19 - 04 - 2024

بعد انفراد "المشهد"..المصالحة مع الإخوان "مستمرة".. والنفى "كلام سياسة"

بعد انفراد

بعد انفراد "المشهد".. جدل حول مستقبل الجماعة وتضارب فى الاراء

-  "تهيئة الأجواء.. جس النبض.. محو الغضب.. المبادرات" أدوات للمصالحة

-         "الإخوان المنشقين": تم استخدامنا للتواصل مع الجماعة

-         عبد الله المغازى: السيسى يرفض المبدأ جملة وتفصيلا

-         كمال الهلباوى سيكون له دورًا مهمًا فى التواصل بين الطرفين

-         طوسون: الإفراج عن القيادات قانونى ولا علاقة له بالمصالحة

-         أيمن الصياد: كل من يرفض المصالحة سيوافق غدًا

-         أنباء عن تفاوض أمنى مع الكتاتنى وماضى.. و"الداخلية" تنفى

-         النظام يبدى رغبته فى التصالح بظهور أبو الفتوح على الفضائيات

حالة من الجدل آثيرت على مدار الأيام الماضية، بعد الإعلان عن مصالحة قادمة بين السلطة من جانب، وجماعة الإخوان على الجانب الآخر، واختلف طرفى الجدال، حول طريقة التصالح من عدمه، وهو ماببره رافضى التصالح مع الجماعة، على أن أى تصالح يتم ماهو إلا عودة للماضى وإعطاء قبلة الحياة مرة أخرى لطرف رفض الرضوخ لشعبه، واستخدم العنف بديلا عن الحوار، وهو ما تسبب فى ازهاق العديد من أرواح الابرياء، واشتملت قائمة الرافضين، اعضاء فى الجماعة أيضا، مبررين رفضهم بأن أى تصالح يبنى على أساس معاقبة الرئيس السيسى على ما اسموه "الخيانة"، وعودة الرئيس الشرعى للبلاد محمد مرسى لسدة الحكم من جديد، ومعاقبة المسؤلين على فض اعتصام رابعة، حسب رؤيتهم .

على الجانب الآخر، أكد عدد كبير من محللى السياسة والوضع الحالى فى مصر، أن مصلحة البلاد تستدعى مصالحة سياسية فى المقام الأول من أجل المرور بسلام من تلك المرحلة العصيبة، مشيرين إلى أن المصالحة قادمة، وأن من يرفضها اليوم ستجبره الأيام على قبولها.

وكشف أحد شباب الإخوان المنشقين، رفض ذكر اسمه، والذين لاقوا دعمًا قويا وترحيبًا خلال الفترة ما بعد 3 يوليو، من جانب السلطة والإعلام، بعد رفضهم لسياسات الجماعة، أن الدولة تريد المصالحة، وتم استخدامنا من أجل ذلك، تقريب وجهات النظر، بين الفريقين، مشيرًا إلى أنه كانت هناك مشاورات خفية تتم من جانب مؤسسة الرئاسة، طوال 9 أشهر مضت، مضيفًا: "ذهب فريق منا إلى مؤسسة الرئاسة، لتسليم رؤيتنا حول كيفية المصالحة مع الإخوان، وماهى العناصر والأشخاص أصحاب النفوذ، داخل الجماعة بخلاف القادة المتعارف عليهم".

وأكد، أن ما يدور حول رفض المصالحة ما هو إلا "كلام سياسة"، مشيرًا إلى أنه فى حالة أن الدولة ترفض المصالحة، لماذا تركت لنا تلك المساحة من الحركة، وتبادل اللقاءات بين الطرفين، سواء كان وديًا أو عمليًا.

وكشفت أحد المصادر التى رفضت الكشف عن اسمها، عن استخدام الدولة عدة أوراق للتهيئة الذهنية للمواطنين، أبرزها الإخوان المنشقين، بالتزامن مع مشاورات تجرى فى الخفاء مع آخرين، للاتفاق على مواءمات معينة تعيد التيار الإسلامى جزئيًا إلى الحياة السياسية، ومواجهة تطرف وتصعيد بعضهم فى الخارج، وأن الإخوان المنشقين انتهى دورهم فى تلك المرحلة.

من جانبه رفض الدكتور عبد الله المغازى، أستاذ القانون الدستوري والمتحدث الرسمي لحملة الرئيس عبدالفتاح السيسى أثناء انتخابات الرئاسة، ادعاءات المصالحة، قائلا: "السيسى يرفض مبدأ المصالحة جملة وتفصيلا، ولا يمكن له التصالح مع جماعة أو تنظيم يعادي الشعب".

وقال المغازى فى تصريحات صحفية، إن موقف الرئيس كان واضحا أثناء حملته الانتخابية، وأن ثورة 25 يناير خلفت أسوأ ما فيها وهو "الإخوان"، مضيفًا أن تنظيم الإخوان انتهى بنسبة 95%، وعلينا ألا نوفر له التربة الخصبة لنموه من جديد، وأن أهم أسباب سقوطهم هو مواجهة الشعب المصري وليس خلافًا مع الجيش أو الشرطة، الشعوب دائما أقوى من أية مؤسسة، أو تنظيم.

من جانبه عاود المصدر حديثه، قائلا: "لا ندعى أن هناك مصالحة حاليا، الجميع يعلم أن المرحلة المقبلة ستكون الأصعب، وهو ما يحتاج سياسيًا إلى حالة من التصالح مع النفس، وهو ما يجب أن يعلمه البعض أنه شئنا أم آبينا الإخوان أحد أعمدة الوطن، وهم فى النهاية مصريين"، مشيرًا إلى أن القادة السياسين أنفسهم، يعلمون أن حالة التخبط السياسية والاقتصادية فى البلاد لن تمر بدون مصالحة".

وكشف المصدر عن بعض النقاط التى وردت فى رؤيتهم، والتى جاءت بناءا على توصيات، من جهات عالية رافضا إعطاء أسماء، هو تهيئة الأجواء، وجس النبض، و محاولة محو آثار الغضب التى انتابت فئات الشعب المختلفة من وجود الجماعة فى الحياة السياسية مرة أخرى، مع طرح عدد من المبادرات، يطلقها عدد من الشخصيات العامة، والمعروف عنها "الحيادية السياسية".

واعتبر أحد المنشقين عن الجماعة، أن الواقع يؤكد استحالة اتمام المصالحة دون موافقة من القيادات الكبرى، داخل الجماعة، بالإضافة إلى قادة التيار الإسلامى، مشيرًا إلى أن أى مبادرات تطرح خلال الفترة الأخيرة، وما سيطرح، ماهو إلا بالونات اختبار تتم لرؤية ردود الأفعال، مع التمهيد والتهيئة لوجود مصالحة آتية رغم أى انتقادات، مضيفًا أن دورنا انتهى، مؤكدا أن الفترة المقبلة ستشهد نشاطًا ملحوظًا للقيادى السابق فى الجماعة كمال الهلباوى، والذى سيكون له دور مهم لإتمام تلك المصالحة، والذى ستستغرق وقتًا لن يكون أقل من عام.

إفراج قانونى

نفى محمد طوسون، عضو هيئة الدفاع عن متهمي الإخوان، أن يكون الإفراج عن عدد من القيادات، له علاقة بعقد مصالحة مع السلطة، مشيرا إلى أن معظم المتهمين قضوا "أرقاما قياسية" في الحبس الاحتياطي دون أحكام، وهو ما يستدعى الإفراج عنهم قانونيا، متوقعا إطلاق سراح آخرين خلال الأيام المقبلة.

وقال طوسون، في تصريحات صحفية، إن الحبس الاحتياطي له حدود قانونية، مضيفًا إنه لا يعلم بأي من مبادرات للتهدئة أو المصالحة، وأن تحركهم مرتبط فقط بالشق القانوني.

قادمة لا محالة

و رأى أيمن الصياد، مستشار رئيس الجمهورية الأسبق والكاتب الصحفي، أن المصالحة هى فى الحقيقة هدف شعبى، من اجل وطن يبحث عن التهدئة وحق الدماء، والنظر إلى الأمام، وهى طبيعة بشرية، قائلا: "من يرفض المصالحة لا يعرف حقيقة الشعب المصرى".

وأكد الصياد، فى تصريح خاص لـ"المشهد"، أن المصالحة قادمة رغم جميع الاعتراضات، أو المعوقات، أو الرافضين لها، مستطردًا: "منذ شهور وأنا اتحدث عن وجوب المصالحة، ليس من أجل طرف بل من أجل وطن".

وقال الكاتب الصحفى، إن جميع الظروف المحيطة تجبرنا على قبول المصالحة مع الآخر، مؤكدا أن كل من يرفض المصالحة سيوافق عليها غدًا.

تفاوض خلف القضبان.. والداخلية تنفى

وعقب نشر انفراد "المشهد"، تدوالت العديد من الاخبار التى تشير إلى وجود مفاوضات تجرى فى الوقت الحالى، بين مسؤولين أمنيين، و سعد الكتاتني، رئيس حزب الحرية والعدالة "المنحل"، وأبوالعلا ماضي، رئيس حزب الوسط، من جهة أخرى، بخصوص التهدئة وإجراء المصالحة الوطنية.

ودرات تفاصيل الجلسة التى عقدت مع الكتاتنى وماضى، حول عرض جهة سيادية، على قادة الإخوان، بالإفراج عنهم مقابل التهدئة فى الشارع، نقله وسطاء آمنيين، وهو ما قابله "الكتاتنى وماضى"، بطلب التشاور مع قيادات الجماعة فى الخارج، لبحث الأمر واتخاذ القرار.

كما عقد أثناء اللقاء اتفاقا بين الطرفين، يوصى بالإفراج عن ماضى، بطريقة قانونية، للتشاور مع قادة التنظيم الدولى، بعدها يتم الاتفاق حول الوضع السياسى للجماعة فى المستقبل، مع وعود بإعطاء ضمانات لتحقيق المصالحة، مقابل تمرير "خارطة الطريق"، كما تضمنت الجلسة، عودة قادة الجماعة المسجونين، للعمل السياسي بشكل متدرج.

كما أكد مصدر قريب من الجماعة، أن هناك تداول وأنباء عن تصالح القادة مع السلطة، تدور بين شباب الجماعة، مع جس نبض لأهل وآسر الشهداء حول قبول المفاوضات من عدمه، ومدى استجباتهم للوضع المستقبلى فى حالة حدوث المصالحة.

من جانبها نفت وزارة الداخلية، ما تداول عن وجود مفاوضات بين جهات أمنية وبعض قيادات الإخوان المحبوسين على ذمة بعض القضايا بخصوص التهدئة وإجراء المصالحة الوطنية.

وأكد مسؤول مركز الإعلام الأمني في بيان له، أن ما تردد في هذا الشأن عار تماماً من الصحة جملةً وتفصيلاً.

أبو الفتوح

ولم تمر استضافة قناة الحياة للدكتور عبد المنعم أبو الفتوح، رئيس حزب مصر القوية و القيادى السابق بجماعة الإخوان، مثل ظهور أى شخصية سياسية متواجدة فى البلاد فى الوقت الحالى، حيث رأى عدد من المتابعين السياسين، أنه لا يمكن أخذ ظهور أبو الفتوح، كأنه "مصادفة"، مع اختفاءه طوال الفترة الماضية إلا قليلًا.

كما توقع البعض أن النظام يبعث برسالة واضحة لرغبته فى عقد المصالحة مع التيار الإسلامي، دون إقصاء لأحد، وهو ما أظهره سير الأسئلة خلال الحوار وتركيزها على المصالحة وموقفه منها ومن الجماعة.

##






اعلان