لأول مرة منذ إنتصار ثورة يناير ، تتخلف جماعة الاخوان المسلمون عن التعليق على أحداث مصر التاريخية . و لم تصدر الجماعة ، و لا حزبها " الحرية والعدالة "، أي بيانات تتعلق بثورة 23 يوليو ، على الرغم من أهمية هذا الحدث في تاريخ مصر ، و تاريخ الجماعة على وجه الخصوص.
سألت " المشهد " المتحدث بإسم الجماعة محمود غزلان عن سبب هذا الغياب ، فقال :" يكفي أن الدولة تحتفل بها "، مشيرا إلي أن " يوليو إنتهت من زمان ".و اضاف غزلان أن الجماعة لم تحتفل طوال تاريخها بهذه الثورة .
ياتي ذلك بعد نحو 50 يوما من عاصفة هجوم تعرضت لها الجماعة إثر رسالة لمرشدها العام محمد بديع حول هزيمة يونيو ، و التي ردها الي ما كانت تتعرض له الجماعة من قمع في عهد الرئيس السابق جمال عبدالناصر ، علما بأن المرشد نفسه كان قد اعتبر ذكرى يوم الجلاء عن مصر تتويجا لنضال شعب مصر وطلائع مقاومته ومن ضمنها جماعة الإخوان المسلمين .
معلوم أن جماعة الإخوان تصر في أدبياتها على أنها شاركت في تفجير ثورة يوليو، لكنها تعرضت لخيانة من قبل الضباط الأحرار و في مقدمتهم زعيمها جمال عبدالناصر ، الذي تزعم أدبيات الجماعة أيضا أنه كان عضوا في صفوفها .
و كانت العلاقة بين الإخوان وعبدالناصر قد استمرت بشكل جيد لمدة عامين بعد قيام الثورة ، تم خلالها إستثناء الجماعة من قرار حل الأحزاب ، وفتح التحقيق مجددا في مقتل مؤسسها الشيخ حسن البنا ، غير أن هذه العلاقة سرعان ما تدهورت بإثر خلافات على السلطة ، زاد من تفاقمه تأييد الجماعة للواء محمد نجيب خلال أزمة مارس الشهيرة .
من جهة ثانية ، اكد غزلان لـ " المشهد" أن أعضاء الجماعة سيشاركون بكثافة في " جمعة الإستقرار" ، مشيرا إلي أن الغرض من هذه المشاركة هو " حماية مصر من دعاة الفتنة ".