14 - 05 - 2025

خبراء: خطاب السيسي لم يقدم حلولاً لأزمات الدولة المصرية

خبراء: خطاب السيسي لم يقدم حلولاً لأزمات الدولة المصرية

يرى خبراء ومحللون سياسيون أنه لا توجد ملامح واضحة لآفاق حل الأزمة السياسية والاقتصادية التي تعيشها مصر منذ ما يزيد عن 14 شهراً وذلك بالرغم من الخطاب الذي وجهه الرئيس عبدالفتاح السيسي للأمة مؤخراً وتحدث فيه بشفافية عن التحديات التي تواجه الدولة على عدة أصعدة ومن أبرزها أزمة انقطاع الكهرباء واحتياج هذا القطاع إلى ما يزيد عن 130 مليار جنيه على مدار السنوات الخمس المقبلة. 

وقال الخبراء إن الرئيس السيسي، بالرغم من اعتماده على لغة الأرقام والشفافية والصراحة في مخاطبته للشعب المصري، إلا أنه لم يقدم حلولاً واضحة وعملية للأزمات المستعصية التي تواجه الدولة المصرية والتي تراكمت عبر سنوات طويلة حسب قوله. 

كما يرى هؤلاء أن خطاب السيسي، الذي جاء سريعاً عقب "يوم الخميس المظلم" والذي تكلم فيه بشكل ارتجالي دون الاعتماد على ورقة معدة مسبقاً كما أومأ هو في خطابه، ربما أصاب فئات عريضة من المصريين، الذين تسود بينهم حالة من الغضب المكتوم ومحاولة ابتلاع الزلط – على حد قول بعضهم – ربما أصابهم بمزيد من الإحباط وربما القنوط حيث إنه طالبهم بشكل ضمني بمزيد من الصبر والتحمل نظراً للظروف المادية الصعبة وعدم توفر الأموال اللازمة لعمليات التطوير خاصة في شبكات ومحطات الكهرباء والتي تحتاج سنوياً ما يعادل 3.25 مليار دولار شاملة تكاليف الوقود (2.5 مليار دولار سنوياً لزيادة الطاقة الكهربائية بمعدل 2.5 جيجا، و750 مليون دولار وقود لتشغيل هذه المحطات سنوياً)

وبالرغم من اعتراف المحللين والخبراء بأن خطاب السيسي جاء في توقيت موفق وسريع ملقياً الضوء على أهم المعضلات والتحديات، إلا أنهم اعترفوا كذلك أن الرئيس السيسي خلال خطابه لم يوقد شمعة واحدة تضيئ ظلام النفق المعتم الذي تسير فيه البلاد منذ شهور، بل أنه طالب الشعب المصري بألا يبادر بفكرة حسابه بعد عام من توليه رئاسة الجمهورية، كما أنه ظل في خطابه يكرر نفس معوقات التنمية التي ذكرها في خطاباته السابقة، ويدعو الشعب المصري إلى مزيد من الاصطفاف والتعاون والمشاركة والتغلب معاً على العقبات، وهو ما أعتبره المحللون من قبيل الجمل الإنشائية التي أصبحت ملازمة لخطابات السيسي حتى الارتجالية منها.   

وفي الأخير يؤكد الخبراء أن خطاب السيسي الأخير كان بمثابة مهدئات ومسكنات سرعان ما تلاشى مفعولها أمام حدة التوتر والغضب التي لم يفلح الخطاب في تخفيفها، بل إنه قد تحول لمادة جديدة للسخرية من قبل نشطاء التواصل الاجتماعي.