فى حارة صغيرة تسمى درب الطبلاوى من الجمالية هربت الست “فاطنة” من الواقع المرير والأغنام المجاورة لمنزلها الذى لم يتسع سوى مقعدها والشيشة لتسكن حجرة خشبية فى نهاية درب الطبلاوى لم تتعدى مساحتها متر مربع تجلس الست “فاطنة” على مقعد خشبى صغير وأمامها “شيشة” التى رفضت أن أناديها بالحاجة فاطمة وتصر على أنها لم تؤدى فريضة الحج واسمها “فاطنة” بحرف النون وليس فاطمة لتروى لنا ذكرياتها مع درب الطبلاوى “وقت الحرب كنت بطفى النور وأقعد مكانى مش بستخبى” هكذا قالت الست فاطنة التى تجاوز عمرها الثمانون عام عن وقت الحروب التى شهدتها فى درب الطبلاوى حيث ترفض أن تختبئ فى البدروم أو ما شابه وتصر على الجلوس فى غرفتها وتكتفى بإطفاء الأنوار. “بصرف من معاش السادات الله يرحمه 220 جنيه والأهالى بيساعدونى وبيأكلونى” بهذه الكلمات أوضحت كيف تقيم الست العجوز فى درب الطبلاوى لتشم فى حديثها روائح الزمن القديم وطيبة أهالى المناطق العشوائية القديمة الست “فاطنة” أولادها تزوجوا وعاشوا فى مناطق جديدة مثل شارع الهرم ولكنها لم تستطع أن تعيش معهم فقد اعتادت الاقامة فى درب الطبلاوى لتحيا وسط ذكرياتها مع الجيران رغم وفاتهم وتواصل العلاقة مع أولادهم وأحفادهم.   شاهد أيضا .. بالفيديو..أقدم بائع جرائد بمصر الجديدة:« الكوربة أتغيرت مبقتش زى زمان » بالفيديو..« دائرى الطالبية » مهدد بالانهيار [...]