صدر أمس الثلاثاء 23 ديسمبر 2025 العدد الأسبوعي الجديد رقم 411 من مجلة "مصر المحروسة" الإلكترونية، وهي مجلة ثقافية تعني بالآداب والفنون، تصدر عن الهيئة العامة لقصور الثقافة برئاسة اللواء خالد اللبان، ورئيس التحرير د. هويدا صالح.
يتضمن العدد مجموعة من الموضوعات الثقافية المتنوعة، المقدمة بإشراف الدكتور إسلام زكي رئيس الإدارة المركزية للوسائط التكنولوجية.
العناوين: - السينما ضد التاريخ: أم كلثوم في مواجهة السرد الزائف - التوتر بين الذات الداخلية والذات الخارجية - إعادة هيبة اللغة العربية .. حين تتراجع لغة الحضارة أمام متغيرات العصر!
في مقال" رئيس التحرير" تكتب الدكتورة هويدا صالح عن فيلم" الست"، حيث ينتقد الفيلم معتبرة إياه ليس عملًا فنيًا مشروعًا، بل محاولة لتزييف الذاكرة الجمعية وإعادة كتابة تاريخ أم كلثوم بمنطق السوق والإثارة الرخيصة. يرى الكاتب أن الفيلم يرتكب "جريمة ثقافية" عبر تشويه رمز وطني عربي، وتحويل سيرة فنية وإنسانية استثنائية إلى مادة درامية قائمة على الشائعات والتضخيم العاطفي.
كما تؤكد صالح على أن أم كلثوم لم تكن مجرد مطربة، بل "مشروعًا وطنيًا وقوة ناعمة" ورمزًا للهوية المصرية والعربية، وأن ما يُسمى بـ"أنسنة الرمز" في الفيلم ما هو إلا غطاء لهتك رمزيتها واختزالها في علاقات شخصية وهامشية. كما ينتقد تصويرها كامرأة بخيلة أو مكتئبة، وهو ما يناقض الوقائع التاريخية ودورها القومي والإنساني.
ويخلص المقال إلى أن الجدل حول الفيلم ليس خلافًا فنيًا عابرًا، بل "صراع على الذاكرة والرمز والهوية"، مؤكدًا أن حرية الإبداع لا تبرر خيانة التاريخ، وأن الدفاع عن أم كلثوم هو دفاع عن احترام الذات والذاكرة والفن نفسه، الذي إما أن يكون شاهدًا على الحقيقة أو شريكًا في الكذبة.
وفي باب "دراسات نقدية" يكتب حسن غريب عن رواية" بساتين عربستان" للكاتب السعودي أسامة المسلم، حيث تقدّم هذه الدراسة قراءة نقدية شاملة للرواية بوصفها أحد أهم تجارب الفانتازيا العربية الحديثة. وتتبنى منهجًا تكامليًا يجمع بين التحليل السيميائي (غريماس/بياجيه)، والتحليل النفسي (يونغ/فرويد)، والدراسات الأسلوبية. وتكشف الدراسة عن عمق البنية الأسطورية للنص، وثراء رموزه، وتعدد طبقاته الدلالية، بالإضافة إلى تحليلات تطبيقية لمقاطع مختارة تُظهر دينامية البناء السردي. وتخلص الدراسة إلى أن الرواية تمثل علامة فارقة في الخيال العربي، وقادرة على تأسيس نموذج مستقل للملحمة العربية المعاصرة.
وفي باب" كتاب مصر" تترجم د. فايزة حلمي مقالا بعنوان" التوتر بين الذات الداخلية والذات الخارجية، لأرلين كونسيك، حيث تناقش الكاتبة موضوع الذات الداخلية التي هي مستودع اللاوعي لأفكارنا وذكرياتنا وعواطفنا وجوانب أخرى من عقلك تشكل هويتنا، إنها الجزء الخاص والداخلي من نفسك الذي لا تشاركه عادة مع الآخرين جوهر كياننا. وتشير إلى أن إدراك الذات الداخلية وكيفية تفاعلها مع الذات الخارجية هو جزء مهم من الصحة العقلية والبدنية والروحية الجيدة، وهو عنصر حاسم يجب أخذه في الاعتبار عند السعي لتحقيق التوازن في حياتك والحفاظ عليه.
في باب "ملفات وقضايا" أجرى مصطفى علي عمار تحقيقا حول إعادة هيبة اللغة العربية .. حين تتراجع لغة الحضارة أمام إغراءات العصر، مستشهدا بآراء عدد من الكتاب المصريين والعرب، حيث ناقشوا قضية "تراجع مكانة اللغة العربية" في حياتنا اليومية، رغم كونها لغة القرآن والحضارة والهوية، في ظل هيمنة العولمة، وانتشار اللهجات العامية، وتغلغل اللغات الأجنبية في التعليم والإعلام والفضاء العام. ويطرح سؤالًا محوريًا: **كيف يمكن إعادة هيبة اللغة العربية وجعلها لغة تواصل حيّة؟
ويعرض التحقيق آراء نخبة من المثقفين والأكاديميين والإعلاميين العرب، الذين أجمعوا على أن أزمة العربية ليست في قدرتها أو مرونتها، بل في "إهمال أبنائها لها"، وضعف السياسات التعليمية والإعلامية، وتراجع دور الأسرة والمدرسة، إضافة إلى ما يسمى بـ«عقدة الخواجة» والانبهار باللغات الأجنبية على حساب اللغة الأم.
ويرى المشاركون أن أخطر التهديدات تتمثل في "طمس الهوية"، وتدني مستوى التعليم، وتشويه الذائقة اللغوية عبر الإعلام والسوشيال ميديا، وغياب التشريعات التي تحمي العربية في اللافتات والإعلانات والمؤسسات الرسمية.
ويقترح التحقيق مجموعة من الحلول، أبرزها:
ـ تفعيل دور الأسرة في تنشئة الطفل لغويًا.
ـ إصلاح التعليم وإعداد معلمي العربية إعدادًا علميًا قويًا.
ـ سنّ "تشريعات حكومية" تحمي حضور العربية في الفضاء العام.
ـ دعم حفظ القرآن، والنشر العلمي، والترجمة بالعربية.
ـ استثمار وسائل التواصل والمؤثرين والفنون في حملات داعمة للغة.
في باب "مواجهات وحوارات" تجري سماح عبد السلام حوارا مع التشكيلى سيد واكد الذي أكد في الحوار أن المغامرة والتجريب دافعًا لطرح معرض "نقاط المطر". وقد تناول الحوار تجربة الفنان في فن التشكيل بالزجاج، من خلال معرضه الجديد "نقاط المطر" الذي يقوم على فكرة استلهام جماليات المطر وقطرات الماء بوصفها مدخلًا بصريًا وفلسفيًا للتأمل في تراكم الأفكار وتحوّلها من وحدات صغيرة إلى مسارات كبرى للحياة. يربط الفنان بين حركة القطرات وتغيّرها وبين تطوّر الأفكار الإنسانية وإمكانية النظر إلى العالم من زوايا متجددة.
وأوضح واكد اعتماده على المغامرة والتجريب بوصفهما جوهر تجربته الفنية، مبتعدًا عن النمطية، كما يشرح التقنيات التي استخدمها في تنفيذ الأعمال، والتي تنوّعت بين نفخ زجاج البيريكس مع معالجات كيميائية تمنحه تأثيرًا فضيًا، وتجربة تشكيل الزجاج المسطح داخل الأفران عبر تكسير القطع وترتيبها للحصول على تكوينات تشبه قطرات المطر.
وفي باب "مسرح" تكتب الكاتبة السودانية ريم عباس مقالا عن "الزعيم عادل إمام" أسطورة المسرح العربي، حيث تناولت الكاتبة المسيرة المسرحية والفنية للفنان عادل إمام بوصفه أحد أبرز رموز المسرح والكوميديا العربية. بدأ مشواره في ستينيات القرن الماضي بأدوار صغيرة كشفت مبكرًا عن موهبته في الارتجال والإضحاك، وكان تألقه في مسرحية "أنا وهو وهي" نقطة انطلاق حقيقية، حيث قدّم أول إفيهاته الشهيرة.
وتوضح عباس أن مفهوم "الإفيه" واللَّزْمة المسرحية، مبيّنًا كيف حوّل عادل إمام الإفيه من مجرد وسيلة للضحك إلى أداة نقد اجتماعي وسياسي، معتمدًا على الارتجال الذكي، والحركات الجسدية، واللزمات المتكررة التي صنعت شخصياته ورسّختها في الذاكرة الشعبية.
وتخلص الكاتبة إلى أن عادل إمام لم يكن مجرد ممثل كوميدي، بل "ظاهرة فنية وثقافية"، جمع بين الإضحاك والوعي، وبقي مرآةً للمجتمع وصوتًا للناس، مستحقًا عن جدارة لقب "الزعيم".
وفي باب أطفالنا" يكتب عبده الزراع عن "مسرح الطفل" بوصفه أداة تربوية وجمالية فاعلة، تتجاوز الترفيه إلى بناء الشخصية وتنمية الوعي والحسّ الإنساني لدى الأطفال. ويركّز على مسرحية "مملكة الحواديت" باعتبارها نموذجًا معاصرًا لمسرح جاد يدمج بين الحكايات الفانتازية التراثية وقضايا الطفولة الحديثة، مثل التنمّر والتجاهل الأسري.
ويبرز المقال الرؤية الإخراجية القائمة على "كسر الجدار الرابع" والتفاعل المباشر مع الأطفال، واستخدام اللزمات الحوارية والعناصر الاستعراضية لإشراكهم نفسيًا وعاطفيًا، بما يحوّل التجربة المسرحية إلى ممارسة تعليمية غير مباشرة. كما يشيد بالعناصر البصرية من ديكور وإضاءة وملابس ومكياج، ودورها في تحفيز حواس الطفل وبناء إدراكه الجمالي.
وفي باب" كتب ومجلات" يكتب حسين عبد الرحيم عن كتاب "إدوار الخراط: مغامرة الفكر وسيرة الكتابة" لميسرة صلاح الدين عن مكتبة الإسكندرية، والذي يقدّم تجربة إدوار الخراط الفكرية والأدبية للأجيال الجديدة بلغة مبسطة تحافظ على عمقها الحداثي. يعرض الكتاب صورة الخراط بوصفه كاتبًا متمرّدًا أسهم في تجديد الأدب العربي، متتبعًا نشأته في الإسكندرية متعددة الثقافات، والتحولات الشخصية والسياسية التي شكّلت وعيه، ومنها فقدان والده وتجربة السجن. كما يسلّط الضوء على بداياته الإبداعية وأعماله المفصلية، خاصة رواية "رامة والتنين"، وعلى حضور الإسكندرية في كتاباته، إضافة إلى إسهاماته النقدية ورؤيته لتطور الأدب العربي. ويختتم المقال بالتأكيد على أثر الخراط المستمر، مع إشارة إلى منجز مؤلف الكتاب وإسهاماته الأدبية والترجمية.
وفي باب "بوابات الوطن" تكتب نهاد المدني عن التطوير الشامل لمسرح "الهناجر" استعداداً لعودة العرض الجماهيري "الأرتيست" وتشير إلى التجديدات التي تجري في مركز الهناجر للفنون، وجولة هشام عطوة في متابعة التجديدات وتأكيده على ضرورة رفع كفاءة المركز بشكل شامل، حيث وجّه بضرورة تحسين جودة الخدمات، ومواصلة أعمال الصيانة بشكل مستمر لـتطوير البنية التحتية للمركز ورفع جاهزية أصوله ومرافقه، مؤكداً على أهمية تطبيق أعلى معايير السلامة والجودة لضمان بيئة إبداعية مثالية.
وتؤكد المدني إلى أن هذه الاستعدادات تأتي متزامنة مع ترقب المسرحيين لتقديم مركز الهناجر لعرضه المسرحي المميز "الأرتيست" قريباً، وذلك بعد النجاح الجماهيري والنقدي الكبير الذي حققه في عروضه السابقة.
وفي باب"خواطر وآراء" تكتب أمل زيادة في نفس الباب" باب خواطر وآراء" مقالها الثابت بعنوان" كوكب تاني" الذي تكتب فيه خواطرها حول قضايا الساعة ، حيث تناقش قضايا يومية وحياتية وتتساءل ماذا لو كنا في كوكب تاني".






