26 - 12 - 2025

"المشهد" في جولة ميدانية لرصد تطور علوم البحار وصناعة السيارات الذكية في مدينة هاينان الصينية

أجرى موقع "المشهد"، جولة ميدانية داخل عدد من أبرز الصروح العلمية والتكنولوجية في الصين، حيث اطلع على أحدث ما توصلت إليه البلاد في مجالات علوم البحار، والهندسة المتقدمة، وصناعة السيارات الذكية، وذلك في إطار تسليط الضوء على منظومة الابتكار الصينية المتكاملة.

وقال مسؤولون صينيون، خلال الجولة، إن البداية كانت من مختبر تكنولوجيا أعماق البحار التابع لمعهد أبحاث المحيطات بجامعة شنغهاي جياو تونغ، وهو أحد المراكز البحثية المتقدمة التي أُسست عام 2019، ويختص بإجراء أبحاث علمية متطورة في مجالات الهندسة البحرية، والكائنات الحية الدقيقة البحرية، وعلوم الحياة.

وأوضحت المهندسة ليانغ تشيونغلين، عضو فريق الهندسة البحرية، أن المعهد نجح خلال فترة قصيرة في تطوير عدد من الإنجازات العلمية المهمة، من بينها مركبات التعدين في أعماق البحار، وأنظمة تتبع الحركة الفعلية لمعدات الأعماق، إلى جانب أبحاث مرتبطة بالطاقة البحرية الجديدة، وإنشاء مواقع تجارب ساحلية قريبة من الشاطئ.

وأضافت أن من أبرز ما يطوره المعهد حاليًا سلسلة روبوتات ذكية لتنظيف المخلفات، تشمل سفنًا غير مأهولة لتنظيف سطح المياه، وروبوتات مخصصة لتنظيف الشواطئ، وأخرى لجمع المخلفات من أعماق البحار، في خطوة تعكس توجه الصين نحو الجمع بين الابتكار التكنولوجي وحماية البيئة البحرية.

وفي إطار متصل، شملت الجولة التعريف بـ شركة هاينان لتجارب السيارات الاستوائية المحدودة، الواقعة على ضفاف نهر وانتشوان الخلابة في مقاطعة هاينان، عند خط طول 110 درجات شرقًا وخط عرض 19 درجة شمالًا. وتتميز المنطقة بمناخ موسمي استوائي يُعرف بـ«ثلاثة عالية وواحد كثير»، وهي الحرارة المرتفعة، والرطوبة العالية، وشدة التآكل، إلى جانب غزارة الأمطار، ما يجعلها بيئة مثالية لاختبارات السيارات في أقسى الظروف المناخية.

وتأسست الشركة عام 1958، لتكون أقدم قاعدة لاختبارات السيارات في الصين، وهي حاليًا القاعدة الشاملة الوحيدة في البلاد المتخصصة في اختبارات السيارات تحت ظروف المناخ الحار والرطب.

وتعمل الشركة كمؤسسة طرف ثالث مستقلة قانونيًا، معتمدة من الهيئة الوطنية لاعتماد الشهادات CNCA، والهيئة الوطنية للاعتماد CNAS، ومخوّلة من اتحاد الصناعة الميكانيكية الصيني، فضلًا عن امتلاكها صلاحيات اختبار المركبات المطابقة لمعايير وزارة النقل، واختبار السيارات المستوردة بشكل موازٍ.

كما حصلت الشركة على تفويض من وزارة الصناعة وتكنولوجيا المعلومات كمركز وطني مغلق لاختبارات السيارات الذكية المتصلة، إلى جانب ترخيص استخدام نطاقات تردد V2X، وتم تعيينها من قبل مقاطعة هاينان كمؤسسة طرف ثالث لإدارة اختبارات السيارات الذكية وتطبيقاتها التجريبية، لتصبح القاعدة الوحيدة في الصين لاختبارات السيارات الذكية المتصلة في مناخ حار ورطب.

وعلى مدار سنوات التطوير، أنشأت الشركة أربعة قطاعات أساسية لأعمالها تشمل: مركز الاختبارات والفحوصات، مركز التقييم والاختبار، مركز الابتكار في البيئات الحارة والرطبة، ومركز ثقافة السيارات.

وتتمتع بقدرات مهنية رائدة على المستوى الوطني في اختبارات البيئات الحارة والرطبة، بما يتيح لها إجراء أبحاث وتطوير واختبارات واعتماد لمختلف منتجات السيارات والمواد.

وكانت الشركة سباقة في الصين بإجراء أبحاث اختبارات شيخوخة السيارات الناتجة عن العوامل الجوية، وتمتلك حاليًا موقع اختبار مكشوفًا بمساحة 47 ألف متر مربع، مجهزًا بمرافق متكاملة ومعدات متقدمة، أسهمت في وضع معايير وطنية وصناعية لاختبارات مقاومة العوامل الجوية للمركبات وأجزائها.

كما أنشأت قاعدة لاختبارات البيئات الجافة والحارة في مركز تورفان للتجارب بمنطقة شينجيانغ، لتوفير منظومة اختبار متكاملة تجمع بين البيئات الرطبة والحارة والجافة والحارة. وفي عام 1999، كانت أول جهة في الصين تنفذ اختبارات التآكل المعزز للسيارات على الطرق، ولا تزال تحافظ على ريادتها بفضل امتلاكها أكثر شبكات الطرق ومرافق الاختبار اكتمالًا في البلاد.

وفي عام 2021، قادت الشركة، بالتعاون مع أكثر من 20 مؤسسة من هيئات اختبار السيارات والمراكز البحثية والشركات المصنعة، إصدار دليل تقييم مقاومة التآكل وعمر السيارات في الصين (CACP)، الذي وضع معيارًا واضحًا لقياس أداء السيارات، وأسهم في حل تحديات الرقابة الحكومية، واختيار المستهلكين، ومقارنة الشركات المصنعة.

وبحسب مسؤولين صينيين، كانت الشركة أول من أجرى اختبارات موثوقية السيارات على الطرق في الصين، وتمتلك منظومة متكاملة من الطرق ومعايير الاختبار، إلى جانب أجهزة قياس وتحليل متقدمة، مثل أنظمة جمع وتحليل بيانات الطيف الحِملي وأنظمة المسح ثلاثي الأبعاد، وكانت السباقة في تنفيذ اختبارات PVG داخل البلاد.

وأنشأت الشركة مختبرًا مشتركًا لتقنيات الاختبار في البيئات الحارة والرطبة بالتعاون مع المركز الوطني للابتكار في تكنولوجيا الطاقة الجديدة، ونفذت لأول مرة في الصين اختبارات واسعة النطاق لرقائق السيارات على مستوى المركبة، بما يدعم منظومة التحقق من رقائق السيارات.

وفي مجال اختبارات الأداء، تمتلك الشركة طرقًا ومواقع متعددة وأكثر من 200 جهاز اختبار، لتقديم تقييمات دقيقة لقوة المحرك، وكفاءة الوقود، والتحكم، والثبات، فضلًا عن ريادتها في اختبارات التوازن الحراري وأنظمة التكييف، ومشاركتها في صياغة معايير وطنية وصناعية.

وتركز الشركة بشكل خاص على تطوير قدرات البحث والاختبار لمركبات الطاقة الجديدة والسيارات الذكية المتصلة، من خلال مرافق مخصصة، وغرف بيئية، وأنظمة محاكاة، وروبوتات قيادة ذاتية، ومنصات اختبار قابلة للاصطدام، تتيح إجراء تقييمات أنظمة ADAS، واختبارات القيادة الذاتية، واختبارات V2X، واختبارات الترخيص الرسمية.

وبعد عقود من العمل المتواصل، تواصل الشركة نموها السريع، مستندة إلى ثقة عملائها ودعمهم، ومتمسكة بروحها المؤسسية القائمة على "الوحدة والتفاني، والبحث عن الحقيقة، والسعي نحو التميز"، بهدف التحول إلى أكبر وأبرز قاعدة عالمية لاختبارات السيارات في البيئات الحارة والرطبة، والمساهمة الفاعلة في نهضة صناعة السيارات الصينية.