29 - 03 - 2024

تجربة فريدة: إسرائيلي ينضم إلى"داعش"

تجربة فريدة: إسرائيلي ينضم إلى

فيديوهات ركوب الأحصنة و "الذبح الحلال" تغري الشباب الأوروبي وتمدهم بالقوة 

7 آلاف دولار و12 أسبوع تدريبات والإسرائيليون ليسوا ضمن" قطع الرؤوس"

- تذكرة سفر إلى اسطنبول البداية و"إمسك سلاحك واقتل نفسك" أول مهمة  انتحارية

يسرد كاتب إسرائيلى، يدعى نافو زيف، تجربته الشخصية، والتى حاول خلالها، معرفة الكيفية التى ينضم من خلالها المقاتلون إلى تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام "داعش"، وكيفية استخدام التنظيم لشبكات التواصل الاجتماعى.. 

وإلى نص المقال:

"أنا اسرائيلي، خدمت في الجيش، هل استطيع الانضمام لداعش؟، هل تعرف كيف؟"، كانت تلك الاسئلة موجهة لشخص اسمه غازي، أحد النشطاء في "الدولة الاسلامية" في سوريا، وصلت إليه عن طريق قائمة "الاسئلة والاجوبة"، في موقع "إسأل"، كان ذلك قبل نشر الفيديو، والذي قطعوا فيه رأس الصحفي اليهودي الإسرائيلي، ستيفن سوتلوف.

غازي لم يتأخر فى إعطاء الجواب، حاول الامساك بعصفورين بضربة واحدة "تجنيدي للمنظمة، وقتل كافر آخر".. قال لى: "إمسك سلاحك واقتل نفسك"، ورأيت أنه ليس من الجيد أن أحدثه عن ماضيّ العسكري.

في أكثر الحالات لم أُعرف نفسي كيهودي وإسرائيلي، رغم أن هذا لا يعني نشطاء المنظمة كثيرا، فهم منشغلون بأنفسهم، وفكرة إقامة الخلافة الاسلامية، وقتل الكفار الذين يعيقون ذلك، الإسرائيليون ليسوا على قائمة أولوياتهم لقطع الرؤوس، وهو لا يعنى أنهم يريدون أن نكون أصدقاء... وجهت سؤالى: "ماذا كانت التجربة الأفضل لك كمحارب في داعش"، يجيب المحارب: "لم أجرب بعد قطع رأس جندي إسرائيلي".. مع الجهادي عمر لم أغامر، قدمت نفسي كمواطن بريطاني، وكان ذلك الأفضل.

"الأمة الاسلامية تحتاج دائما لرجال يحاربون من اجل حقوقها"، قالها لي، متابعا: "لا تضيع الوقت، حاول أن تكون أحد بُناة الخلافة الاسلامية.. نحن سنقيم خلافة إسلامية بقانون الشريعة ونحرر الأراضي الإسلامية من الكفار".

هل تقبلون أيضا النصارى؟، كان الاجابة على سؤالى: "بالطبع، النصارى يستطيعون الوصول إلى الدولة الإسلامية، أن يتعلموا الإسلام وبعدها يقررون، العيش كمسلمين، أو دفع الجزية ويكون مسيحيا. لا يوجد إكراه في الاسلام، لا يوجد من قُتل ظلما في الخلافة الاسلامية. ندافع عن الجميع، واليهود من ضمنهم".

التواصل أمرا ليس معقدًا

يتضح أن الاتصال مع الإسلاميين المتطرفين ليس أمرا معقدا.. حاليا يتم ذلك عبر الانترنت، يهتمون بالشبكات الاجتماعية، وهم يتصلون بالغرباء وليس فقط بالمسلمين، الذين يتوجهون إليهم.. هذه حياة أعضاء الدولة الإسلامية الجدد، شبان معظمهم يصلون من الغرب ويحاولون تجنيد اصدقائهم في البيت.

شروط الانضمام

وعبر وسائل التواصل الاجتماعى في "فيس بوك"، و"تويتر"، يتم طرح الاسئلة من قبل النشطاء حول العالم، على أعضاء داعش، ويُجابون عليها فورا: "كم أحضر معي من المال؟"، 7 آلاف دولار.. "ماذا آخذ معى؟"، فقط حقيبة سفر واحدة.. "ماذا نأكل؟"، دائما يوجد طعام.. "كم من الوقت تستمر التدريبات؟"، بين 4 – 12 أسبوعا.. وبالطبع "الاسم، رقم الهاتف العنوان" كل ذلك أشياء من المستحيلات الحصول عليها، "إبحث فقط عن اشخاص الاتصال.. وستجدهم"، و الأكثر تداولا "أُخرج في مسيرة والله سيريك الطريق".

يعلمون فى "داعش" أن جثة أخرى أو 20 لن يكون هناك فرق، ولكن أشرطة الفيديو لقطع الرؤوس والتي تنتشر على الشبكات الاجتماعية، ستزيد من الشعور بالخوف وسيستمر الشبان، ولا سيما المسلمين من جميع أنحاء العالم، في الشعور بالقوة.

وتصديقًا لهذا الفكر ونجاحه نستعرض تقديرات أجهزة الأمن في أوروبا، فأكثر من 700 مواطن فرنسي، انضموا للجهاد في سوريا، 300 من ألمانيا، 250 من بلجيكا، 250 من استراليا، 100 من امريكا، 50 من اسبانيا، و500 من بريطانيا. معظم الجهاديون انضموا لداعش. لماذا؟ لأنها الأنسب لهم، موجودة على "فيس بوك"، "تويتر"، "الانستجرام"، و"اليوتيوب"، بالإضافة لظهورهم فى دور المنتصر، والعالم كله يتحدث عنهم.

الشباب الاوروبيون لا يهمهم إذا سافروا إلى رحلة في الهند أو انضموا لمنظمة إرهابية، ويستمرون بالحديث في محيطهم عبر مواقع التواصل: ماذا كتبت عنهم الـ "سي.إن.إن"، ماذا قال اوباما، كيف ردت عائلة الصحفي جيمس بولي على قطع رأسه، وبالإضافة إلى ذلك يتحدثون عن الايمان وعن الحياة في ظل الخلافة الإسلامية التي يبنونها بأيديهم، ويكثرون من الاستهزاء بأمريكا، وأيضا قطع الرؤوس والتعاون الذي تحول إلى الشرط الاساسي للانضمام.

المحطة الأولى: اسطنبول

يكشف دانيال كوهين، باحث سايبر ومختص بالارهاب في معهد بحوث الأمن القومي، عن كيفية يمكن الانضمام لداعش عن طريق الانترنت؟، قائلا: الآن "داعش تستغل المساحة الوهمية على الانترنت كبديل للمساجد"، مضيفًا: "القاعدة تعرف استغلال السايبر، ولكن تعمل بشكل سري مستغلة برامج التشفير لنقل الرسائل". ويتابع كوهين: "ما يميزهم هو أنهم منفتحون على الخارج.. هذه منظمة إرهابية جديدة نسبيا، الآن فقط سمعنا عنها، وهم لم يُعرفوا بعد كمنظمة إرهابية في معظم دول العالم، ولا يوجد وثيقة دولية توقف عملهم على شبكة الانترنت"، عن طريق المساحة الوهمية يستطيعون نقل الرسائل وتجنيد النشطاء وعمل الدعاية، وهم موجودون في الخارج".

كيف يتم التجنيد فعليا؟

يمكن تقسيم عملية التجنيد إلى 3 أقسام: "الدعاية، الانتقال إلى منطقة الاشتباكات، والانضمام جسديا للمنظمة"، "داعش" تستثمر معظم جهودها في الدعاية وهي تفهم أهمية تنظيم نشطاء من العالم العربي، الاسلامي ومن الغرب.

كما يتم نشر مقاطع فيديو بلغات مختلفة، واشتباكات مع قوافل من المحاربين بسيارات التندر، ودائما تظهر شخصية المحارب على الحصان مع علم داعش والسيف. هناك أفلام للحرب النفسية، يطلقون صاروخا على دبابة سورية فتنفجر، يقطعون الرؤوس، ينكلون بالجثة، عمل لقاءات مع أسرى خانعين وأفلام محلية للتدريبات على نشاط معين.

مقاتلون، "ألمان، ماليزيين، بريطانيين، وفرنسيين"، يتعاملون ليس فقط بالحرب وإنما يقيمون دولة، ويركزون على ذلك في الدعاية، الحملات الدعائية تُظهر الوجه المشرق للحرب في سوريا والعراق، والكثير من الآكشن، وتُظهر أيضا ذهاب الشباب إلى شاطيء البحر، وأكل البيتزا مع الأصدقاء، والجلوس حول الشعلة، هذه ليست أفلام تهديد بل هي دعوة للانضمام".

هناك دائما شخص يعرف شخصا ما، 5 شبان من لندن اعتقلوا في مطار هيثرو في طريقهم إلى الانضمام لـ"داعش"، وقالوا إنه في مجتمعهم يوجد مسجد وكانت هناك شبكة من الأئمة حدثتهم عن المنظمة. وبعد أن تحدثوا مع الامام أرسلهم الى العنوان الصحيح، ومن هناك وجهوهم عن طريق الحدود التركية السورية أو الاردنية السورية.

"هذا بسيط نسبيا، يشترون تذكرة الى اسطنبول ومن هناك يأخذون الحافلة إلى أحدى مدن الحدود مع سوريا، ومتطوعون يساعدونهم، رغم أن الاتراك يراقبون الحدود جيدا إلا أن طول هذه الحدود، 822 كم، يساعدونهم على الوصول الى سوريا. 

##






اعلان