19 - 04 - 2024

"ضنك".. محاولة إخوانية لإحراج السلطة

نبض شارع أم افتعال "ثورة"؟

مراقبون: المواطنون يتفاعلون لفشل الحكومة اقتصاديا

بان: الجماعة تتخذ "الأسعار" ذريعة لزعزعة الاستقرار

ظهرت العديد من الحركات الشبابية بالحراك التظاهرى فى الشارع المصرى، خلال الفترة الأخيرة، من حركة "ضنك" وغيرها نتيجة لتردى الأوضاع الاقتصادية وارتفاع الأسعار بشكل جنونى فى ظل حكومة محلب، مؤكدين أنهم حركات شعبية لا ينتمون لأى فصيل سياسى، ويهدفون إلى  تحقيق أهداف ثورة يناير المتمثلة فى دعم البسطاء والمطالبة بالعيش الكريم لجموع المصريين.

تفاعل الشارع بشكل نسبى مع الحركة، خاصة فى ظل تبنيها سياسة الدفاع عن "الغلابة" من المواطنين والعمال البسطاء، وإخفاق الحكومة من الجهة الأخرى فى تعاملها مع مشاكل "انقطاع الكهرباء، والصحة، والتعليم، وارتفاع أسعار معظم السلع والمواصلات" وتهديدها بالقبض على من يخرج فى مظاهراتهم سواء بالمشاركة أو التفاعل معهم ودعمهم.

قال أعضاء "ضنك": إن فكرة إنشاء الحركة جاء انطلاقا من وجود انحياز من النظام الحاكم وحكومة محلب للطبقة الميسورة من الشعب على حساب الفقراء، والطبقة الكادحة، وذلك من خلال قرارات رفع الأسعار وتخفيض الدعم، متسائلين: أين العيش؟ وأين العدالة الاجتماعية؟ بعد مرور 3 سنوات من ثورة 25 يناير؟!.

وتكاد تقتصر الشعارات التى تنشرها الحركة فى صفحاتها على مواقع التواصل الاجتماعى على الشعارات الاقتصادية والاجتماعية، مثل: "ضنك عايزين ناكل"، "ضنك عشان الفقر معشش فى البيوت"، "ضنك عشان الصحة فى النازل".

واتهمت أجهزة الأمن تلك الحركات بأنها تابعة للإخوان المسلمين، وأنهم يهدفون لإنهاك قوات الشرطة فى إطار خطة إخوانية يقومون بها، بعدما فشلوا فى تحقيق أهدافهم التدميرية لإحداث فوضى فى البلاد"، مؤكدين أن قوات الأمن الوطنى تقوم بتتبع أماكنهم للقبض عليهم وملاحقتهم.

ويراهن المراقبون على إمكانية تنامى الاحتجاجات والتفاعل مع الحركة إذا ما خفت القبضة الأمنية وتباطأت آلة قمع المتظاهرين فى البلاد، والتى قادت الكثيرين من المحتجين إلى  اللجوء للكتابة على الجدران وقطع الطرق فى الكثير من الحالات.

وتابع المراقبون أن الكثير من المواطنين يشتركون فى الحقيقة التى مفادها أن المصريين يعيشون أسوأ فترات حياتهم على الإطلاق، فى كل المجالات، وأن هذه الحركة، جنبا إلى  جنب مع الحركات الاحتجاجية الأخرى حقيقية وتعد انعكاسا للأوضاع فى الشارع المصرى.

واستطلعت "المشهد" آراء بعض المواطنين للتوقف على مدى تفاعلهم مع مطالب الحركة، حيث قال أحدهم إن من حق أى مواطن التعبير عن رأيه سواء بالتظاهر أو رفضه للواقع الاقتصادر الحالى، وعلى الحكومة والدولة أن تلتزم بتحقيق مطالبهم وإلا ستواجه الدولة موجة كبيرة من الاحتجاجات والتظاهرات للمطالبة بالحد الأدنى لحقوقهم.

واعترض أحد المواطنين على الدعوات التى تطلقها الحركات بالتظاهر فى الميادين وتعطيل حركة مترو الأنفاق، قائلا إن التظاهر خلال الفترة الحالية غير مناسب تماما لأن الدولة تمر بحالة حرب، والانتظار على الدولة خير أهداف تحقيق جميع المطالب الفئوية.

وقال أحمد بان، الباحث فى شئون الحركات الإسلامية، إن جميع تلك الحركات تدعمها الإخوان سواء ماديا أو الدفع بشبابها للتظاهر معهم، نتيجة لفشلهم فى تحريك المشهد عبر تظاهرات محدودة العدد معدومة الأثر خلال الفترات الماضية، وهو ما دفعها للتفكير فى اللجوء إلى  عناوين جديدة تعبر عنها، من خلال تأسيس حركات غير محسوبة عليها بشكل صريح.

وأضاف بان فى تصريحات لـ"المشهد" أن "حركة ضنك" عنوان إعلامى لتحقيق بعض الأهداف الإخوانية، وهى إعطاء فرصة لوسائل الإعلام المرتبطة بالإخوان لتسويقها بوجود حركات غير راضية عن النظام، وهو المطلوب.

ولفت إلى  أن حركة ضنك تحاول توظيف الحالة الاقتصادية والفقر توظيفا سياسيًا، للتقليل من الخسائر السياسية وتحسين صورة الإخوان، مشيرا إلى أن الاستجابة لدعوات الحركة بالتظاهر فاشلة وسوف تموت تلقائيا.

وأكد أن هذه الحركات مجرد أسماء دون امتداد لها فى الشارع ولن تستطيع تقديم جديد ولن تغير شيئا من الواقع، بل ستزيد من السخط الشعبى على الإخوان، نظرا لانسداد الأفق السياسى لهم.

وأضاف عمرو سنبل، الباحث السياسى، أنه من المتوقع أن تنفى كل الحركات التى تظهر صلتها بجماعة الإخوان لكن المؤكد أن جميعها حركات إخوانية لزعزعة الاستقرار، وستزيد مع قرب الموسم الدراسى، وعلى الدولة اتخاذ المزيد من الإجراءات والاحتياطات اللازمة.

وأكد سنبل لـ"المشهد" أنه سيتوالى ظهور الحركات مع بداية الدراسة الجامعية، متوقعا عدم الاستجابة لهم، خاصة بعد فشل دعوات حركة ضنك لكنهم لن يتوقفوا، لشغل الإعلام المصرى، لذا لابد من تجاهل هذه الحركات. 

وأشار العميد خالد عكاشة، الخبير الأمنى، إلى أن "ضنك" أحد المنتجات المشابهة لكتائب حلوان و"عفاريت دمنهور" وغيرهم، لإثارة الشارع وإعادة إنتاج العنف، فى محاولة لضم ظهير شعبى لهم باللعب على الأزمات الحياتية للمواطن المصرى.

وتابع عدم الاستجابة لدعوات التظاهر يدل على أنه لعب تنظيمى فى الفضاء الإلكترونى فقط لا غير، لمحالة تصوير أن هناك حالة من الاحتقان فى الشارع، كما أنه يعكس وعى المواطن المصرى.

 






اعلان