24 - 04 - 2024

منظمة متطرفة تطارد العاشقات اليهوديات

منظمة متطرفة تطارد العاشقات اليهوديات

"لهافا" تنشط تحت شعار"محمد مات وكهانا حي" وتتلقى تمويلا سريا من حكومة إسرائيل 

"لقد مات الحاخام كهانا لكن عقيدته ما زالت حية وموجودة وثمة من يواصل غرس هذه العقيدة وتكريسها".

رصدت مجلة "المشهد الإسرائيلي"، تصاعد الممارسات العنصرية الإسرائيلية ضد العرب على مدى 3 أشهر مضت، منذ اختطاف الفتيان المستوطنين الثلاثة، إلى حد غير مسبوق، موضحة أن هذه الممارسات تتضمنت التحريض والاعتداءات الجسدية وتقييد الحريات والتدخل في حياة الأفراد وشؤونهم الأكثر شخصية، وانفجرت تلك الظاهرة مع العاصفة التي أثيرت حول زواج الشاب العربي "محمود منصور" من الشابة اليهودية "مورال مالكا"، من مدينة يافا، حيث أعلنت منظمة "لهافا"، المعروفة بنشاطها ضد "الانصهار"، أي ضد زواج اليهوديات من غير اليهود، أنها ستسعى لمنع زواجهما، وعلى مدى أسايع سبقت الزفاف هدد نشطاء المنظمة الشابين وطالبوهما بالامتناع عن الزواج .

المنظمة قررت تنظيم مظاهرة ضد زواج الشابين، ولكن الأخطر هو موافقة المحكمة على المظاهرة، وخلال المظاهرة بالقرب من القاعة شارك المئات من أنصار "لهافا"، وكانوا يرتدون تي شيرتات عليها شعار المنظمة، الذي في مركزه نجمة داوود صفراء مشتعلة، وهتفوا بشعارات عنصرية مثل "الموت للعرب"، و"محمد مات وكهانا حي"، وقاد المظاهرة غوفشتاين وناشط اليمين المتطرف "إيتمار بن غفير".

"لهافا"

من الناحية القانونية هي منظمة غير موجودة في أي سجلّ، ورغم ذلك تحصل على تمويل من الدولة، وتعرف "لهافا" نفسها بأنها "منظمة من أجل منع الانصهار في الأرض المقدسة".

ولدى الاتصال على رقم هاتفها، تُسمع رسالة صوتية نصها: "إذا كنتِ على علاقة مع غير يهودي وتحتاجين إلى مساعدة فورية، اضغطي على الرقم 1، إذا كنتم تعرفون واحدة تقيم علاقة مع غير يهودى، وتريدون مساعدتها، اضغطوا على الرقم 2، إذا كنتم تعرفون شخصا غير يهودي ويتنكر فى اليهودية، أو يتحرش ببنات يهوديات، أو أنكم تريدون إبلاغنا بأماكن توجد فيها مشاكل وتنتج عنها مشكلة انصهار، اضغطوا على الرقم 3، أو اضغط الرقم 7  للاستماع إلى قائمة بأسماء أغيار يتحرشون ببنات يهوديات"، وتشمل هذه القائمة أرقام الهواتف والمدن أو القرى التي يسكن فيها هؤلاء الشبان.

و"لهافا" عمليا هي منظمة وهمية، فهي ليست مسجلة ولاتعترف بها الدولة، تابعة لليمين الإسرائيلي المتطرف الأكثر شهرة، والمعلومات حولها قليلة جدا، إلا أنه يقف خلفها مجموعة كبيرة من الحاخامين المتطرفين، المعروفين بمواقفهم العنصرية وبتحريضهم على العرب.

غوفشتاين

ويرأس المنظمة "بنتسي غوفشتاين" 45 سنة، وهو أحد تلاميذ الحاخام المتطرف"مائير كهانا"، الذي قتل قبل 25 عاما في نيويورك، وكان كهانا قد أسس حركة "كاخ" المتطرفة وانتخب عضوا في الكنيست، إلا أنه بسبب أفكاره العنصرية ودعواته المتزايدة لطرد العرب من اسرائيل، تم إخراج حركته عن القانون، وعلى الرغم من ذلك الحظر لاتزال "كاخ" نشطة خاصة ين شباب المستوطنات.

وخلال حفل زفاف ابنة غوفشتاين، منذ سنتين، عج الحفل بنشطاء حركة اليمين المتطرف المعروفين بـ"شبيبة التلال" الذين ينفذون الاعتداءات الإرهابية المعروفة باسم "شارة الثمن"، ووثقت القناة الثانية قيامهم بالرقص وهم ملثمون ويلوحون بالسكاكين وينشدون كلمات آية توراتية تدعو إلى الانتقام من العرب.

وكان من بين أول أنشطة لهافا رسالة وقعت عليها 27 زوجة لحاخامين معروفين، في العام 2010، دعت طبنات إسرائيل إلى عدم الخروج مع الأغيار وعدم العمل معهم وعدم أداء الخدمة الوطنية إلى جانبهم"، كما شاركت "لهافا" بنشاط محموم في حملة الحاخامين العنصريين التي دعت لعدم تأجير البيوت للعرب، حيث اقامت  خطاً هاتفياً ساخنا للتبليغ عن يهود أجّروا أو باعوا بيوتا للعرب.

وقال "مائير دافيد كوبرشميت" 22 عاما، أحد النشطاء البارزين بـ"لهافا"في لقاء له مع القناة الثانية: "إننا نتجوّل في الأماكن التي قد تحدث فيها أعمال شغب، كتلك التي يأتي إليها الأغيار من أجل التحرش ببنات يهوديات، ونخرج مرتدين تي شيرتاتنا خلال أمسيات الخميس، فندخل الحانات في ميدان صهيون، وأماكن أخرى في القدس، وفي غالب الأحيان يكون حضورنا كافياً، يروننا ويعرفون ما هو الوضع، وإذا شاهدنا شابا وشابة يجلسان معا، وهو يبدو غير يهودي بحديثه أو لهجته أو لباسه، ويظهر ذلك بوجود زيت على الشعر غالبا، فإننا نتجه نحوهما ونسأل إذا ما كان كل شيء على ما يرام، ونسألهما إذا ما كانا قد سمعا عن منع الانصهار".

وأوضح كوبرشميت إن الحاخام "يشرح خطورة الخروج من الشعب اليهودي، وأنه توجد سلالة منذ 3000 سنة ويحظر قطعها، ولا أعرف ماذا يقول بالضبط، لكنه ينجح في معظم الأحيان والشابة تترك الشاب".

وتطرح المنظمة أسهم "مشاركة في إنقاذ بنات إسرائيل" تتراوح قيمتها ما بين 300 و1200 شيكل.

وكانت صحيفة "هآرتس" قد نشرت تقريرا، في العام 2011، كشفت فيه عن أن جمعية "حيملا" تنشط تتعاون مع "لهافا" في محاربة "الانصهار"، وأن تمويل هذه الأنشطة يأتي من وزارة الرفاه التي تخصص ميزانية سنوية لجمعية "حيملا".

وتبين من تحقيق القناة الثانية أن جمعية "الصندوق من أجل إنقاذ شعب إسرائيل" هي الجهة الرسمية التي تقف وراء "لهافا"، وأن شيكات التبرعات التي يجمعها غوفشتاين تدخل إلى حساب هذه الجمعية.

وعقب غيلون على ذلك قائلا "هذا تناقض، فرئيس الحكومة ورئيس الدولة "رؤوفين ريفلين" تحدثا عن زفاف الزوجين منصور، ونددا بمظاهرة لهافا، فماذا نتج عن ذلك إذا كانت المنظمة تحصل على تمويل عن طريق جمعيات؟”.

واعتبر غيلون أن "هذا إخفاق. وعندما لا يفعلون شيئا ولا يعالجون أمر هذه الظواهر فيما لا تزال في مهدها، يقتل رئيس حكومة بعد ذلك (رئيس حكومة إسرائيل الأسبق، إسحاق رابين، الذي قتل على يدي متطرف يهودي خلال ولاية غيلون في رئاسة الشاباك). 

##






اعلان