08 - 12 - 2025

مؤشرات | كذب إسرائيلي ومماطلة أمريكية وثاني مراحل خطة ترامب

مؤشرات | كذب إسرائيلي ومماطلة أمريكية وثاني مراحل خطة ترامب

سياسة الكذب الإسرائيلي وسط مماطلة أمريكية هي السمة الراهنة التي نعيشها حالياً، حيث تحاول تل أبيب بشكل دائم توريط مصر فيما تريده دولة الكيان المحتل، بينما لا توجد آفاق محددة لتنفيذ المرحلة الثانية من خطة ترامب بعدما حصلت على قتلاها ومحتجزيها وأسراها في غزة.

وفي الساعات الأولى من يوم الأربعاء 3 ديسمبر جاء على لسان منسق أعمال الحكومة الإسرائيلية في المناطق المحتلة، أنه وفقا لاتفاق وقف إطلاق النار وتعليمات المستوى السياسي، سيتم فتح معبر رفح في الأيام القريبة لخروج السكان فقط من قطاع غزة إلى مصر، أي أن فتح المعبر سيتم من جانب واحد وفي اتجاه مصر، وتحت إشراف بعثة الاتحاد الأوروبي، بما يعني أن هذا تم بتنسيق وموافقة مصرية.

ولم تمر ساعات حتى خرج مصدر مصري، لينفي صحة ما تناولته وسائل الإعلام الإسرائيلية عن التنسيق مع القاهرة لفتح معبر رفح لخروج سكان غزة، مؤكدا أن أي توافق حول آليات فتح المعبر سيكون العبور منه في الاتجاهين للدخول والخروج من القطاع، وفقا لخطة الرئيس الأميركي دونالد ترامب.

وهذا يعني أن المحاولات الإسرائيلية لا تنتهي، للتهرب من تنفيذ المرحلة الثانية من خطة ترامب، ومحاولات تنفيذ سياساتها المستميتة لتهجير سكان غزة، وهو ما ترفضه مصر على طول الخط ولن تقبل به، وهو ما أكده وزير الخارجية بدر عبد العاطي، وشدد على ضرورة تنفيذ المرحلة الثانية من اتفاق إنهاء الحرب في غزة، في رسالة لتفويت أي فرص من العودة إلى الوراء بالانتهاكات الإسرائيلية.

المؤكد أن الجانب الإسرائيلي في ظل الخروقات المستمرة ولكل الاتفاقيات، هو امتداد لسياسات لرئيس حكومة وحكومة متطرفة عاشقة للدم، وتعتبر نفسها فوق أي قانون، إلا أن الموقف المصري، يتصدى وسيقف لها بالمرصاد.

وستظل الثقة مفقودة في أي نوع من الوعود الأمريكية، وستظل تصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ومطالبته رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، بالمضي قدماً في تنفيذ المراحل التالية من خطة اتفاق وقف الحرب، كلها مجرد تصريحات ترضية ليس لها أساس في الواقع، في وقت يرى فيه العالم أن كل ما يعني واشطن هي حماية تل أبيب التي أصبحت غير موثوق بها عالمياً إلى حد العزلة.

الاتفاق العام هو توحيد الوسطاء والضامنين بضرورة فتح معبر رفح في كلا الاتجاهين، والضغط على الاحتلال تنفيذاً لاتفاق شرم الشيخ وقرار مجلس الأمن رقم 2803، وذلك تصدياً لكل تلاعب يصدر من قوات الاحتلال والتهرب من مختلف الاستحقاقات، ورفض سعي الكيان المحتل الرامي لفتح المعبر باتجاه واحد.

وفي محاولة للالتفاف على اخراج أهل عزة بخطة إسرائيلية، ولو تحت مسمى علاج المرضى والمصابين دون ضمانات مؤكدة لعودتهم، لابد من العمل على تقنين عودة المرضى إلى ديارهم، مع الإقرار بكل الضمانات وتنفيذها على أرض الواقع في ظل وجود أرقام رسمية عن وجود أرقام تقترب 18 ألف شخص يحتاجون للعلاج خارج قطاع غزة، بخلاف وجود 8 آلاف من المرضى هم جميعاً خارج القطاع، ومن الضروري تخفيف الشروط والمعايير التي تضعها بعض الدول للسماح بدخول المرضى بصحبة أقارب من الدرجة الأولى.

وهنا جاء السؤال حول معنى دعوة أو استدعاء ترامب خلال مكالمة لنتنياهو إلى واشنطن، في وقت قريب والمتوقع لها يناير المقبل لتصبح الخامسة خلال عام واحد، وصحيح أن ترامب حذر رئيس وزراء الاحتلال من أي خطوات تعرقل وتزعج سوريا، مع الحفاظ على حوار قوي وحقيقي مع سوريا، مع عدم عرقلة عمليات إعادة الإعمار، وتجنب التصعيد والحفاظ على استقرار المنطقة.

رغم كل ذلك تظل تلك المحاولات الأمريكية، التي تحمل في طياتها كثير من الخفايا، مع الصمت الأمريكي حول كل الخروقات الإسرائيلية في غزة ولبنان وسوريا، بينما التركيز يتم على بذل جهود من جانب ترامب لإنقاذ رئيس وزراء الاحتلال، من المحاكمة، ولضمان العفو وتنفيذه على أرض الواقع، مع تفعيل تعهدات ترامب بالتدخل لدى الرئيس الإسرائيلي، بالعفو عن نتنياهو.

ويصبح السؤال المطروح، من سيكسب الجولة المقبلة، ضمان رقبة "نتنياهو"، وتحقيق برنامج وقف الحرب، وإحلال السلام... ربما تكون ضمانات ناتنياهو الأولية، مالم يكن هناك دور عربي واقليمي ضاغط.
------------------------
بقلم: محمود الحضري


مقالات اخرى للكاتب

مؤشرات | كذب إسرائيلي ومماطلة أمريكية وثاني مراحل خطة ترامب