10 - 11 - 2024

الإذاعة المصرية فى خبر "كان".. وصوت العرب "الله يرحمها"

الإذاعة المصرية فى خبر

9 شبكات إذاعية مصرية لا يصل إرسالها خارج حدود الوطن.. والإذاعات الأجنبية تستغل الغياب

اختفاء "صوت العرب" من سماء العالم العربى ترك الفرصة للإذاعات المشبوهة لتحقيق أغراضها

50 مليون دولار ميزانية إذاعة "الجزيرة" وتتضاعف سنويًا

"راديو سوا" الأمريكية ضخت ملايين الدولارات لإنتاج برامج موجهة للمواطن المصرى

ملايين مهدرة فى إنشاء إذاعات درامية وكوميدية وبرامج سطحية.. وغياب الإخبارية

"B.B.C" تستغل الشراكة لتطوير وإنتاج برامج سياسية وجذب الإعلاميين المصريين للعمل

هل تعلم نجوان قدرى عن اختفاء ومسح حلقات مسلسل "عجبى" وأوبريت "وردة وعابد المداح"

السمسرة فى ماسبيرو، تتاجر فى تاريخ وطن وماضى أمة، بتهريب وبيع شرائط التراث،  وهناك تخصص فى نوع جديد من السمسرة ببيع مستقبل الوطن، وآمال وأحلام آلاف العاملين، كما أن هناك آخرين وضعوا عقول المصريين على مائدة الإعلام الغربى، مع وضع الكثير من المقبلات "فواتح الشهية" لقيادات الإعلام الغربى لمساعدتهم على التهام هذه العقول المغلوبة على أمرها بسرعة أكبر من سرعة تحويل الملايين لحساباتهم فى بنوك سويسرا !!، فى محاولة مستميتة لإعادة رسم الخريطة السياسة داخل حدود الوطن.

الخطر القادم.. واجتياح السماء

فى ظل الغيبوبة الإذاعية التى تعيش فيها قيادات ماسبيرو، بسبب التخبط الإدارى لبعض القيادات قامت بعض الدول العربية والأجنبية باستغلال الصمت العاجز لميكروفون الإذاعة المصرية وانسحابها من ميدان المنافسة، لتخترق السماء المصرية بإذاعات مشبوهة لتستطيع السيطرة على عقول المستمعين فى مصر.. البداية كانت بقناة الجزيرة التى قررت بث برامجها التليفزيونية على موجة إذاعية متوسطة على تردد (954 ) بالشرق الأوسط، تمهيدا لإطلاق شبكة إذاعية وبرامج إذاعية جديدة ومختلفة على نفس الموجة.

فى البداية تم رصد ميزانية مبدئية تقدر بخمسين مليون دولار فى عامها الأول، على أن تتضاعف الميزانية فى الأعوام القادمة.. مع وضع خطة إنتاجية لبرامج سياسية حقيقية على أن ترتفع درجة وكمية السياسة المقدمة فى هذه البرامج تدريجيا وفى أوقات تعلمها جيدا قيادات الجزيرة!، لذلك قام "راديو سوا" الأمريكى بعمل دراسات ميدانية أظهرت نتائجها أن 31% من الشعب المصرى يستمع إلى   المحطات الإذاعية مجبرا طوال ساعات النهار بسبب الاختناق المرورى، لذلك بدأ فى ضخ ملايين الدولارات لإنتاج برامج إذاعية موجهة للمواطن المصرى، مع بث بعض المعلومات والأخبار، التى تساعده على استعطاف الشارع تجاه القرارات والسياسات الأمريكية مع قليل من البرامج، التى تعرض وجهة نظر متعاطفة مع وجهة النظر العربية!!.

كما قامت الإدارة العليا "لراديو سوا" ببث أشهر الأغانى وأحبها للمستمع المصرى، فهى تملك حق بث كل أغانى الراحل عبد الحليم حافظ وفريد الأطرش وجميع أغانى فيروز وجميع أغانى أم كلثوم، وللسيطرة على شريحة الشباب قام "راديو سوا" الأمريكى بالتعاقد مع كبرى شركات إنتاج الكاسيت لشراء أحدث أغنياتها لبثها أثناء برامجها الإذاعية.. وأخيرا تعاقد مع أغلب شركات الإنتاج السينمائى لعرض مسامع من أحدث الأفلام التى تنتجها هذه الشركة مع إذاعة أى أغانى موجودة داخل هذه الأفلام، وكذلك أغانى المقدمة والنهاية لجميع الأفلام المصرية الحديثة لبثها أثناء وبعد البرامج الإذاعية،  وبذلك ضمنت قيادات "راديو سوا" جذب أكبر شريحة ممكنة من الشباب المصرى.. والعمل على تحقيق أهدافها بإعادة التشكيل السياسى للشعب.

لندن لم تترك الساحة لواشنطن للانفراد بالمستمعين المصريين، فقامت بعقد شراكة مع اتحاد الإذاعة والتليفزيون خاصة قطاع الأخبار تحت مسمى التدريب وتبادل الخبرات، لاحظ تبادل الخبرات بين القاهرة ولندن!!، وقامت بموجب هذه الشراكة بعقد دورات تدريبية لقيادات ماسبيرو، مما سهل لها اختراق السياسة الإعلامية لاتحاد الإذاعة والتليفزيون والاطلاع على بحوث المشاهدين ومعرفة اتجاهات الرأى للمصريين ومدى تفضلهم لبرامج معينة ونوعية البرامج الإذاعية التى يرغبون فى الاستماع إليها.. وقد ساعدتها كثيرا هذه الدراسة المجانية لتطوير وإنتاج برامج سياسية لتذاع على شبكة B.B.C، والتى استطاعت جذب عدد كبير من الإعلاميين المصريين للعمل بها كمراسلين لها بالقاهرة، خاصة الإعلاميين المعروف عنهم المعارضة لبعض السياسات فى مصر.

كارثة.. وعجز إذاعى

أما الكارثة الكبرى هى عدم وصول إرسال شبكة "صوت العرب" للدول العربية كما كان يحدث فى الماضى، فشبكة "صوت العرب" كما هو واضح من اسمها كانت لسان حال العرب من المحيط للمحيط، وكم ساعدت الشعوب على التحرر من الاستعمار واستغلها الأمن القومى والمخابرات لبث رسائل إذاعية مشفرة، لتوصيل تعليمات معينة لحركات التحرير فى البلدان العربية المختلفة، وكذلك رسائل إذاعية لتنفيذ عمليات عسكرية خارج الحدود.

مصر تمتلك 9 شبكات إذاعية لا يصل إرسالها خارج حدود الوطن على موجات متوسطة قوية، فأصبح المستمع خارج حدود الوطن لا يملك أى أداة اتصال إذاعى يربطه بالأحداث الحقيقية، التى تحدث داخل بلده، يأخذ معلوماته من بعض الإذاعات التى تهدف منها أن تصل إلى أهدافها السياسية، ونجحت فى أن تستحوذ وتستقطب أغلب المستمعين المصريين فى الخارج والمستمع العربى الذى لم يجد "صوتا" لمصر يدافع عنها وعن مواقفها السياسية.

النايل سات ليس الحل

سيردد المقصرون فى ماسبيرو، أن جميع الشبكات الإذاعية المصرية موجودة على القمر الصناعى المصرى النايل سات وبذلك يصل إرسالها إلى أقصى الكرة الأرضية.. لهؤلاء نقول إن أكثر من 95% من مستمعى الإذاعات يستمعون إليها أثناء ذهابهم إلى مقار عملهم أو أثناء انتظارهم لساعات طويلة فى إشارات المرور فى كل دول العالم.. و98% من المستمعين على مستوى الوطن العربى لا يلجأون إلى   الأقمار الصناعية لسماع الإذاعات المختلفة !! كما أظهرت الدراسات أن أكثر من 97% من المستمعين فى العالم العربى يرغبون فى سماع شبكة "صوت العرب" على الموجات المتوسطة القوية كما كان يحدث فى الماضى، وبهذا يتضح لنا أن وجود الشبكات الإذاعية المصرية على النايل سات لا فائدة منه، وبالأحرى لا يغنى عن وجود هذه الشبكات على ترددات متوسطة قوية.

دك الحصون.. والرهان الأخير

أما عن الإذاعة المصرية فلم تحرك ساكنا أمام هذا الوليد العملاق القادم إلينا ليدك حصون الإذاعات الإخبارية، ويلقن القائمون عليها درسا قاسيا فى أصول العمل الإذاعى، هذا فى الوقت الذى ننفق فيه ملايين الجنيهات على تطوير الإذاعة المصرية وإنشاء إذاعات درامية وكوميدية وشعبية!!، ولم يتطرق لذهن نجوان قدرى،  رئيس الإذاعة المصرية،  ضرورة تطوير المضمون فى الإذاعات الإخبارية لتواكب هذا الحدث أو على أقل تقدير العمل على تقوية ترددت إذاعة صوت العرب والإذاعات المختلفة،  ورغم وجود مايسمى بـ"راديو مصر"، إلا أن بعض القائمين عليه قاموا بتشويه حلم مصر الإذاعى  ببرامج سطحية وأخبار مكررة، لم تستطع فك أسر المستمع المصرى من الإذاعات المنافسة،  وعلى استحياء شديد بدأ البعض الأخر من القيادات فى محاولة مستميتة لفك رهن المستمع المصرى لدى الإذاعات الأجنبية ببعض البرامج الموجهة خصيصا لقطاع كبير من الشباب.

الأمل الأخير

الحل الوحيد هو إقامة محطة تقوية للموجة المتوسطة التى تبث عليها إذاعة "صوت العرب" لإعادة وصول الإرسال للوطن العربى على أن تكون هذه المحطات فى مالطة وأخرى فى السعودية، وأخرى فى قبرص بتكلفة إجمالية للثلاث محطات، لن تزيد عن 150 مليون جنيه مصريا على أقصى تقدير والسؤال هنا هل المبلغ خسارة لاستعادة السيطرة الإذاعية المصرية فى الوطن العربى.

سؤال برىء جدًا

هل  تعلم  نجوان  قدرى، أن  شرائط المسلسل الإذاعى  الشهير "عجبى" لحسن  عابدين قد اختفت بعض حلقاته من مكتبة الإذاعة؟.. هل تعلم  أيضا أن الأوبريت الإذاعى الشهير  "وردة وعابد المداح"  لكريمة مختار، وعبد الله غيث،  قد تم مسحه والتسجيل عليه؟.. هل تعلم نجوان  أن ستوديوهات الإذاعة متهالكة، والحشرات تنافس الضيوف على الجلوس؟.

##