18 - 12 - 2025

روشتة لم تفقد الصلاحية

روشتة لم تفقد الصلاحية

في مثل هذا اليوم قبل عام، وبين عواصف الآراء المتباينة حول "الحالة السورية"، وإضافة لكل ما كتبت وتحدثت فيه من قبل، كتبت السطور التالية:

لاحظت مساحات متسعة من خلط المفاهيم، وغياب معايير محددة للتقييم، وأنصح نفسي والآخرين أن تعتدل الموازين وتصوب البوصلة قبل التورط في إصدار أحكام مطلقة.

فليس هناك شك في أن الوضع القائم حالياً في سوريا ليس مثالياً، ولكن تلك طبيعة المراحل الإنتقالية التي تحمل في أحشائها كل الفيروسات القابعة من نظام انتهي، وأصابع خارجية تتسابق للظفر بقطعة من الضحية.. في وضع إقليمي بائس أعجز من أن يتدخل للمعاونة.

أن الشام رقم هام في معادلات المستقبل، وأتصور أن كل مهتم يجب يقدح ذهنه بكل موضوعية وتجرد كي ينقذ سوريا من نفسها، ومن بعض من يزعمون عشقها..

أتمني تشكيل لجنة حكماء عربية تزور دمشق في أقرب فرصة كي تتدارس مع الأشقاء الترتيبات التالية:

سوريا اليوم أحوج ما تكون لنصيحة مخلصة، وجهد فكري من أجل صياغة خارطتين: واحدة للمستقبل القريب، تعالج مشاكل الواقع الحالية، وتؤهل مؤسسات الدولة، وتقدم حلولا عاجلة للمشاكل الإقتصادية، وتنفذ إجراءات العدالة الإنتقالية الذكية.

والخارطة الثانية: تتعلق بالمدي الأبعد، وتشمل إستراتيجيات التنمية، والعلاقات الإقليمية والدولية.

لا أظن أن ذلك هو الوقت المناسب لمواجهة مظاهر الوجود الأجنبي (تركيا ، روسيا ..إلخ ) علي الأراضي السورية، ولكن يحبذ البدء في التفاوض لوضع النقاط فوق الحروف.

كما لا أظن أنه من المناسب أن يطالب أحد السلطة المؤقتة أو الثوار بمقاومة العدوان الصهيوني الآن، ولكن علي السلطة السورية المؤقتة أن تبادر بتسجيل إعتراضاتها في الأمم المتحدة، لأن هذا العدوان الفاجر ليس له ما يبرره.

وفي نفس هذا الموضوع لي ملاحظتان:

الأولي: هي أهمية المحافظة علي الجهاز الدبلوماسي السوري، لأن أغلبه لديه كفاءات متميزة.

الثانية: نداء عام لأعضاء القوات المسلحة، بالعودة إلي تشكيلاتهم السابقة (مع تغيير مناسب وذكي في القيادات)، وإعادة الهيكلة، والبدء في بناء القوات المسلحة السورية من جديد.
-----------------------------
بقلم: معصوم مرزوق

مقالات اخرى للكاتب

الكيان المشوه يتحرش بالكنانة