تتأهب "حركة النهضة" لخوض الإنتخابات البرلمانية التونسية، وسط قلق من فقدانها الأغلبية داخل المجلس التأسيسي التونسي، فتواجه نفس مصير "حركة العدل والبناء" الجناح السياسي لحركة الإخوان المسلمين بليبيا التي فقدت أكثر من 50% من مقاعدها في المؤتمر الوطني العام، ويشارك كل من قطر وتركيا حركة النهضة قلقها .
وكشف الدكتور "فؤاد خضر" الباحث في الشئون المغاربية والمقيم بتونس، لمركز الناطور للدراسات والأبحاث، عن أن أمير دولة قطر وجه تعليمات لوزير خارجيته بحث سفير قطر بتونس "عبدالله بن ناصر الحميدي" بالعمل على دعم حركة النهضة في الحملة الانتخابية، وذلك عن طريق ضمان إستمرار الشراكة بين حركة النهضة و الإئتلاف القائم مع حزب رئيس الدولة "منصف المرزوقي" و رئيس البرلمان "بن جعفر"، وهي الشراكة التي تعرف بـ"الترويكا الحاكم" .
واوضح خضر أنه في سبيل ذلك شدد السفير القطري على أهمية إستمرار الشراكة بين هذه الترويكا والمحاصصة القائمة، على اساس منصف المرزوقي رئيسا للجمهورية، و بن جعفر رئيسا للبرلمان، بينما تتولى حركة النهضة رئاسة السلطة التنفيذية أي رئيس الوزراء .
وحذر السفير القطري زعماء هذه الحركات من أن أي خلاف يدب في صفوف هذا الإئتلاف ستكون نتيجته فوز حزب نداء تونس برئاسة "قايد السبسي" بزعم انه مدعوم من الإمارات و السعودية .
وعلى صعيد آخر أوضح خضر أن السفير القطري بتونس قدم لحركة النهضة 300 مليون دولار، حيث سلمها لـ"علي العريضي" رئيس الوزراء السابق لتمويل الحملة الإنتخابية لحركة النهضة، محذرا من أن أي فشل في الإنتخابات البرلمانية التونسية سيصيب حركة النهضة بضربة موجعة، وستكون كارثة لحركة الإخوان المسلمين في تونس و في ليبيا و في المغرب وفي الجزائر و أماكن أخرى .
كما قدم السفير القطري 100 مليون دولار لـ"منصف المرزوقي" لتمويل حملته الإنتخابية للفوز بولاية ثانية، بينما قدم 50 مليون دولار لرئيس البرلمان "بن جعفر" لنفس الغرض، و شدد السفير وبالإنابة عن الشيخ "تميم بن حمد آل ثاني" على أهمية أن تفوز حركة النهضة بأغلبية مقاعد البرلمان الجديد، و بنفس عدد المقاعد السابقة 70 مقعد من مجموع عدد مقاعد البرلمان البالغ 120 مقعدا، و أكد أن هذا الفوز ستكون له تداعيات على حركة الإخوان المسلمين في منطقة المغرب في ليبيا و في المغرب و في موريتانيا و حتى في مصر