما نفى الحوثيون مهاجمتهم للمعسكر واتهموا طرفا ثالثا بالهجوم ممن سموهم التفكيريين والقاعدة.

من ناحية ثانية، أحبطت السلطات الأمنية اليمنية في شرق البلاد عملية لسرقة فرع للبنك المركزي.

وقال مدير عام شرطة شبوة، العميد عوض سالم، إن الأجهزة الأمنية بمديرية عتق وبعد تحريات أمنية شديدة قامت بها تمكنت من اكتشاف نفق كبير تم حفره من إحدى الغرف السكنية المؤجرة والتي تقع بجوار فرع مبنى البنك باتجاه فرع البنك بهدف سرقة خزينته. 

ويأتي هذا الاتفاق بعد تكثف المعارك التي أوقعت حوالى 40 قتيلا من المعسكرين وأجبرت الطائرات التجارية على تعليق رحلاتها إلى صنعاء، نظرا إلى وجود المطار في منطقة المعارك.

##






اعلان