25 - 04 - 2024

يديعوت "تجربة ذاتية لصحفي اسرائيلي حاول الانضمام لداعش"

يديعوت

 

 "أنا اسرائيلي، خدمت في الجيش، هل استطيع الانضمام لداعش؟ هل تعرف كيف؟".

هذا ما استهل به "نافو زيف" الكاتب الإسرائيلي بصحيفة "يديعوت اوحرونوت"، وأوضح انه قال هذا الكلام لشخص اسمه غازي، وهو احد نشطاء الدولة الاسلامية بسوريا هذا الاسبوع، وقال انه استطاع الوصول لغازي عبر قائمة الاسئلة والاجوبة في موقع "إسأل"، قبل يوم من نشر فيلم قتل الصحفي اليهودي الاسرائيلي "ستيفن سوتلوف".

وقال زيف ان غازي بادره بالاجابة قائلا "استل سلاحك واقتل نفسك"، معربا عن اعتقاده إنها لم تكن فكرة جيدة أن "أحدثه عن ماضيّ العسكري".

 وقل زيف "تجولت خلال الاسابيع الاخيرة في الشبكات الاجتماعية لمراسلة نشطاء منظمة الارهاب داعش، وغالبا لم أكن أعرف نفسي كيهودي وكاسرائيلي، وإن كان هذا لا يعني نشطاء التنظيم، فهم منشغلون بأنفسهم، بنشر فكرة اقامة الخلافة الاسلامية وقتل الكفار الذين يعيقون ذلك، والاسرائيليون ليسوا على سلم أولوياتهم لقطع الرؤوس، لكنهم كذلك لا يريدون أن نكون أصدقاء.

وقال انه سأل أحد نشطاء داعش على الشبكة قائلا "ماذا كانت التجربة الافضل لك كمحارب في داعش"، فأجابه الداعشي "لم أجرب بعد قطع رأس جندي اسرائيلي".

 وأضاف انه قدم نفسه لجهادي داعشي اسمه عمر، باعتباره بريطاني، فقال له عمر "الأمة الاسلامية تحتاج دائما لرجال يحاربون من اجل حقوقها، فلا تضيع الوقت، حاول أن تكون أحد بُناة الخلافة الاسلامية، نحن سنقيم خلافة اسلامية بقانون الشريعة ونحرر الاراضي الاسلامية من الكفار".

 فسأله زيف :"كيف سأنضم لبناء الخلافة الاسلامية؟ أين يجب علي الذهاب؟"

فأجابه عمر: "عليك فقط القيام بالخطوة الاولى وسنكافئك على نواياك، حتى وإن اعتقلت في الطريق إعتمد على الله، عليك الوصول الى مناطق يسيطر عليها المجاهدون".

 زيف: "هل يمكن الاتصال بالبيت من هناك؟"

عمر: "هذا متعلق بالاوضاع والظروف، أحيانا تستطيع، ولكن يجب الحذر لأن اجهزة الامن ستصل الى عائلتك".

زيف: "هل قاموا بمضايقة عائلتك لهذا السبب؟

عمر:"نعم، ولكن ماذا يستطيعون أن يفعلوا؟ عائلتي لم تفعل شيئا بسبب انضمامي للجهاد، عائلتي أرادت أن أبقى في الولايات المتحدة وأن أستمر في التعليم، ولكنني هربت بدون موافقتهم أو إذنهم. كل هذا بمساعدة من الله".

 زيف: "هل تقبلون ايضا نصارى؟

 عمر:"بالطبع، النصارى يستطيعون الوصول الى الدولة الاسلامية، أن يتعلموا الاسلام وبعدها يقررون – الاسلام والعيش كمسلمين، أو دفع الجزية ويكون مسيحي، لا يوجد إكراه في الاسلام، لا يوجد من قُتل ظلما في الخلافة الاسلامية، إن شاء الله سيدافعون عن الجميع تحت قوانين الشريعة، واليهود من ضمنهم".

 زيف: "هل هناك حاجة لقدرة قتالية؟ ماذا لو كنت ألبس النظارات؟"

 عمر: "لا توجد مشكلة، يمكن أن تكون من المجاهدين ومع النظارات، هناك الكثير من المجاهدين مع نظارات، ويوجد ايضا مكفوفين، لا تخف من كسرها أو ضياعها، واذا حدث ذلك سيحضرون لك نظارات جديدة إن شاء الله".

 وقال زيف في مقاله معلقا "يتضح أن الاتصال مع المجاهدين الاسلاميين المتطرفين ليس أمرا معقدا، فبينما كنا من قبل نحاول السفر الى افغانستان لنعرف ماذا يريدون في القاعدة، ولم يكن ذلك مريحا، قامت في العراق داعش، وهي منظمة ارهابية انضمت الى القاعدة وتحولت الى ذراعها هناك، لكنها انفصلت عنها بسبب الخلافات انفصلت عن القاعدة وهي اليوم تحارب قوات الاسد، وغيرت اسمها الى "الدولة الاسلامية"، وتسيطر على ثلث اراضي العراق وسوريا، واعلنت مؤخرا الخلافة الاسلامية على المناطق التي سيطرت عليها، وتخطط لفتح فروع ارهاب لها في باقي دول العالم قريبا.

 وأضاف زيف أنهم يعملون على ذلك عبر الانترنت، فنشطاء كثيرين لهم حسابات على شبكات التواصل الاجتماعي، وانهم يتصلون بالغرباء وليس فقط بالمسلمين، الذين يتوجهون إليهم، هذه حياة نشطاء الارهاب الجدد، شبان معظمهم يصلون من الغرب ويحاولون تجنيد اصدقاءهم الذين تركوهم في اوطانهم الام.

فبحسب تقديرات اجهزة الامن في اوروبا، انضم أكثر من 700 مواطن فرنسي للجهاد في سوريا، 300 من ألمانيا، 250 من بلجيكا، 250 من استراليا، 100 من امريكا، 50 من اسبانيا، ونحو 500 من بريطانيا.

وحول سبب انضمام هؤلاء لداعش قال زيف "لأن هذه منظمة الارهاب الأنسب الآن، وهي موجودة على الفيس بوك، تويتر، الانستغرام واليو تيوب، ويظهر أنهم ينتصرون والعالم كله يتحدث عنهم".

 وتساءل زيف "اذا كيف يمكن الانضمام لداعش؟"

قال "دانيال كوهين" الباحث في شئون الارهاب بمعهد الامن القومي الاسرائيلي  "كانت القاعدة تعمل في المساجد، عن طريق الامام الذي يجند ويقنع الناس، والآن داعش تستغل المساحة الوهمية على الانترنت كبديل للمساجد".

 ويبحث كوهين حاليا حول كيفية تجنيد التنظيم الارهابي عبر شبكات التواصل الاجتماعي، حيث يقول أن "القاعدة تعرف استغلال السايبر، ولكن تعمل بشكل سري مستغلة برامج التشفير لنقل الرسائل، فالذي استغرقت فيه القاعدة عقدين، قامت به داعش في الحيز الوهمي خلال فترة زمنية قصيرة، وخلال عام أصبح العالم كله يعرفهم، وهم يزدادون ويضاعفون هذه الماركة التي صمموها".

 ويضيف كوهين"ما يميزهم هو أنهم منفتحون على الخارج، هذه منظمة ارهابية جديدة نسبيا، الآن فقط سمعنا عنها، وهم لم يُعرفوا بعد كمنظمة ارهابية في معظم دول العالم، ولا يوجد وثيقة دولية توقف عملهم على شبكة الانترنت، عن طريق المساحة الوهمية يستطيعون نقل الرسائل وتجنيد النشطاء وعمل الدعاية، هم موجودون في الخارج".

 وحول عملية التجنيد قال كوهين "يمكن تقسيم العملية الى ثلاثة أقسام: الدعاية، الانتقال الى منطقة الاشتباكات، والانضمام جسديا للمنظمة، فداعش تستثمر معظم جهودها في الدعاية وهي تفهم أهمية تنظيم نشطاء من العالم العربي، الاسلامي ومن الغرب".

وأنهم يعتمدون "نشر مقاطع فيديو بلغات مختلفة، هناك أفلام تُظهر اشتباكات مع قوافل من المحاربين بسيارات التندر، كميات من السلاح، ودائما تظهر شخصية المحارب على الحصان مع علم داعش والسيف، هناك أفلام للحرب النفسية، حيث يطلقون صاروخ على دبابة سورية فتنفجر، يقطعون الرؤوس، ينكلون بالجثة، عمل لقاءات مع أسرى خانعين وأفلام محلية للتدريبات على نشاط معين".

وأضاف انه خلال الاشهر الاخيرة "شاهدنا مقابلات أكثر مع مقاتلين، وما ميزها أنهم شبان غرباء  المان، ماليزيين، بريطانيين وفرنسيين، جاءوا للقتال، يتعاملون ليس فقط بالحرب، وإنما يقيمون دولة ايضا، ويركزون على ذلك في الدعاية، الحملات الدعائية تُظهر الوجه المشرق للحرب في سوريا والعراق، والكثير من الاثارة، وتُظهر ايضا ذهاب الشباب الى شاطيء البحر، وأكل البيتزا مع الاصدقاء، والجلوس حول الشعلة، هذه ليست أفلام تهديد بل هي دعوة للانضمام".

 وكشف كوهين عما رصده من متابعاته قائلا أن "شباب من جميع أنحاء العالم يراسلون النشطاء بحرية عبر مواقع التواصل الاجتماعي، فيطرحون اسئلة، لتأتيهم الأجوبة فورية"، وسرد بعضا من الاسئلة "كم أحضر معي من المال؟، 7 آلاف دولار.

ماذا آخذ؟، فقط حقيبة سفر واحدة.

ماذا نأكل؟، دائما يوجد طعام وبالامكان أن تطبخ بنفسك.

 كم من الوقت تستمر التدريبات؟، بين 4 – 12 اسبوعا.

ويطلبون من نشطاء داعش مساعدة للدخول الى مناطق داعش، ولكن ذلك لا يتم بصورة علنية، فبعد الكثير من المحاولات لم يعط أي واحد من الذين راسلتهم إسمه، رقمه، عنوانه. جميعهم اكتفوا بكلمة "إبحث عن اشخاص الاتصال"، "ستجد الاشخاص"، والجملة الأكثر شهرة هي "أُخرج في مسيرة والله سيريك الطريق".

 وأوضح كوهين أنه "اذا أرسل اليك أحد المجاهدين في الفيس بوك اسم شخص يساعدك في لندن، فمن المحتمل أنه سيعتقل فورا، فهناك احتمال كبير أن تكون داعش تستخدم شبكات مشفرة لنقل المعلومات بصورة غير مكشوفة، هم يعرفون أن منظمات التجسس الغربية تتابع نشاطهم العلني وتحاول إفشاله".

وقال كوهين  "دائما يوجد شخص يعرف شخصا ما، فلقد اعتقل خمسة شبان من لندن في مطار هيثرو في طريقهم الى الانضمام لداعش، وقالوا إنه في مجتمعهم يوجد مسجد وكانت هناك شبكة من الأئمة حدثتهم عن المنظمة، وبعد أن تحدثوا مع الامام أرسلهم الى العنوان الصحيح، ومن هناك وجهوهم لطريق الحدود التركية –السورية، أو الاردنية – السورية".

وقال كوهين ما بعد تلك التوجهات بسيط نسبيا، فالشباب سيشترون تذكرة لاسطنبول ومن هناك يأخذون الحافلة الى احدى مدن الحدود مع سوريا، ومتطوعون يساعدونهم، رغم أن الاتراك يراقبون الحدود جيدا إلا أن طول هذه الحدود، 822 كم، يساعدونهم على الوصول الى سوريا".

 

 






اعلان