للأسف استوعبنا الرسالة متأخرين. كان عندنا أمل أن يكون النظام أكثر حكمة وأن يرى أبعد من حربه على الإرهاب رغم خطورته فالحياة لن تغتفر كل الأخطاء بل والجرائم لمجرد أن الدولة تحارب بجيشها الذى هو وظيفته الوحيدة هو حماية أمن وتراب الوطن.. ولكن بعد أن خرج رجال مبارك بالكامل من السجون بتواطؤ قوانين فصلوها لحمايتهم ولم يكلف أحد نفسه بتغيييرها حتى ينال المجرمون عقابهم وبعد أن تجاهل النظام الحالى الضباط الشرفاء ووكلاء النيابة الشرفاء أيضا ومثلهم فى جميع القطاعات والذين كانوا مستعدون أن يظهروا أدلة إدانة النظام السابق، اسكتوهم برسالات. كانت واضحة وللجميع وبدون استثناء . اصمتوا !!. لاننا لن نسمح أن يقترب أحد من النظام الذى عايشناه معروفا 30 عاما، وكنا منهم وكانوا ندامائنا وحلفائنا !!!!!!!
وهكذا صمت الجميع... بل تواطئوا لإنقاذهم ومعاقبة الشعب متمثلا فى ثواره، الذين إما قتلوا فى أثناء الثورة وما بعدها إما شوهوا ولفقت لهم القضايا وحكم عليهم أمام محاكم لم تتحرج أن تشهر عداءها الصريح لهم، وكان لابد حيادا أو حتى حياء أن تتنحى.. ولكن الذى العكس تماما.. فأهدر حق الدفاع فى قضية دومة بالذات، مما حدا بهيئة الدفاع بالانسحاب اعتراضا على هذا الإجحاف.. ومع ذلك استكملت القضية بنفس القاضى وحكم عليه بعقوبة لا تتناسب أبدا بالتهم الموجهة إليه وكذلك علاء عبد الفتاح وزملائه فى قضية مجلس الشورى، مما سبب صدمة قاسية لمؤيدى ثورة يناير الذين انتفضوا ضد الفساد والاستبداد فى الوقت الذى تمتع مجرموها وفاسدوها بمهرجان البراءة للجميع مما هز ثقة كثير من المصريين، الذين أيدوا الثورة فى مصدقية حكم يدعى أنه مع الثورة أو على الأقل ضد النظام الفاسد، الذى قال عنه الرئيس أنه كان عليه أن يرحل منذ خمسة عشر عاما أو أكثر!!!
ما هى الرسائل التى أوصلوها للشباب بعد تبرئة القتلة واللصوص ومعذبى ومنتهكى اعراض الممصريين فى سجون العادلى؟؟
للأسف هى رسائل مرعبة على مستقبل البلد، بل وعلى أمنها القومى بطريقة مباشرة.. محتواها مباشرة أن القانون والسلمية لا ترجع حقوق ولا تنجح ثورات أو حتى تغيير سياسى على مستوى متواضع بأن تختفى رموز الفساد من أمام أعييننا على الأقل دورة واحدة من مجلس الشعب.. مجرد إبعادهم من المشهد الذى يسيئ للنظام الحالى ويحملوه كل الأخطاء بل والجرائم التى يمكن أن لا يكونوا لهم صلة مباشرة بها..!!
فهل فكر النظام فى تبعات ذلك؟؟ هل أقلقهم انضمام شابين من مستوى اجتماعى وثقافى معقول إلى تنظيم داعش وغير المعروف ربما كان أعظم جرس إنذار للذين يريدون أن يفهموا ويقدروا الأخطار ؟؟؟؟. بل إن ذيوع العنف والقتل بين الناس فى حياتهم العادية، ربما هو انعكاس لمنظومة العنف والقتل التى تنتهجها الداخلية بدون عقاب سوف يؤدى إلى نتائج مدمرة على المجتمع فى المنظور البعيد، وكما هو حادث أمامنا يوميا ؟؟؟!
طبعا كلنا نعرف كيف عادت الداخلية التى من المفروض اننا تصالحنا معها بعد 30 يونيو.. إلى نفس الممارسات المتوحشة التى كانت سببا رئيسيا للثورة، فلماذا يتصورون أن نفس الأسباب لن تؤدى إلى نفس النتائج ولو بعد حين..؟؟ وأن المسئولين الفشلة وبعضهم فسدة والذين عجلوا برحيل مبارك لن يصيبوا الرئيس بنفس الأعراض المرضية ويتسببوا فى إفشاله وانفراط دعم كثير من المصريين له رغم أن بعضهم ما زالوا يرون أنه نقيض لمبارك وأن التجاوزات التى على جميع الأصعدة ما هى إلا مناورات من الدولة العميقة حتى تحافظ عل مصالحها المتشعبة والتى يأمل السياسيون ألا يكون هو شخصيا عاجزا عن لجمهم، ناهيك عن الشك الذى بدأ يتسرب إلى داعميه بأنه ربما هو جزء من النظام الذى ثرنا عليه جميعا.. وتم خداعنا ؟؟؟؟؟
هل هذا فى مصلحة الحكم حتى وليس الاستقرار الذى نتمناه جميعا.. ! أن نصل إلى تلك النتيجة بعد سبعة أشهر فقط من توليه السلطة وسط أمل كبير أن يعوضنا عن إجرام مبارك وفى الوقت الذى نحتاج فيه إلى جبهة داخاية متماسكة.. تتحمل معاناة أزمات اقتصادية عن طيب خاطر لإنجاح الدولة فى الوقت الذى ترك رموز مبارك بأكملهم يحتفظون بثرواتهم الحرام والتى كانت سببا فى افقار أغلبية المصريين.. الشرفاء فقط!! هل هذا من الحكمة من شىء ؟؟؟
رسائل سلبية وثمن مرعب سندفعه جميعا إذا لم يتدارك الأمر ويعيد الحسابات والسياسات!!! وتأكدوا أن الناس لن تصبر طويلا..على أى خذلان..فالعداد قد بدأ من ثلاثين عاما وليس من سبعة أشهر فقط!!!!......
##