27 - 04 - 2024

يوميات حرب غزة.."حتى بهجة الانتصار .. معمدة بالدماء" (5)

يوميات حرب غزة..

يوميات حرب غزة ( الجزء الخامس والأخير)

حتى بهجة الانتصار .. معمدة بالدماء

زوجة شهيد : لن أجعلك تحتار بينى وبين الحور العين .. ياخالد !!

ليلة قصف أبراج غزة .. الفجر المرتبك وكى الذاكرة فى اللحظات الأخيرة

بين تهدئة لم تتم ....وقصف معالم غزة (12)

غزة

26/08/2014

ليلة فى انتظار تهدئة لم تتم ...........ليلة قصف أبراج غزة!!!  لم ننم هذه الليلة ونحن ننتظر الدخان الأبيض من القاهرة،

الساعة الثانية عشرة ليلا حاولت أن أنام، تقلبت على السرير يمنة ويسرة، دخنت سيجارة، نهضت من الفراش، لم تصلنا أخبار التهدئة التى ننتظرها، وصلتنا أخبار الموت والقصف والدمار.

قصف وقتل وحرائق فى كل مكان فيك يا غزة، الثانية عشرة ليلا قصفوا المجمع الإيط إلى  بأربع صواريخ من زناناتهم الملعونة، وبعد وقت ليس بالطويل وضمن حرب التركيع وإيذاء المدنيين وكى ذاكرتنا الوطنية.

دمرت طائرات الاحتلال الحربية 12:30 برج المجمع الإيط إلى  شمال غرب غزة بخمسة صواريخ من طائرتهم الحربية.

يحتوى البرج على 13 طابقا سكنيا بها أكثر من 100 شقة، وعدد 4 طوابق فيها عدد كبير من المحلات التجارية.

اشتعلت النيران فى البرج ولكنه أبى أن يسقط، بقى شامخا، شكرا للمهندس الإيط إلى  الذى صممه وأشرف على بناؤه،

معلم جميل من معالم غزة تم تدميره وتخريبه، يريدون تغيير معالم غزة وتشويه وجهها الجميل!!! النيران بقيت مشتعلة فى البرج لساعات طويلة!!!

توالت أخبار السوء ولم يصل أى خبر من أخبار التهدئة، أنسميها تهدئة كاذبة؟ أم أن الحمل والولادة متعسرة جدا، كان الله فى عون الطبيب وعون الشعب الصابر الذى يتعرض للقتل!

رسائل صوتية مسجلة للسكان فى حى الشجاعية تنذرهم بمغادرة بيوتهم، السكان أخلوا بيوتهم وناموا ليلتهم فى الشوارع!!!

اتصال هاتفى مروع لأحد قاطنى برج السوسى فهم منه السكان ضرورة إخلاء البرج، أخلى السكان البرج لساعات ثم رجعوا بعد أن تبينوا أنه لم يطلب منهم الإخلاء، كما دمرت طائرات الاحتلال بشكل كامل مدرسة معين بسيسو فى حى الشجاعية، ومدرسة على ابن أبى طالب فى حى الزيتون جنوب شرق مدينة غزة.

الأخبار الأكثر سوءا ما زالت تتو إلى  على أسماعنا وأبصارنا، 3 صواريخ من الزنانات القاتلة تقصف برج الباشا الذى يتكون من 15 طابقا، تم قصف البرج بـ 4 صواريخ اف 16 الساعة 4:30، النار اشتعلت فى البرج وقت إعلان الله أكبر فى النداء الأول لصلاة الفجر.

لن تستطيعوا حرق قلوبنا، سنحزن على غزة وبيوتها، من للبيت غيرك يا الله، غزة تحترق!!!

اللهم آمنا من خوف، اللهم ثبتنا، ارحمنا، الطف بنا،

رغم كل الألم والخوف والحزن والارتباك ذهبت لصلاة الفجر فى المسجد، الظلمة شديدة جدا والكهرباء مقطوعة والخوف يملأ الدنيا، مشيت مسرعا فى الطريق  إلى  المسجد وفى يدى كشاف صغير، مشيت ومشيت ومشيت، لماذا الطريق طويل هذه المرة، المسجد ليس بعيدا عن بيتى ولكنه الليلة بعيد جدا!

صلينا حو إلى  12 مصليا ورجعنا إلى  البيت تحت رحمة الزنانة التى اقتربت منا، اقتربت من رؤوسنا، ترن فوقنا، أسرعنا الخطى، الخوف شديد والحياة غالية، لم ننفك نسبح وندعو الله بالحفظ واللطف.

قصف الأبراج من برج الظافر فى غزة إلى  المجمع التجارى فى رفح إلى  المجمع الايط إلى  وبرج الباشا فى غزة بالإضافة إلى  قصف البيوت وتهديمها على ساكنيها وقصف المدارس والمساجد والمستشفيات والبنية التحتية من صرف صحى وكهرباء وهواتف ووو...............يهدف إلى  تركيعنا.............لكننا لن نركع!

يهدف إلى  كى الذاكرة الفلسطينية بالخوف والألم..... سنخاف ونتألم ولكننا لن ننساك يا فلسطين، يهدف إلى إرباك السلطة الوطنية ووضعها أمام معضلة إعمار غزة وفى وجه أصحاب البيوت المهدمة والنازحين والمشردين.... سيصبر شعبنا ولن تعدم سلطتنا الوطنية الوسيلة فى إيجاد الدعم اللازم لإعادة إعمار غزة.

السادسة صباحا:

انقطعت الكهرباء، لم أستطع أن أكمل هذا البوست، ذهبت إلى  النوم مضطرا واستيقظت العاشرة والنصف لأكمل هذا البوست على كهرباء الجيران!

ما نحتاجه هو الوحدة والعقل والواقعية، بوحدتنا ووعينا وواقعيتنا سنهزم أعداءنا، ارحموا الضعفاء والمشردين والنازحين!!!

أوقفوا الجريمة!!! أوقفوا العدوان!!! أوقفوا الحرب!!!

سقط القناع عن القناع عن القناع

لا أخوة لك يا أخى لا أصدقاء

يا صديقى لا قلاع

لا الماء عندك لا الدواء ولا السماء

ولا الدماء ولا الشراع

ولا الأمام ولا الوراء

تدمير حى أبو معروف!!!(13)

غزة،

26/08/2014

عائلة صغيرة تقطن جنوب شرق خانيونس إلى  الشرق من سكة الحديد التى كانت تربط بين قطاع غزة ومصر فى الزمن السعيد، عائلة يعمل العديد من أفرادها فى الزراعة وتربية الحيوانات والتجارة فيها، بيوتها صغيرة ورديئة متقابلة على جانبى الشارع ومكتظة بالأطفال والكبار.

فجأة ومن دون سابق إنذار إلا من صواريخ الزنانات المجنونة، أعلنت إسرائيل الحرب ضد هذا الحى وهذه العائلة المسكينة!

لم تطلق عليهم رصاص بنادقها أو قذائف دباباتها بل سلطت عليهم صواريخ طائرتها السوداء الفتاكة،  لتقصفهم،  الصاروخ الأول فالثانى فالثالث.... فالسادس عشر، ستة عشر صاروخا من طائرات ال اف 16 ضد هذه العائلة الحزينة والصغيرة!!

دمرت بيوتهم وسوتها بالتراب، كما دمرت الصواريخ بيوت من عائلات البيوك وخضير وعبد الغفور من نفس الحى، حرقت الأشجار وقتلت الأغنام وأصابت المواطنين فى مقتل، شظايا البيوت والحجارة وصلت إلى  مسافات بعيدة من الحى وهشمت العديد من المنازل المجاورة، خانيونس كلها زلزلت، رجت الأرض ومن عليها ومن فيها، أخرجت الأرض أثقالها وأشجارها وحجارتها! يوم من أيام القيامة!

هرعت الناس إلى الشوارع، الشوارع مليئة بالناس، الكل يراقب تدمير المنطقة بألم وحزن وتعاسة وينادى بأعلى صوته،

أوقفوا تدمير البيوت، أوقفوا الحرب، أوقفوها فورا.

جواز سفر ابنى يحيى.. معاناة جديدة (14)

غزة،

26/08/2014

نجح ولدى يحيى فى الثانوية العامة دون فرح، نريد أن نستخرج جواز سفر ليحى ليدرس الطب فى السودان،  قدمنا الأوراق اللازمة لأحد المكاتب المتخصصة فى استخراج جوازات السفر فى خانيونس، إسرائيل تمنع وصل البريد من غزة إلى  رام الله، عقاب من نوع جديد!!!

المرضى هم الوحيدون الذين يعبرون من معبر إيرز، ممنوع عليهم حمل أوراق رسمية لغيرهم وإلا ستصادر! سنحاول إرسال أوراق يحيى الرسمية إلى  رام الله مع أحد الأصدقاء، نسقنا وعملنا وكالة رسمية لاحد أصدقائنا فى الضفة، شكر لأهل الضفة لتضامنهم مع غزة، سنحاول أن نرسل الأوراق غدا، هل سننجح فى ذلك؟ هل ستصل الأوراق الرسمية؟ هل سننجح فى استخراج جواز سفر؟  هل سننجح فى إرساله إلى  غزة بعد استخراجه؟ أسئلة عديدة ومتشعبة من أجل قضية صغيرة جدا!!!

هذا هو الحصار!!! هذه هى المعاناة!!! أرفعوا الحصار عن غزة!!!

أوقفوا الحرب!!

-------------

حب خالد: لن أسمح للحور العين أن تشاركنى فيك!!! (15)

غزة، الشجاعية

18/08/2014

عبرت زوجة الشهيد الصحفى خالد حمد عن مشاعرها وألمها، بعد استشهاد زوجها فى الشجاعية بمدينة غزة بتاريخ 20/07/2014

وكتبت: مرحلة الحمل هى من أجمل التى يعيشها الزوجان وهى أكثر المراحل التى توقنا أنا وخالد لعيشها بكل تفاصيلها كنا ننتظر أن يكبر بطنى وأن أصبح على رأيه مثل الكرة وأمشى كالبطة .

كنا ننتظر أن يأتى العيد لشراء عباءة الحمل وكنا ننتظر أن يأتى موعد زيارة الدكتور حتى يرى خالد الجنين..كنا ننتظر لحظة المخاض وجهز خالد نفسه لكل التفاصيل التى لم يحن موعدها .

خططنا كم هى المسافة التى سنمشيها سويا أخر شهر فى الحمل مع أن الجو سيكون بارد جدا.. فأخر شهر فى الحمل سيكون يناير ..كنت أنتظر العيد أن يأتى حتى نشترى العباية ولأبدأ بممارسة طقوس الحمل.. ونبدأ بتجهيزات التحضير لقدوم طفلنا ..

كنا نخطط أين سنضع ملابسه.. اتفقنا على كل شىء سوى مكان نومه.. أخبرتك أنه سينام بيننا لكنك رفضت وقلت لا سينام فى سريره وكنا نقضى وقتا طويلا فى هذا الموضوع كنت سعيدة وأنا أراك تغار على حتى من طفلنا .

خططنا أين سنضعه عندما يعود دوام جامعتي. خططنا كيف سنربيه وأخبرتك قبل استشهادك بيوم أننى أنا من سأربيه ولن أدعك تتدخل فى تربيته وأنت اكتفيت بالابتسامة والرد على بكلمة (بتحلمي) لم يخطر فى ب إلى  أننى فعلا أنا من سأربيه وحدى وأنا من سأتحمل مسؤوليته وحدى وأننى سأكون أمه وأباه وإخوته الذين لم يأتوا إلى  هذه الدنيا مع أننا كنا نخطط لقدومهم وجهزنا أسماءهم وكيف ستكون شخصياتهم ..فالوليد سيكون الأكثر لطفا وأدبا وعمر سيكون الأكثر شقاوة وتولين ستكون الأكثر دلالا وجود ستكون الأكثر جمالا وأننى سأكون الأكثر حبا ودلالا وحنانا ..وأن مكانى فى قلبك سيكون محفوظا ولن يتغير ..

لم يأت فى ب إلى  أنك ستغادر قبل أن يأتى العيد وأن أمى هى من أحضرت لى عباية الحمل وأننى لم أشعر بالسعادة عندما ارتديتها لأنك لم تكن موجودا ..

خالد بطنى الأن بدأ يكبر مع نهاية الشهر الرابع ..وطفلنا سينام بجانبى ولن ينام فى سريره ولن تغار أنت منه بعد الآن ..وأنه سيكون الوحيد ولن يكون له إخوة ...ولن ينازعه أحد فى الدلال والحنان والجمال ..سأربيه يا خالد كما أخبرتك قبل استشهادك ..سأبقى كما أنا وكما عرفتنى..ما زلت على العهد وسأبقى للأبد..فلا أحد يستحق أن أتعب لأجله سوى طفلنا.. الذى أنتظر قدومه لأضمه وأشتم رائحته.. أنتظر قدومه سواء كان بنتا أو ولدا لأشعر أن الدنيا مازالت بخير.. ولأخبره أو أخبرها عنك وعن طيبتك وشهامتك وعن حبك اللامحدود لى ..سأريه كل هداياك لى.. سأعلمه كيف يكون الحب.. سأخبره عنك الكثير والكثير سأخبره أسرارنا وأحلامنا التى كان هو أحدها وسأبدأ بتحقيق باقى أحلامنا حتى تبقى فخورا بى،  كما كنت دائما فخور بأننى زوجتك وشريكة حياتك.. لن أجعلك تحتار بينى وبين الحور العين.. فأنا حبيبتك فقط ولن أسمح لإحداهن أن تشاركنى فيك.

--------------

 هل انتهت الحرب؟!! (16)

غزة،

26/08/2014

فى تمام الساعة السادسة والنصف مساء الثلاثاء الموافق 26/08/2014، أعلن الرئيس الفلسطينى فى كلمة قصيرة عن إعلان الهدنة ووقف إطلاق النار وانتهاء العدوان، خرجت الناس إلى الشوارع بتلقائية فرحة ومبتهجة بوقف الحرب وانتهاء العدوان.

زخات متفرقة لا لزوم لها من الرصاص أطلقت فى عنان السماء ابتهاجا وفرحة، قتلت فتاة وأصابت أكثر من عشرين برصاص الفرح والانتصار!

عشرات الصواريخ والقذائف أطلقت تجاه إسرائيل فى النصف ساعة الأخيرة قبل موعد إيقاف النار المتفق عليه فى الساعة السابعة مساء، كما وجهت طائرات إسرائيل وزناناته الصواريخ ضد الفلسطينيين وبيوتهم وآلياتهم.

وجه الرئيس شكره لمصر لدورها الريادى فى إيقاف هذه الحرب وشكر الرئيس عبد الفتاح السيسى، كما شكر كل من ساهم فى ذلك.

أبو زهرى الناطق باسم حماس أعلن عن أمر المستوطنين فى غلاف غزة بالعودة إلى  بيوتهم، ود. رمضان شلح ألقى خطابا هنأ شعبنا فيه بالنصر.

العديد من العائلات النازحة من شرق غزة عادت إلى  بيوتها، المساجد كبرت وحمدت الله، تكبيرات العيد المعروفة.

وفق وزارة الصحة فى قطاع غزة، فإن حصيلة ضحايا الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة المتواصلة منذ السابع من شهر يوليو الماضى قد ارتفعت حتى صباح الثلاثاء الموافق 26/08/2014 إلى  2142 شهيدا من بينهم 578 طفلا، و261 امرأة، و102 مسن فضلا عن إصابة (11100)، من بينهم 3189، و1994 امرأة، و388 مسنا، المنازل المهدمة 10620، عدد الأيتام 1800، النازحين معظمهم بلا مأوى 480000 شخص.

سلاح الجو الإسرائيلى هاجم نحو 5085 هدفًا على مدار واحد خمسين يومًا من القتال.

واعترفت إسرائيل بمقتل 70 إسرائيليًا خلال العملية منهم 65 ضابطا وجنديا، الزنانة لم تفارق سماءنا ولم تحل عن ازعاجنا وتلويث سمعنا،

الحرب توقفت ولله الحمد، العدوان انتهى والشكر لله، وتوتة توتة فرغت الحدوتة، وانتهت الحرب وخراريفها

و إلى  اللقاء جديد فى موعد غير معروف ولكنه ليس ببعيد!!!

##

##






اعلان