السؤال:
أحبتي في الله أمي من النوع العصبي، وقد تصبح شديدة العصبية لأمور تافهة، وفي يوم من الأيام كانت تصرخ علي وتقول غضب الله عليك وأنا ساكت كي لا أعقها وأكتم في نفسي، ثم قالت بعدها انظر إلى أولاد عمك كيف وأنت كيف أجسامهم أفضل منك ـ و هذا كله لأني أكلت الغداء على عجلة ـ، فقلت لها بنبرة صوت عالية ادعي عليهم ربنا يجحمهم! فقد فقدت أعصابي حينها، ولا أدري بعدها أدعت علي أمي أنا بالجحيم أم لا، لكن أظن أنها فعلت، فخرجت من البيت، وكنت متضجرا، وخطر على بالي كيف أن ديننا يعطي حقوقا للوالدين وقلت بصوت عال إن ديننا يرغمني الآن أن أذهب وأعتذر لها وهي أساسا الغلطانة، وقد أحسست أنه نوع من التذمر، ولا أعلم ـ أحبتي ـ هل فعلته مع التسخط وعدم الرضا بقضاء أمر الله أن نبر الوالدين حتى مع أذيتهم، أم أني كنت راض؟، لكن في الحقيقة كان قلبي كارها لهذا الحكم، وأخشى أن أكون وقعت بالناقض الخامس (من أبغض شيئا مما جاء به الرسول)، مع العلم أني ابتليت قبل سنة بوسوسة الكفر، لكن بفضل من الله شفيت، وها هي بدأت تدب في مرة أخرى، وعند ما أفكر أتوب وأقول في نفسي أفرض أن هذا ليس فيه ذنب، ولم يكن تسخط وتضجر، فهنا من الصعب أن أندم على شيء لست متأكدا أني أحاسب عليه.
الفتوى:
أحبتي في الله أمي من النوع العصبي، وقد تصبح شديدة العصبية لأمور تافهة، وفي يوم من الأيام كانت تصرخ علي وتقول غضب الله عليك وأنا ساكت كي لا أعقها وأكتم في نفسي، ثم قالت بعدها انظر إلى أولاد عمك كيف وأنت كيف أجسامهم أفضل منك ـ و هذا كله لأني أكلت الغداء على عجلة ـ، فقلت لها بنبرة صوت عالية ادعي عليهم ربنا يجحمهم! فقد فقدت أعصابي حينها، ولا أدري بعدها أدعت علي أمي أنا بالجحيم أم لا، لكن أظن أنها فعلت، فخرجت من البيت، وكنت متضجرا، وخطر على بالي كيف أن ديننا يعطي حقوقا للوالدين وقلت بصوت عال إن ديننا يرغمني الآن أن أذهب وأعتذر لها وهي أساسا الغلطانة، وقد أحسست أنه نوع من التذمر، ولا أعلم ـ أحبتي ـ هل فعلته مع التسخط وعدم الرضا بقضاء أمر الله أن نبر الوالدين حتى مع أذيتهم، أم أني كنت راض؟، لكن في الحقيقة كان قلبي كارها لهذا الحكم، وأخشى أن أكون وقعت بالناقض الخامس (من أبغض شيئا مما جاء به الرسول)، مع العلم أني ابتليت قبل سنة بوسوسة الكفر، لكن بفضل من الله شفيت، وها هي بدأت تدب في مرة أخرى، وعند ما أفكر أتوب وأقول في نفسي أفرض أن هذا ليس فيه ذنب، ولم يكن تسخط وتضجر، فهنا من الصعب أن أندم على شيء لست متأكدا أني أحاسب عليه.
الفتوى:
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فالواجب عليك أن تتوب من رفع صوتك على أمك وأن تسترضيها، فخطأ الأم لا يبرر الإغلاظ لها في القول، ورفع الصوت عليها، وانظر الفتويين التاليتين: 140373، 200023 وإحالاتهما.
وأما ما وجدته في قلبك تجاه هذا الحكم فإنما هو من استثقال النفس لما فيه منفعتها، وليس هو الكره الموجب للكفر، وفرق بين كراهية النفس لما فيه مشقة، وبين كراهيتها لأمر الله عز وجل، وراجع للفائدة الفتاوى التالية أرقامها: 117552، 52726، 50508
وأما مجرد شكك في كونك كنت ساخطا على أمر الله فلا يلزم منه وقوعك في الكفر، فإن من دخل في الإسلام بيقين لا يخرج منه إلا بيقين، وانظر الفتوى رقم: 164015
وننصحك بالإعراض عن الوساوس وعدم الاسترسال معها حتى لا تتمكن منك مرة أخرى، وراجع للفائدة الفتوى رقم: 51601
والله أعلم.