06 - 07 - 2025

“برمجة العقل الداعشي ” – 1

“برمجة العقل الداعشي ” – 1

ISISIII

مع اقتراب تنفيذ الضربة العسكرية الوشيكة على تنظيم الدولة الاسلامية في العراق " داعش" يؤلمني السيناريو الذي أتوقع رؤيته ، جثث ملقاة هنا وهناك ، وعشرات بل ربما مئات من شباب التنظيم أسرى لدى جنود التحالف ليقضوا كمن سبقهم سنوات عديدة في غياهب السجون والمعتقلات وتفجع بهم قلوب أمهاتهم وآبائهم وأقاربهم وأصدقائهم الذين كانوا يعيشون بينهم.

لو عدت إلى سير شباب وأفراد هذا التنظيم ربما وجدت منهم من كان ذو خلق دمث هادئ الطبع ومنهم البار بوالديه المحسن لجيرانه ومنهم المتفوق في دراسته الناجح في عمله ثم فجأة تراهم أدوات للقتل والإرهاب والتفجير!! كيف ومتى أصبحوا كذلك؟ هذا هو السؤال.

لستُ مع النظريات التي تربط نشأة هؤلاء بمشاكل الفقر والبطالة والتردي الاقتصادي والكبت الفكري فقط ، لنتذكر أن أسامة بن لادن زعيم القاعدة كان ابنا لأسرة من أغنى أسر العرب وكثير من هؤلاء الشباب أتوا من دول متقدمة ومناطق ميسورة الحال.

إن لكلمات ومعاني " الجهاد" و " الشهادة" و " إعلاء كلمة الله " و " الجنة " وغيرها حينما تلامس القلوب وتتغلغل في النفوس أثر كبير تجعل المؤمن بها يضحي بدنياه ومستقبله لإدراكها وكثير من هؤلاء تجده فعلا صادق في نيته مخلص لخدمة دينه ونيل رضى ربه .. فأين تكمن المشكلة؟

المشكلة أن هذا الإخلاص وتلك الرغبة الصادقة والنفوس المتّقدة حينما تمر بـ "برمجة شرعية خاطئة" وفتاوى شاذة مضللة ليس لها بروح الإسلام ومقاصد الشرع صلة، تنتج لنا قنابل بشرية تفتك وتدمر وهي تظن أنها تحسن صنعا، رغبات ومشاعر وهمم صادقة توجهها أفكار ومفاهيم وتصورات خاطئة.

المشكلة عندما يُفهم الجهاد على أنه القتل فقط ويتحول مفهوم إعلاء كلمة الله إلى إذلال للاخرين ويُشترط في موالاة المؤمنين وجوب معاداة الاخرين!!!

هنا تكمن المشكلة تحديدا، سوء الفهم وتطرف الفتاوى والفقه والفكر قبل تطرف العمل.

ما هذا التطرف إلا نتيجة واحدة من نتائج فوضى عالم الأفكار التي تعيشها الأمة، فحينما يضطرب عالم الأفكار يضطرب معه عالم السلوك والمشاعر ومن ثم ينحرف العمل.

الأمة بحاجة الى تقويم عالم أفكارها وتصحيح فهما للدين ، فديننا وشريعة ربنا هو المكون الأساسي لعالم أفكارنا ، فإساءة فهم الدين يعني اساءة السلوك والعمل.

The post “برمجة العقل الداعشي ” – 1 appeared first on IslamOnline اسلام اون لاين.