تعليق علي سلسة مقالاتي "السعودية والصهيونية" التي نشرتها مؤخرا ..
لم تكن تهدف إلي الدفاع عن ملك ، وإنما مجرد تصحيح بعض الظلال التي شابت صورته.
لا يخفي عليكم ان ثورة ١٩٣٦ تفجرت، عندما لم يكن قد مر علي التأسيس. الثاني للدولة السعودية سوي أربعة أعوام، وكانت الأوضاع لا تزال غير مستقرة في كافة أنحاء الجزيرة العربية.
والمنطلق الأساسي لسلسلة المقالات التي اجتزأتها من كتابي “كيف لم يتفاوض العرب"، والتي هيأت فيها تلك الأجزاء حتي تصلح في شكل مقالات، إنما هو منطلق يتوسم تصحيح بعض المفاهيم التي سادت، وربما تذكير قيادة السعودية الحالية بموقف تاريخي مسجل للجد المؤسس لهذه المملكة التي حباها الله بتلك الثروة الدينية والمادية، بما قد يؤهلها اليوم للقيام بدور يتفق مع فهم ملك علي فطرته استطاع أن يطرح رؤيا عميقة في مواجهة أهم قادة الحلفاء الذين انتصروا في الحرب العالمية الثانية: "روزفلت وتشرشل" •
أي أن تلك السلسلة من المقالات لم تكن تهدف فقط إلي مجرد إتاحة بعض الوثائق السرية التي أفرج عنها حديثاً، وإنما محاولة توظيف جرعة مناسبة من تاريخ موثق لعلاج حاضر هزيل يحتاج لإكسير أو أكثر لمواجهة التحديات الحالية والمستقبلية.
وأخيرا هو توقيع آخر من توقيعات الخروج، قبل أن تغلق القوقعة دفتيها، ويسود الصمت.
--------------------------
بقلم: معصوم مرزوق
* مساعد وزير خارجية مصر الأسبق






