19 - 04 - 2024

لماذا لا نبدأ من الصفر ؟؟؟

لماذا لا نبدأ من الصفر ؟؟؟

بعد أن قامت ثورة يناير 2011 العظيمة والتي أبهرت العالم وأعلنت أهدافها العبقرية الاربعة (عيش – حرية  - عدالة اجتماعية – كرامة انسانية) . فلم يتحقق هدف واحد، من الأهداف الاربعة حتي الآن رغم مرور حوالي أربعة سنوات منذ قيام الثورة، وذلك لأن النظام لم يسقط وانما رأس النظام فقط هو الذي سقط وما زال يحاكم حتي الآن.

أما معاونيه ومساعديه فمعظمهم نال البراءة ويتحرك بكامل حريته والبعض منهم عاد الي وظيفته في الجامعة أو في أي مكان آخر والبعض الآخر يظهر علي شاشات الفضائيات في البرامج المختلفة ويلقي علينا المحاضرات ويخرج لنا لسانه تعبيرا عن انتصار الثورة المضادة

التي تسيطر علي معظم وسائل الاعلام التي تحاول وبدون كلل أو ملل أن تقنع الشعب المصري أن ثورة يناير المجيدة ما هي الا مؤامرة من أجندات أجنبية وممولة من الخارج وشوهت ثورة الشباب الدين كانوا أول المنادين بالثورة والتي اتهمتهم بالعمالة لدول أجنبية، ونست وتناست هذه الابواق المأجورة أن آلاف الشهداء سقطوا بين قتلي وجرحي في هذه الثورة العظيمة ولم يتم القصاص للقتلي حتي الآن ولم يتم تعويض أو علاج  معظم المصابين حتي الآن . ونسوا قناص العيون الذي كان يقابل بالتحية والتقدير بعد قيامه بهذاالعمل البربري. ورغم هذه الزفة الاعلامية التي يقوم بها بعض المرتزقة من الاعلاميين فإن ثورة يناير 2011 ستحقق أهدافها عاجلا أو آجلا  وان غدا لناظره قريب وأن أعداء

ثورة يناير 2011  مصيرهم معروف وهو مزبلة التاريخ.

ونظرا لأن هدف الثورة الرئيسي هو التغيير الشامل لكل مناحي الحياة بدءا من تغيير السياسات وتغيير الأشخاص الذين يقومون بتنفيذ هذه السياسات فليس من المعقول أن يكون الأشخاص الفاسدين والدين أفسدوا البلاد والعباد يقومون بتنفيد سياسات التغيير والاصلاح وهم الذين نهبوا الأموال العامة سابقا فكيف سيحافظون عليها لاحقا ؟ ومن الواضح لكل ذي عينين أن نفس السياسات التي أوصلتنا

الي هذه الحالة المتردية ما زالت متبعة ولم تتغير ومن المعروف أنه ادا قمت بنفس الخطوات ستصل الي نفس النتيجة التي وصلت اليها من قبل. وقد تلاحظ لنا ظهور أحد المسئولين عن مشروع توشكي الفاشل في الصف الأول في حفل افتتاح مشروع محورقناة السويس وهذا فأل سيء حيث أن الرئيس السيسي قال في كلمته التي ألقاها أن مشروع توشكي استمر العمل فيه 17 سنة ولم يتم انجاز سوي أقل من عشر في المائة من من المستهدف ورغم ذلك هناك تفكير في استكمال هذا المشروع الفاشل انك لن تستطيع ايقاظ الموتي.

وحيث أن مشروع توشكي هو من المشاريع الفاشلة ، والتي يجب أن يتم التحقيق فورا فيها، هذه المأساة التي تكلفت مليارات الجنيهات وأن يتم محاسبة المسئولين عن هذا الفشل الذريع واهدار الاموال العامة من الضرائب التي يدفعها المواطنون الدين يحصلون علي رغيف العيش بصعوبة بالغة . ولكي تحقق الثورة أهدافها ويتم التغيير المنشود فانه بنظرة فاحصة ومحايدة لأحوال البلاد وليس بنظرة المستفيدين من الأحوال المتردية الحالية نري أننا وصلنا الي حالة غريبة لم تشهدها بلد من بلاد العالم سواء في الماضي أو الحاضر فنري مثلا المدرسة لا تقوم بالعملية التعليمية فهي شبه مدرسة . ونري المستشفي الحكومي لا تقوم بعلاج المرضي فهي شبه مستشفي. نري أيضا الجامعة ليست مثل جامعات العالم فهي شبه جامعة والدليل أن من ضمن خمسمائة جامعة في العالم لا يوجد جامعة مصرية رغم أن جامعة فؤاد الأول كانت تضاهي

أرقي الجامعات الاوروبية وهكدا نري معظم مؤسسات الدولة علي هده الشاكلة فلا يوجد شيء

يدل علي المؤسسة سوي اللافتة باسمها فقط أي هو شكل دون المضمون. ادا هدا هو الحال بدون خجل وبدون مواربة . فلنتفق علي كلمة سواء هو أن كل مناحي الحياة في مصر وصلت الي حالة من التدهور من الصعب اصلاحها حاليا وفي ظروفنا وفي سياسة الترقيع أصبحت لا تصلح حيث أن الثوب صار مهلهلا لا يمكن رتقه .

ادا الحل الصحيح هو أن نبدأ من الصفر في كل مناحي الحياة في مصر وحيث أن هدا غير ممكن ويحتاج الي امكانيات هائلة مادية وبشرية غير متوافرة الآن . فان الحل العملي هو وضع الاولويات ولنبدأ بالأهم حتي ننتهي منه  ثم الدي يليه في الأهمية. ومن وجهة نظري المتواضعة فان الأهمية الأولي هي للتعليم وعلينا أولا العدول عن السياسة المتبعة  في مصر المحروسة مند قرون وهي " أن الشعب الجاهل أسلس قيادا للحكم من الشعب المتعلم".

وان شاء الله ادا كان في العمر بقية سيكون مقالنا القادم عن التعليم وتحديدا التعليم الحديث لأحدث ما وصلت اليه التقنيات الحديثة في العالم . اللهم اهدنا جميعا سواء السبيل انك سميع مجيب الدعاء يارب العالمين .

 

 

مقالات اخرى للكاتب

الحزب الوطنى.. فك وتركيب





اعلان