28 - 03 - 2024

لعبة استبدال الباريهات

لعبة استبدال الباريهات

لم يخطر على بال أحد وهو يلقي بنفسه في اتون الموت يوم 28 يناير أنه يضحي بالروح من أجل استبدال الباريهات .. صحيح أن مشهد الأمن المركزي بزيه الأسود كان قاتما بأكثر مما تحتمله نفوس الأحرار .. لكن استبداله بالأحمر ليس غاية المراد .. كل التغيير الذي حدث حتى الآن استبدال شكلي لكن المضمون بقي على حاله .. فقط تجمل .. استبدل شعره المجعد بشعر أملس .. خطابه المتعجرف بخطاب حنون .. معاونيه الذين يرفلون في نعيم المليارات بآخرين يتزيون بزي الثورة .. فقط تغيرت الأوضاع من كان في سجن طره خرج إلى قرب القصور .. ومن تردد على القصور ذهب إلى حيث خرج بدلاؤه .. لا بأس من تغيير الزي وتغيير المسمى .. الأمن الوطني تسمية ألطف لكن ماتحت المسمى ظل على حاله .. الضباط الكبار لا يناسبهم الإسم الجديد لأنه لا يقذف الرعب في القلوب لا بأس .. فليتكفل الصغار بصناعة سمعة جديدة بعد أن يهدأ غبار الميدان ويذهب أولئك الذين صنعوا الثورة يأسا أو تأليفا للقلوب.

مشهد ميدان العباسية كان صعبا على أول حجاج التحرير ، ومغامرة جديدة لمن لم يعش المغامرة الأولى،  ومقامرة بما تحقق .. فربما ينكسر المد الثوري وتعود الأمور الى طبيعتها .. السلطة سلطة والشعب شعب .. ميدان التحرير تحرر لكن ليس مسموحا بالذهاب الى ماهو أبعد .. تريدون هايد بارك هو لكم .. اخطبوا وافترشوا الأرض وانصبوا الخيام وعطلوا حركة السير ماشاء لكم .. لكن لا تبتعدوا كثيرا وكفاكم ماتغير من أسماء ولافتات وعناوين صحف .

السلطة لها من يتلبسها وتتلبسه .. محرمة على عامة الناس .. من لم يستطيعوا في أوقات سابقة السير في الركاب .. لو ناديتم بالعزل السياسي للحزب الحاكم السابق نخرج لكم احصاءات العضوية فقد كان ينخرط فيه خمسة ملايين مصري .. هل تريدون منا أن نقيم معزلا لخمسة ملايين؟؟؟

أشك أن هناك إدراك لثورة غيرت ما استطاعت دون قيادة .. صنعتم الثورة ؟؟ دعونا نقودها لكم .. وعلى المقود السمع والطاعة .. صرختم سمعنا .. طالبتم بالتغيير غيرنا .. كل شيء يسير وفق إرادتكم ولكن بالصورة التي نراها صحيحة .

مصدر عدم الإدراك أن المتحدثين باسم الثورة والزاعمين أنهم صنعوها تكاثروا مثل الفطر , وبدلا من أن ينخرط الثوار في حزب أو حزبين انخرطوا في 20 حزبا وتفرق دم الثورة بين القبائل .. لسنا حالة متفردة في سرقة الثورة .. فتاريخ الثورات يقص حكايات مأساوية عن صناع حقيقيين ذهبوا وقودا , فيما جنى آخرون ثمار من ثاروا.

مقالات اخرى للكاتب

ومتى يعتذر بقية الأحياء من تحالف كوبنهاجن وجمعية القاهرة للسلام؟





اعلان