صدر الثلاثاء 16 ديسمبر العدد الأسبوعي الجديد رقم 410 من مجلة "مصر المحروسة" الإلكترونية، وهي مجلة ثقافية تعني بالآداب والفنون، تصدر عن الهيئة العامة لقصور الثقافة برئاسة اللواء خالد اللبان، ورئيس التحرير د. هويدا صالح.
تضمن العدد مجموعة من الموضوعات الثقافية المتنوعة، المقدمة بإشراف الدكتور إسلام زكي رئيس الإدارة المركزية للوسائط التكنولوجية. وكانت عناوينه أمين ريان: ما بين الريشة والقلم..رحلة مبدع عبر تخوم الفن والسرد - ميلاد عام ثقافي جديد في شمال سيناء
البحث عن جذور الوعي البشري
في مقال" رئيس التحرير" تكتب الدكتورة هويدا صالح عن الفنان التشكيلي والروائي أمين ريان الذي زاوج بين الفن التشكيلي والإبداع، وترى أن خصوصية مشروع أمين ريان تتبدى في العلاقة الجدلية بين الفن التشكيلي والكتابة. فالعين الرسّامة حاضرة بقوة في نصوصه: الألوان، الظلال، الحركة، تكوين المشهد، كلها عناصر تنتقل من اللوحة إلى الصفحة. حتى بنية السرد نفسها تتخذ إيقاعًا بصريًا، كأن القارئ يتابع لوحة تتحرك عبر الزمن. ففي اللوحة كما في الرواية، ظل ريان منحازًا إلى المهمشين: الفقراء، العمال، سكان الأحياء الشعبية. هم أبطاله الحقيقيون، وهم مركز رؤيته الجمالية والإنسانية. في "مبيع الدقيق" كما في "حافة الليل"، تتجسد الرغبة نفسها في منح الصوت لمن لا صوت لهم.
وتؤكد هويدا صالح أن أمين ريان كان في الفن كما في الأدب، مبدعًا مغامرًا. لم يرضَ بالتبعية للتيارات السائدة، بل سعى إلى بناء أسلوبه الخاص. جرأته في استخدام العامية، وفي كسر القوالب الجاهزة، جعلت مشروعه متقدمًا على زمنه، وأكثر قابلية لإعادة القراءة اليوم.
في باب "ملفات وقضايا" يكتب محمد زين العابدين عن كتاب "الوعي الأولي بين إدريس وتحوت". وفي هذا العمل الفكري يحاول الكاتب أحمد عطا أن يعيد فتح أحد أكثر الأسئلة الإنسانية عمقًا، ألا وهو سؤال: من أين بدأ الوعي؟ وكيف تحوَّلَ الإنسان من كائنٍ يشاهد العالم بسطحية، إلى كائنٍ يُدرك ذاتَهُ والكونَ معًا ؟!
ويرى زين العابدين أن الكتاب يقدم رؤيةً جديدة للعالم، تجمع بين الأبعاد الروحية والعلمية والفلسفية، من خلال قراءة رمزية فلسفية، تسترجع التراث الإنساني والديني، وتربط بين كلٍ من النبي إدريس عليه السلام، و(تُحوت) المصري القديم، كوجهينِ لحقيقةٍ واحدة، ألا وهي بزوغ الوعي الأول في التاريخ الإنساني.
في باب "مواجهات وحوارات" يجري حسين عبد الرحيم حوارا مع الكاتب إبراهيم فرغلي، ودار الحوار حول الرؤى الفلسفية في أعمال نجيب محفوظ، كذلك حول رؤى الروائي إبراهيم فرغلي الإبداعية، وخاصة روايته المميزة" قارئة القطار". وقد جاء على لسان فرغلي قوله أن الرواية في جوهرها استجابة فنية للسؤال الفلسفي، بشكل عام. وأن قراءاته المبكرة لأعمال نجيب محفوظ، ودوستويفسكي، وخصوصا ثلاثية القاهرة للأول والإخوة كرامازوف للثاني كثفت هذه الرؤية الفلسفية.
وفي باب أطفالنا" يكتب عبده الزراع عن الشاعر مَجْدِي عَبْدُ الرَّحِيم شَاعِرُ الطُّفُولَةِ وَالْكِبَارِ. ويرى الزراع أن مجدي عبد الرحيم ينحازُ إلى كلّ ما هو إنسانيٌّ وحميم، ويغوصُ في أعماق النفس البشرية، لينقّبَ عن الأحزانِ والآلام التي تسكنها، فيحوّلها إلى قصائدَ غايةٍ في العذوبة والرقة، بلغةٍ بسيطةٍ وشفافةٍ وعميقةٍ في آنٍ واحد.
ولأنه يُزاوجُ بين الشعر التفعيلي والنثري، فإنه يركّز على رسم الشخصيات أكثر من الأحداث، فتبدو قصائده أقربَ إلى القصة الشعرية، يهتمُّ بتفاصيل الملامح والعلاقات الإنسانية بالعالم المحيط، ويُدخلُ المجازَ والتوريةَ والجناسَ ليصنع إيقاعًا هامسًا يمسكُ بالقلب قبل الأذن."
وفي باب " دراسات نقدية" يكتب الناقد الجزائري إبراهيم مليكي عن رواية "على سطح الجيران" للكاتب محمد كمال قريش، والتي صدرت عن دار ببلومانيا عام 2022، ويرى المليكي أن الرواية ومنذ الصفحات الافتتاحية، تبدأ بلمسة من الغموض الرومانسي الممزوج بعبق الواقع الفلسطيني المعاش، مقدمةً بذور حكاية عاطفية قد تكون محورًا لتعميق القضايا الاجتماعية والشخصية.
ويشير المليكي أن الشخصية المحورية "رضوي" تظهر كشخصية رومانسية وحالمة، تتأمل الطبيعة المحيطة بها(الجبال، السماء الغائمة)، لنتوقع أننا أمام رواية رومانسية مفرطة في اللغة الوجدانية، لكن رضوى تملك حسا نقديا ساخرا من نفسها ومن العالم، وتلك المساحة ما بين الحلم والسخرية تنتظر الحبيب المجهول.
وفي باب" كتب ومجلات" يكتب محمود الدخيل عن "أرواح لا تهزم" للكاتب المغربي مصطفى البوسعيدي وفيها يحدث تشابك للحكايات الفردية مع مأساة الوطن.
ويرى الدخيل أن الرواية تندرج في إطار أدب المقاومة حيث تتشابك الحكايات الفردية مع مأساة الوطن، ويصبح الأدب مساحة للحفظ والاحتجاج، ولإعادة بناء السردية الفلسطينية في وجه محاولات الطمس والتشويه التي تتعرض لها، وهنا تحمل الرواية رسالة مفادها أن معنى البقاء لا يتحقق إلا بقدرة الإنسان على إعادة توليد حياته من العدم، وأن الروح الفلسطينية أكبر من أن تُهزم مهما توالت عليها المصاعب.
وفي باب "بوابات الوطن" يكتب حاتم عبد الهادي عن سيناء بتنوعها الجغرافي والبشري والثقافي من أهم المناطق الاستراتيجية في مصر، فهي تمثل جسراً بين قارتي آسيا وإفريقيا ومعبراً للحضارات عبر آلاف السنين. ومع التحديات التنموية والاجتماعية التي واجهتها لفترات طويلة، يبرز التبادل الثقافي كأحد المحركات الأساسية القادرة على تعزيز التنمية الشاملة في المنطقة، سواء في بعدها الاجتماعي أو الاقتصادي. فالثقافة في سيناء ليست مجرد موروث شعبي، بل هي مورد حقيقي يمكن الاستثمار فيه للنهوض بالمجتمع ودعم الاستقرار.
ويشير عبد الهادي إلى أن التبادل الثقافي يشير إلى حركة المعرفة والعادات والفنون والمهارات بين الأفراد والمجتمعات، سواء داخل الدولة الواحدة أو بين دول مختلفة. وهو عملية ديناميكية تسهم في بناء علاقات جديدة، وتطوير قدرات بشرية، وتمكين التعاون في مجالات متعددة.
وفي باب " مسرح" تكتب سارة الشرقاوي عن العرض المسرحي" جيزة 45" الذي تراه قاطرة التجديد المسرحي, وقد احتضن مسرح الغد هذا العرض الذي يؤكد على أهمية المسرح المصري اليوم حيث تكمن في قدرته على احتضان جيل جديد لم يصقل بعد في قوالب الأداء النمطية. إنها ليست نهاية حكاية، كما أشار المخرج، بل هي البداية المشرقة لمشروع مسرحي طموح، نواته الصلبة هي الإيمان المطلق بجدوى ورش العمل الفنية كرافعة حقيقية لاكتشاف وصقل المواهب.
كما ترى الشرقاوي أن العرض يتخطى حاجز الشكل ليغوص في عمق الوجدان المصري، مقدماً "الواقع المصري بعيونٍ جديدة". لقد نجح هشام علي في خلق إيقاع بصري لاذع ودافئ في آن واحد، يستمد قوته من تفاصيل الحياة اليومية في منطقة بحجم وتناقضات "جيزة 45". الرؤية الإخراجية هنا لم تكن مجرد توجيه، بل كانت تأليفاً ثانياً للنص، حيث استطاع أن يوظف طاقة الشباب غير المحدودة لخدمة مضمون صادم ومعالجة بسيطة. التعبير عن القضايا المجتمعية لم يكن مباشراً، بل جاء مغلفاً بحالة من التوتر الإنساني العميق، وهو ما يضع العرض في مصاف التجارب المسرحية الجادة.
وفي باب " تراث شعبي" يكتب مصطفى عمار عن الأسطورة الشعبية" مسحور البحر"
وفي باب"خواطر وآراء" تكتب أمل زيادة مقالها الثابت بعنوان" كوكب تاني" الذي تكتب فيه خواطرها حول قضايا الساعة ، حيث تناقش قضايا يومية وحياتية وتتساءل ماذا لو كنا في كوكب تاني".






