قالت وزارة الخارجية الصينية إن موافقة الولايات المتحدة على تنفيذ صفقة أسلحة كبيرة لتايوان تمثل تدخلًا سافرًا في الشؤون الداخلية للصين، وانتهاكًا خطيرًا لسيادتها وأمنها ووحدة أراضيها، فضلًا عن تقويض السلام والاستقرار في مضيق تايوان.
جاء ذلك في رد المتحدث باسم الخارجية الصينية قوه جياكون على سؤال لصحيفة جلوبال تايمز بشأن تقارير إعلامية غربية قالت إن الصفقة تهدف إلى “مساعدة تايوان على الحفاظ على قدرات دفاعية كافية تتناسب مع التهديدات التي تواجهها”.
وأوضح المتحدث أن بكين عبّرت بالفعل عن موقفها الصارم من هذه الخطوة، مؤكدًا أن الصين أعربت عن استيائها الشديد ومعارضتها القاطعة، وقدّمت احتجاجًا رسميًا فوريًا إلى الجانب الأمريكي.
وشدد على أن المصالح الجوهرية للصين غير قابلة للمساس، وأن قضية تايوان لا تقبل أي تدخل خارجي، محذرًا من أن “استقلال تايوان” يتعارض جذريًا مع السلام في مضيق تايوان، وأن أي تحرك لتسليح تايوان سيواجه بعواقب وخيمة.
وأشار إلى أن الخطر الحقيقي على السلام والاستقرار في المضيق يتمثل في أنشطة الانفصال التي تنتهجها سلطات لاي تشينغ-ته والتدخلات الخارجية، لافتًا إلى أن الادعاءات الأمريكية بشأن “مساعدة تايوان على مواجهة التهديدات” لا تؤدي إلا إلى تشجيع النزعات الانفصالية، ووضع الشعب التايواني فوق “برميل بارود”، ودفع المنطقة نحو مسار بالغ الخطورة، فضلًا عن رفع احتمالات الصدام والمواجهة بين الصين والولايات المتحدة الأمريكية.
وأكد المتحدث أن أي قوة أو جهة يجب ألا تستهين بإرادة وقدرة الحكومة والشعب الصينيين على الدفاع عن سيادة البلاد ووحدة أراضيها، موضحًا أن بيع أي كمية من الأسلحة المتطورة لتايوان لن يغيّر من حقيقة أن إعادة توحيد الصين حتمية تاريخية لا مفر منها.
ودعا الولايات المتحدة الأمريكية إلى الالتزام الصارم بمبدأ “الصين الواحدة” والبيانات المشتركة الثلاثة بين البلدين، وتنفيذ التعهدات الجادة التي قطعها قادتها، والتوقف عن تسليح تايوان وعن إرسال إشارات خاطئة للقوى الانفصالية.
بكين: موقفنا من «تيك توك» واضح
وفي رد على سؤال لوكالة فرانس برس بشأن تقارير أفادت بتوقيع تطبيق “تيك توك” اتفاق شراكة يتيح له مواصلة العمل في الولايات المتحدة الأمريكية، قال المتحدث باسم الخارجية الصينية إن الاستفسارات التفصيلية ينبغي توجيهها إلى الجهات المختصة، مؤكدًا أن موقف الصين من قضية تيك توك ثابت وواضح.
الوساطة بين كمبوديا وتايلاند
وفيما يتعلق بسؤال لوكالة رويترز حول الوساطة الصينية بين كمبوديا وتايلاند، أكد المتحدث أن بكين سبق أن أوضحت موقفها، كما أصدرت تايلاند توضيحات بشأن ما أثير حول الأسلحة الصينية.
وشدد على أن الصين، بصفتها جارًا وصديقًا للبلدين، تتابع عن كثب تطورات الوضع الحدودي، ولا ترغب في اندلاع أي صراع مسلح، معربة عن أسفها لسقوط ضحايا من المدنيين.
وأشار إلى أن وزير الخارجية الصيني وانغ يي أجرى اتصالات هاتفية مع نظيريه الكمبودي والتايلاندي، كما واصل المبعوث الصيني الخاص للآسيا جهوده الدبلوماسية المكوكية بهدف الدفع نحو وقف فوري لإطلاق النار وإعادة بناء السلام.
اعتراض صيني شديد على قانون الدفاع الأمريكي
وحول توقيع الولايات المتحدة الأمريكية على قانون تفويض الدفاع الوطني للسنة المالية 2026، الذي يتضمن بنودًا سلبية تتعلق بالصين، أعربت بكين عن استيائها الشديد ومعارضتها الحازمة، معتبرة أن القانون يروّج لما يسمى بـ”التهديد الصيني” ويتدخل في الشؤون الداخلية للصين.
ودعت الخارجية الصينية واشنطن إلى النظر إلى الصين والعلاقات الثنائية بعقلانية وموضوعية، وتنفيذ التفاهمات التي توصل إليها رئيسا البلدين، محذرة من أن إصرار الولايات المتحدة الأمريكية على المضي في هذا النهج سيدفع الصين إلى اتخاذ إجراءات قوية وحاسمة دفاعًا عن مصالحها السيادية والأمنية والتنموية.
تحذير صيني من دعوات يابانية لامتلاك أسلحة نووية
وعن تقارير إعلامية تحدثت عن دعوات داخل اليابان لامتلاك أسلحة نووية، قالت الخارجية الصينية إن الأمر بالغ الخطورة إذا ثبتت صحته، ويكشف عن محاولات خطيرة لبعض القوى اليابانية لتجاوز القانون الدولي.
وأضافت أن اليابان تشهد منذ فترة انحرافات متكررة في سياساتها الأمنية والعسكرية، وسعيًا لإعادة التسلح وخرق المبادئ غير النووية، مؤكدة أن المجتمع الدولي يجب أن يكون يقظًا تجاه هذه التوجهات.
وأكدت بكين أن اليابان تحاول تصوير نفسها كداعية لنزع السلاح النووي، بينما تتجاهل ماضيها العدواني، وتصبح مصدرًا لزعزعة نظام عدم الانتشار النووي، داعية المجتمع الدولي إلى فضح هذا التناقض.
إعادة إحياء النزعة العسكرية اليابانية طريق مسدود
وشددت الخارجية الصينية على أن التاريخ أثبت أن العودة إلى النزعة العسكرية طريق خاطئ ومصيره الفشل، مؤكدة أن القطيعة الكاملة مع الفكر العسكري والسير في طريق التنمية السلمية هو الخيار الوحيد الذي يخدم مصالح اليابان وشعبها، ويكفل لها ثقة جيرانها والمجتمع الدولي.






