10 - 05 - 2025

أجواء حرب باردة بين روسيا والغرب

أجواء حرب باردة بين روسيا والغرب

وسط توتر شديد بين دول الناتو وموسكو استبقت الأخيرة قمة للحلف من المتوقع أن تقر قوة تدخل سريع في شرق أوروبا، وأعلنت "تعديل" عقيدتها العسكرية لمواجهة "تهديدات" جديدة، ما يعيد إلى الذاكرة أجواء الحرب الباردة.

وشهدت العلاقات بين روسيا وحلف شمال الأطلسي "ناتو" منذ انهيار الاتحاد السوفيتي أزمات عدة قي أثناء توسع الحلف شرقاً والحرب في كوسوفو أو النزاع الروسي الجورجي، لكن ضم الكرملين لشبه جزيرة القرم إلى الاتحاد الروسي، والنزاع المسلح في شرق أوكرانيا، صعدا حدة التوتر بين الجانبين وقللا فرص التعاون بينهما، مما يهد ببلوغ الأمر مرحلة "اللاعودة"، حسب تعبير رئيس المفوضية الأوروبية خوزيه مانويل باروزو، وسط مخاوف من اندلاع حرب شاملة في شرق القارة الأوروبية.

جنود "ناتو"

وإضافة إلى حزمات العقوبات التي فرضتها الدول الغربية على روسيا، يعتزم حلف الناتو، الذي يتهم روسيا بنشر أكثر من ألف عنصر في أوكرانيا، نشر آلاف الجنود من القوات الجوية والبرية والبحرية "خلال بضعة أيام" بدعم من القوات الخاصة، بحسب ما كشف أمين عام الحلف اندرس فوغ راسموسن. ومن المتوقع أن يقر الحلف خلال قمته يومي الخميس والجمعة في ويلز ببريطانيا، "خطة للرد السريع".

وتنتظر أوكرانيا التي عمدت إلى تحريك مشروع انضمامها إلى الحلف الأطلسي، من "مساعدة عملية" و"قرارات حاسمة" من الحلف في ختام القمة.

وفي إطار استعراض القوة أمام روسيا وطمأنة دول الحلف الواقعة في شرق أوروبا والدول الحليفة المحاذية لروسيا (دول البلطيق وبولندا ورومانيا وبلغاريا)، يجري حلف الناتو حالياً تدريبات على جبهته الشرقية تحت مسمى "ستيدفاست جافلين 2" والتي تهدف ـ حسب بيان الحلف ـ "إلى توضيح التزام الناتو بهدفه الأساسي لتأمين حرية وأمن أعضائه وحلفائه".

موسكو تهدد

روسيا من جانبها وردا على هذه التحركات الغربية، أو ما أسمتها "التهديدات الجديدة"، واستباقا لقرارات قمة حلف الناتو، حذرت الثلاثاء الماضي من أنها سترد على "التهديد" الذي يشكله تعزيز وجود الحلف الأطلسي قرب حدودها، متهمة الغرب بتصعيد الأزمة الأوكرانية.

وتحدث نائب رئيس مجلس الأمن الروسي ميخائيل بوبوف عن "تعديل" للعقيدة العسكرية الروسية بحلول نهاية العام للأخذ ب"تهديدات" جديدة ظهرت أخيرا.

السوفييت السابقون

ويثير تقارب جمهوريات سوفيتية سابقة مع الحلف الأطلسي غضب السلطات في موسكو التي تعارض بشدة نوايا الحلف إزاء أوكرانيا.

لكن بعض المراقبين يرى أن عودة المواجهة بين روسيا وحلف الناتو تستجيب لتمنيات العسكر الروس إذ إن "هيئة الأركان وجهاز الاستخبارات العسكرية، وجميع أولئك الذين بدأوا حياتهم المهنية في زمن الحرب الباردة يجدون منفعة في حصول مواجهة من هذا النوع"، وفق بافل فلجنجاور الخبير في صحيفة المعارضة الروسية "نوفايا جازيتا".

قنوات مسدودة

ووسط هذا التصعيد المتبادل واستعار المعارك في شرق أوكرانيا، هناك جهود دبلوماسية متعثرة تبذل لحل الأزمة، إذ ما تزال قنوات الاتصال مفتوحة بين كييف، التي تتهم روسيا بأنها "دولة إرهابية معتدية" وهي وحدها المسؤولة عن الصراع بشرق البلاد، حسب تعبير رئيس الوزراء الأوكراني أرسيني ياتسينيوك، وبين موسكو، التي تنفي أي دور لها في هذا النزاع.