23 - 04 - 2024

وثيقة سينمائية تكشف أسرار ثورة يناير.. "نازلين التحرير" وأهداف الثورة المعلقة

وثيقة سينمائية تكشف أسرار ثورة يناير..

الفيلم يعرى الثورة المضادة ويكشف دور مجلس طنطاوى فى إجهاض الثورة

يعرى دور الإخوان والسلفيين فى تزييف وعى الشعب 

نازلين التحرير وثيقة تكتمل باكتمال الثورة نفسها

من أهم الأفلام التسجيلية التى تناولت ثورة 25 يناير، الفيلم يعيد إلى أذهانك وظيفة الفن فى الإمساك باللحظة والسيطرة عليها، قيمة الفيلم أنه يدخلك فى قلب الثورة فتصبح واحدا من المتظاهرين الثوار، يعانق الفيلم اللحظة الآنية، فيطرح نفس الأسئلة المعلقة دون إجابة منذ قيام الثورة وهى أسئلة تضع الثورة المضادة فى قفص الاتهام وتعرى المجلس العسكرى ودوره فى إجهاض ثورة يناير وتحالفه مع تيار الإسلام السياسى، واستمرار أهداف الثورة دون تحقق، وتأتى صور الضحايا والدماء المهدرة والعيون المفقوعة والجثث والفتيات اللواتى تعرضن للاغتصاب والتعرية والانتهاك الجسدى كلها تأتى كأدلة توثيقية تدين القتلة، يعرى الفيلم بوضوح استخدام الدعاية الدينية فى الانتخابات! كما يفضح الدور القذر للأذرع الإعلامية للثورة المضادة، التى شوهت الثورة ونعتت الثوار بالمخدرين ومتعاطى الترامادول، بينما تأتى الصورة لتنفى ذلك وتجسد آلام المصابين وتضحياتهم ودموع أهاليهم وصرخات المطالبين بالعدالة الاجتماعية، بينما تشى ملابسهم بالإفقار المجرم الذى تعرضوا له طوال سنوات مبارك، استخدم المخرج سميح منسى مشاهد حقيقية من قلب التظاهرات، أهميتها أنها لم تعرض من قبل من خلال التغطيات الإخبارية فحملت الجدة والطزاجة، كما صورت الوهج الثورى فى انطلاقاته الأولى مما أعاد للذاكرة الجمعية لحظات تاريخية حرص إعلام رجال المال على محوها وعدم إذاعتها منذ سنوات فى مؤامرة تستهدف غسل الأدمغة ومحو الذاكرة الثورية بل وتشوبيها، وأهمية الفيلم تأتى أيضا من إعادة الذاكرة الصورية للمواطن المصرى والإمساك بلحظة الثورة باعتبارها فعلا شعبيا عادلا لم يحقق أهدافه، بل أن المخرج من خلال اللقطات المصورة قدم أسباب عدم تحقق الأهداف وأدان من خلال شهادات المتظاهرين المتهمين بتبريد الثورة ثم اغتيالها وهم المجلس العسكرى الأول وتحالفه مع الإخوان !

لا يغرقك المخرج فى الميلودراما، ولكنه يقطع المشهد بعد أحدث فيك تأثيرا بالغضب وشحنك بمعاناة من قتل أو اغتصب أو سالت دمائه، ليبقى هذا الألم يحاورك ويؤرقك ويتفاعل بغضب بداخلك! وهذا تأثير درامى أكبر من فكرة تطهيرك بالبكاء الذى سيجعلك تنسى كل شىء بعد انتهاء الفيلم.

قيمة فيلم نازلين التحرير فى كونه وثيقة أرشيفية يمكن الرجوع إليها لفهم ماذا حدث لثورة 25 يناير، والفيلم سيتبعه المخرج بجزء آخر يجسد الأحداث حتى يوم 30 يونيو و3 يوليو 2013، يشعرك العمل بأن الثورة ناقصة، ولهذا تأتى نهاية الجزء الأول والمتظاهرين يحملون نعوش رفاقهم ويهتفون منادين باستعادة الحقوق، ويقر فى وجدانك أنه حتما سيكون هناك جزء ثان وثالث للفيلم وللثورة أيضا تتحقق فيه الأهداف من عدالة اجتماعية وانتقالية وقصاص وحرية وكرامة إنسانية.

الفيلم يفضح أيضا غياب دور مؤسسات إنتاجية كبيرة كقطاع الإنتاج وصوت القاهرة ومدينة الإنتاج الإعلامى، كان لزاما عليها توثيق مرحلة تاريخية مهمة من تاريخنا، ولكنها غابت أو غيبت وجف إنتاجها كله من سنوات لأسباب غامضة وغير مفهومة، أو ربما غابت عمدا لإتاحة الفرصة للمنتج الخاص والعربى والتركى، ليسيطر على كعكة الإنتاج الدرامى والتسجيلى، ربما يتعرض الإنتاج الدرامى والتسجيلى لمؤامرة مشابهة للمؤامرة التى تعرضت لها ثورة 25 يناير، من الضرورى أن يستكمل المركز القومى للسينما إنتاج الأجزاء المتبقية من الفيلم، وأن يسهم فى عرض الفيلم تليفزيونيا، وعرضه من خلال قصور الثقافة ودور العرض السينمائى التابعة لها والمعطلة عمدا! فالفيلم مكان عرضه الحقيقيى ليس دار الأوبرا ومركز الإبداع، ولكن يجب أن يصل الفيلم لمستحقيه ولصناع الثورة ولكل المحافظات المحرومة ثقافيا ومعيشيا. 

##

 






اعلان