26 - 04 - 2024

"المشهد" ترصد رحلة مدمن مع "الترامادول"

شاب منياوي تناول 11 ألف قرص فى 4 سنوات

- "خد دي وهتكون زي الجبل" أولى خطوات "البهدلة"

- بدأ طريقه بربع قرص حتى وصل إلى 12 يوميًا

- اقترض من اصدقائه ثم سرقهم.. وتحول لسرقة الهواتف

بدأ حياة الإدمان بتناول ربع قرص من الترامادول يوميًا، حتى وصل إلى 12 قرصًا، وانتهى به الأمر لتتحدد اقامته داخل غرفة بمستشفى الصحة النفسية بالمنيا.

"خد دي وهتكون زي الجبل مش هتحس بحاجة وهتسهرك"، أول خطوات مشوار "البهدلة" الذي بدأه أشرف حمدي، 23 سنة، أحد أبناء قرية أبو ترخان التابعة لمركز أبو قرقاص بالمنيا، بربع قرص ترامادول أعطاه له زميل له في العمل بالتشييد والبناء ببورسعيد، لتحمل معاناة وتعب العمل والقدرة على المواصلة لأكثر من 10 ساعات يوميًا للحصول على المال، وإرساله لأهله مساعدة لوالده في استكمال بناء المنزل.

قرر "أشرف" بعد حصوله على الدبلوم، السفر إلى بورسعيد للبحث عن فرصة عمل ومساعدة والده ووالدته في بناء المنزل، ويقول: "كان نفسي أشوف الدنيا بعيد عن القرية، وكان همي أرجع بفلوس كتير، عايز اطلع راجل قدام أهلي ويقولوا أني فلحت، وعشان كده كنت بشتغل 10 ساعات بمبلغ 35 جنيه في اليوم وباخد تربيحة بعد الشغل بعشرين جنيه."

وبعد مرور أسابيع من العمل المتواصل، شعر "أشرف" بالتعب ولاحظ عليه ذلك أحد أصدقائه، الذي بادر وأعطاه قرص "أحمر" وقال له "خد دي وهتكون زي الجبل مش هتحس بحاجة وهتسهرك"، فقضم "أشرف" من القرص جزءًا وألقى الباقي على الأرض، وبالفعل شعر بتغير ولم يستطع النوم لساعات لذلك نام نهار اليوم التالي بأكمله، ولم يستطع الذهاب إلى العمل وكانت "أول مشوار البهدلة" حسب وصفه.

لم يكن يعلم أن ما تناوله هو قرص مخدر، كل ما تخيله أنه ربما يكون منشط معين لخلايا الجسم وسيعطي مفعول لفترة وينتهي، إلى أن دعاه أحد أصدقائه لشراء "فراولة"، وعندما سأله أشرف عن عدم وجود الفراولة في هذا الموسم أجابه بأن الفراولة يقصد بها "الترامادول".

ويضيف أشرف :"أول مرة اشتريت قرص واحد بـ4 جنيه، والترامادول مالي الشوارع وفي صيدليات مخصصة لبيعه عيني عينك وبأسعار أغلى، ومفيش رقابة ولا شرطة ولا حاجة، أهم حاجة يكون معاك تمن الشريط."

وكانت البداية بتناول ربع قرص يوميًا ثم النصف ثم قرص، حتى اعتاد عليه ووصلت إلى تناوله 12 قرص يوميًا، ويضيف "يعني كده شربت أكتر من 9 آلاف إلى 11 ألف قرص من بداية إدماني منذ أربع سنوات حتى الآن."

يصف أشرف حالته التي كان عليها قبل الإدمان وحالته بعدها بأنها "الموت بعينه"، وتبدل حاله من شاب يريد كسب المال لمساعدة أسرته إلى شاب يريد كسب المال لشراء الترامادول، وكان يصرف كل ما لديه من أموال على المخدر، بالإضافة إلى إقتراضه من زملاءه، ومن كثرة الإقتراض وعدم إعادته لأصحابه إضطر إلى سرقة زملاءه دون علمهم، حتى وصلت إلى سرقة محلات الهواتف المحمولة وبيع المسروقات بأرخص الأثمان لشراء الترامادول.

اكتشف أهل "أشرف" أمره وحاولوا معه أكثر من مرة منعه بداية من النصح والإرشاد إلى تقييده بالحبال والضرب المبرح للكف عن تناول المخدر حتى اقتادوه إلى المصحة وكان يهرب منها.

ساءت حالته الصحية والنفسية، وحاصرته نظرات الشفقة ممن حوله، والشماتة من آخرين، ويصف أصعب لحظات عاشها في حياته عندما كان يرى والدته تبكي لحزنها الشديد عليه.

ويضيف باكيًا :" لديّ رغبة أكيدة في الإقلاع عن التدخين، لقد كرهني الجميع، ولولا صلة الرحم التي تربطني بأهلي كانوا رموني في الشارع .. أنا تعبتهم كتير".

يذهب "أشرف" لمستشفى بني أحمد للصحة النفسية، قسم معالجة الإدمان، بإنتظام ويداوم على تناول الأدوية التي تساعده على الإقلاع عن تناول المخدرات وعلى النوم لساعات طويلة.

ويختتم كلماته: "لو رجع بيا الزمن كنت هرفض حتى مجرد الإقتراب من العالم ده، أنا صحتى ضاعت وخسرت كل اللي حواليا ونفسي أرجع أقدر أشتغل من تاني وأعيش زي خلق الله."

##

 






اعلان