04 - 05 - 2025

تحالف دولى للقضاء على داعش

تحالف دولى للقضاء على داعش

الرئيس الأمريكى باراك أوباما تنبه الى خطر داعش متأخرا بعد ان كانت احتلت عدة مدن عراقية ووصلت الى الموصل وكركوك وكادت ان تقضى على دولة كردستان الحليف الاستراتيجى للامريكان فى العراق، وما تنبه له الامريكان تنبه له ايضا البريطانيين فقرروا ان يعقدوا تحالفا دوليا للقضاء على داعش، هذا التحالف يهدف فى البداية الى اقناع دول المنطقة ذات المذهب السنى مثل الاردن والسعودية ومصر وتركيا للانضمام للتحالف لأن داعش تقدم نفسها على أنها دولة الخلافة السنية التى تنتصر لأهل السنة من ظلم الشيعة فى كل من العراق وسوريا، ودون انضمام هذه الدول لهذا التحالف لن يستطيع القضاء على هذا التنظيم الذى بدا كالطائر اسطورى سريع التحليق والانقضاض على المحافظات والاقاليم العراقية والسورية واحتلالها رغم قلة عتاده مقارنة بجيوش هذه الدول وما لديها من طائرات واسلحة ثقيلة .

الانتباهة الامريكية البريطانية لتنظيم داعش جاءت بعد خروجه عن سيطرتها وذبحه لبعض الصحفيين والعسكريين الامريكيين فى العراق وتهديده لامريكا والغرب، فقلد اكتشفوا ان التنظيم لا يهدد دول المنطقة فحسب بل يهدد الغرب وسيطرته على العالم وتداعى الى ذاكرتهم المسلمون الاوائل الذين سيطروا على العالم وكونوا امبراطورية اسلامية فقط فى اربعين عاما وصلت الى جبال الاوراس فى فرنسا واحتلت اسبانيا والبرتغال وروما وغيرها من المدن الاوربية، لذلك تتحرك الولايات المتحدة هذه المرة بطريقة سريعة اولا لاستعداء دول المنطقة وخاصة المحيطة بداعش للدخول فى التحالف الدولى اولا بهدف تحجيمها ومنع اية امدادات تصل اليها سواء بشرية او مادية، ثانيا بتنفيذ المزيد من الضربات الجوية للقضاء على قوتها العسكرية، ثالثا بجلب جيوش من المرتزقة للدخول فى حرب مباشرة مع هذا التنظيم العنيد الذى يريد احياء دولة الخلافة كما يظن، وقد اعلنت الفلبين عن استعدادها للدخول فى التحالف بقوات برية لمقاتلة التنظيم، كما ان الملك عبدالله بن عبدالعزيز ال سعود ملك السعودية اعلن اكثر من مرة تحذيره للغرب وامريكا من خطورة ارهاب داعش والجماعات الاخرى وان هذا الخطر لن يقتصر على دول المنطقة وانه سيذهب الى الغرب قريبا.

ويبدو ان تحركات رجال المخابرات الامريكية والبريطانية فى دول الشرق الاوسط لتكوين هذا التحالف والتى بدأت منذ الاسبوع الماضى بدأت تؤتى اؤكلها وغالبا سوف يظهر هذا التحالف الدولى قريبا جدا ليبدأ شن ضرباته على داعش التى لن تستطيع مواجهة هذه القوى الدولية باسلحتها البسيطة مقارنة بترسانة الاسلحة التى تمتلكها امريكا وبرطانيا والغرب ودول المنطقة، ولذلك سيكون على الجيوش الغربية ضرب معسكرات ومقرات داعش بالطائرات ثم يبدأ دور جيوش المنطقة بالزحف البرى كما حدث فى تحرير الكويت ابان استيلاء صدام حسين عليها مطلع التسعينات من القرن الماضي.

ناتى لموقف دول مثل مصر والسعودية وتركيا والاردن وسوريا فى هذا التحالف، اولا موقف مصر معروف وهو ان خطر داعش بعيد نسبيا عنها الا انها كثيرا ما اعلنت ان امن دول الخليج هو امن قومى لها وداعش تهدد امن السعودية وقد حاولت الهجوم عليها مرات، ولذلك فان مصر لن تتاخر فى ارسال جنودها للقتال هناك دفاعا عن السعودية التى لا تزال تقدم تمويلا ودعما سخيا لها منذ قيام الثورة، ثانيا السعودية موقفها واضح ايضا وهى ان داعش تشكل اكبر تهديد لها فالسعودية الان تعتبر نفسها رأس السنة فى المنطقة وداعش تنافسها على هذا اللقب، كما انها تطمح فى احتلال ارضها بعد الانتهاء من العراق وسوريا، والسعودية لديها اسلحة بالمليارات من طائرات واسلحة ثقيلة ولكن جيشها ضعيف وليس لديه عقيدة قتالية يستطيع بها الدفاع عن المملكة ولذلك ستستعين بجنود من مصر وباكستان لحماية ارضها والدخول فى معارك نيابة عنها بينما تقدم هى التمويل والدعم المالى اللازم، اما الاردن فليس لديه جيش ولا اسلحة ليحارب بها وهو دولة تعرف من اين تؤكل الكتف لأن الاردن دولة تعيش على ازمات المنطقة وتخرج منها رابحة دوما ولذلك سيقتصر دعمها على القبض على مناصرى داعش فى المملكة، واخيرا تركيا التى كثيرا ما اتهمت بتمويل الثوار فى سوريا وتسهيل وصولهم الى الاراضى السورية والعراقية فقد استشعرت خطر داعش اخيرا وقررت ان تدخل هذا التحالف وستكون مشاركتها من خلال استقبال طائرات التحالف للاقلاع من مطاراتها للانقضاض على مقرات داعش ودكها.

وغالبا سوف تنتهى اسطورة داعش خلال الاشهر القليلة القادمة، فلن تستطيع مواجهة كل هؤلاء الحلفاء باسلحتها البسيطة، حتى وان كانت لديها عقيدة قالتية ليست موجودة لدى أغلب جيوش العالم، فالعقيدة القتالية  وحدها لا تكفي.

##

مقالات اخرى للكاتب

خسائر الشركات الأمريكية مكاسب للشركات المحلية ..