26 - 04 - 2024

قراءة العالم

قراءة العالم

كان العام 1993 وأنا في المرحلة الثانوية بدأت كتابة الشعر، كان الشعر ولازال هو الفن الأدبي المفضل لدى، هو الروح التي تسكنني وأسكنها، وبعد التحاقي بكلية الآداب بسوهاج، وجدتني شاعرا في نادي الأدب، ومشاركا في الأمسيات الشعرية في الجامعة وفي قصر ثقافة سوهاج.وبعد الانتقال إلى جامعة عين شمس للدراسات العليا، وجدتني أمام الناقد الدكتور أحمد كمال زكي، فسألني ماذا تريد أن تدرس في الماجستير ؟ فقلت النقد الأدبي. قال لماذا ؟ قلت لأن الدكتور علي الراعي يقول توجد مجاعة نقدية في مصر ! فنظر لي نظرة غاضبة. وقال لي اتفضل ؟ عندما ظهرت نتيجة المقابلة ؟ وجدت نفسي راسبا. وتأخرت عاما كاملا. والتحقت بعدها بالدراسات العليا في كلية البنات جامعة عين شمس.شغلني النقد كثيرا، وهرب الشعر. وبدأت الدراسات النقدية والنظريات الأدبية تجرني في طريقها، وأحسست بأن المسؤولية الأدبية تحتم على أن أكون ناقدا مصريا، مهتما بقراءة النص الأدبي المصري تحديدا. وأسهمت الجمعية المصرية للنقد الأدبي في تكويني، حيث قدمني أستاذي الدكتور عصام بهي إلى رئيس الجمعية الناقد العظيم الدكتور عز الدين إسماعيل.فجاءت رسالتي للماجستير عن الخطاب الشعري الحداثي والدكتوراه عن الإبيجراما في الشعر العربي الحديث.

للنقد أهمية عظيمة في قراءة العالم، فهو يسهم في تكوين حراك ثقافي كبير، فالأمة المصرية أغفلت النقد كثيرا في السنوات الفائتة، فتردى المستوى الإبداعي المنتوج، واختلطت المعايير النقدية الحقيقية بل غابت تماما.وأقول : دائما إن الأمة التي تخاف من النقد أمة ضعيفة لا حاضر ولا مستقبل لهامن أهم القضايا التي أريد الاشتباك معها هي قراءة النقد النص الأدبي قراءة مخلصة للنص، بمعني أن تؤمن بروحه وحياته، تحاول أن تهتم بالقارئ ودوره في عملية المنتج الإبداعي نفسه. حتى تصل رسالة النص إلى المتلقي نقية وواضحة.العقبات التي تواجه النقد الآن المجاملات وعدم تطوير النقاد لأدواتهم النقدية مما يأتي النص ضعيفا وهشا وغير مقنع للمتلقي.وضع النقد الآن في حالة التكوين التحرر من القوالب القديمة فلدينا جيل جديد من النقاد أمثال ( سيد ضيف الله ــ عمر شهريار ــ رضا عطية إسكندر ـ أحمد الصغير، وعلاء الجابري. ويسري عبدالله) يتم الارتقاء بالنقد إذا واجه الناقد نفسه بالحقيقة وهي ماذا عليه أن يفعل ؟ ما دوره في الحياة ؟؟

##






اعلان