19 - 04 - 2024

تحالف سداسى عربى لمواجهة المخاطر

تحالف سداسى عربى لمواجهة المخاطر

أعتقد أن الواقع يشير إلى وجود نواة قوية ومناسبة لبناء تحالف عربى جديد، يمكن أن يكون خطوة مهمة باتجاه تشكيل قوة متماسكة وتمتلك المقومات لمواجهة المخاطر المحيطة بالمنطقة، وخصوصا الإرهاب الذى أصبح أخطر على الأوطان من "الاستعمار".

وأثبتت تجربة التعاون بين مصر والإمارات والسعودية والأردن والكويت والبحرين فى الشهور الأخيرة أن هذه المجموعة تمثل فى المجمل العام نقطة انطلاق نحو حالة جديدة من التعاون فى مواجهة قضايا مشتركة، ووحدة فى الخطاب السياسى فى مواجهة قضايا جديدة فرضتها المتغييرات التى تقودها الولايات المتحدة الأمريكية ودول غربية تسير فى ركبها، مع شركاء أقليميين وعرب.

ولاشك أن تأسيس بناء تحالف يضم هذه الدول الستة أصبح ضرورة تفرضها المتغيرات الراهنة، والتى ستكون أهم قضايا السنوات المقبلة، خصوصا ما يتعلق بقضايا مكافحة ومحاربة الإرهاب، كما أنه يمثل محورا مهما لبداية تحالف أقوى للتنسيق فيما يتعلق بمواجهة التحديات الراهن والمستقبل.

من المؤكد أن وجود مثل هذا التحالف السداسى سيواجه العديد من التحديات، والحرب ضد أى بروز له، ومن هنا فاليد القوية فى بناء مثل هذا التحالف لابد أن تكون هى أداة قيادة مثل هذه المبادرة، وأن تكون رسالتها كشف المستور عن كل المخططات، التى تريد لهذه المنطقة من العالم الدخول فى صراعات وخلافات ودماء لا تنتهى.

القضية هنا سياسية تحالفية عسكرية بالأساس، بمعنى أن تحدد أهدافا سياسية عملية واضحة للعمل المشترك الذى لا يقف عند حدود البيانات وردود الفعل، بل بالعمل الاستباقى، لمواجهة المخاطر قبل وقوعها، وفضح كل المؤامرات التى تحاك لتدمير المنطقة، والتى لايمكن أن ننكر نجاحها فى تدمير ليبيا، وسوريا والعراق واليمن.

والواقع يشير إلى أن المرحلة الحالية تعتبر الفرصة الأخيرة لبناء مثل هذا التحالف العربى، الأمر الذى يتطلب الدخول فى إجراءات عملية من الأطراف المعنية للتحرك نحو لتشكيل لجنة متخصصة لتحديد خطط العمل المقترحة، والمهام العاجلة وبعيدة المدى، وطريقة الخطاب السياسى مع العالم، للتعامل مع التحالف.

ولايمكن هنا أن يكون التحالف بديلا للجامعة العربية، بالرغم من تراجع دورها والخلاف حول تحديد مستقبلها، ولكن يمكن أن يكون التحالف الجديد نقطة انطلاق جديدة لتطوير الجامعة العربية، وتحفيزا للتقدم خطوات أكثر تقدما فى إخراج الجامعة من المأزق الذى وضعت نفسها فيه، وسعى أخرون إلى وضعها فيه.

فكرة التحالف الجديد الذى يمكن أن يبدأ بست دول، ليس موجها ضد أحد، وإنما يكون هدفه الحماية والمواجهة للمخاطر المتوقعة أو الفاعلة على أرض الواقع، وإيجاد بديل وطنى مشترك لحماية الوطن بكل الوسائل من المتربصين بهذه الأوطان، دون الحاجة إلى حماية من أطراف لا يعينها سوى ثروات أوطاننا، تحت أى حكم ومن يقبل بما تريد لا بما نريد.

والتحالف المقترح من المهم أن يكون صوتا قويا فى كل المحافل الدولية، ليظهر صوت واحد، لا نشاز فيه، مدفعا عن قضايا الوطن، ومحذرا، فى ذات الوقت، من أى تدخل فى شئونها من بعيد أو قريب، وإطلاق إنذارات قوية لمن يتجرأ أن يريد هدم هذه الأوطان.

مهام التحالف حتما لن تكون قاصرة على أعضائه، بل لكل الأوطان العربية، بغض النظر عن مواقفها، وتوجهاتها، كما أنه بمجرد بروز تشكيلها سيطلب الانضمام إليها الكثيرون، الراغبون فى دفء الوطن الحقيقى، بعيدا عن دفء المتربصين به وأعداءه.

أعتقد أن الخطوة الأولى يجب أن تكون سريعة جدا للإعلان عن قوة تحالفية عربية تأخذ أوطاننا إلى الأمام، بسند شعبى يريد استعادة الشعوب لأوطانها.

##

مقالات اخرى للكاتب

بناء جسر التعاون الاقتصادي.. مصر والسنغال يوقعان على اتفاقيات جديدة





اعلان