لم تكن شيماء بيومي- إحدى سيدات منطقة مصر القديمة- تتوقع أن حضورها لفصل برنامج "المرأة العربية تتكلم" سوف يحول قناعاتها بضرورة تزويج ابنتها مبكرًا إلى رفض تام بعد أن تعرفت على مخاطر الزواج المبكر على الفتيات خلال الفصل".. ومثل شيماء يوجد آلاف من السيدات والفتيات من أربع مناطق مختلفة، وجدن في مشروع لها ومعها مساحة آمنة لرفع وعيهنّ بجميع أشكال العنف ضد المرأة، كما قدم لهنّ مساحة للتعبير عن ذاتهنّ وبناء ثقتهنّ بأنفسهنّ.
وخلال الشهر القادم، تستعد جمعية نهوض وتنمية المرأة إلى تنظيم المؤتمر الختامي لمشروع "لها ومعها" الذي تم تنفيذه بالشراكة مع السفارة البريطانية بالقاهرة في أربع مناطق: مصر القديمة ومنشية ناصر بمحافظة القاهرة، ومحافظة الفيوم ومنطقة أرمنت بمحافظة الأقصر؛ وذلك بهدف الحد من العنف الممارس ضد النساء والفتيات في المجتمع باستخدام منهجية مجتمعية وأسرية تقوم على استهداف كل من الفتيات والسيدات مع إشراك الرجال لرفع وعيهم حول العنف القائم على النوع الاجتماعي، وكذلك رفع وعيهم حول الصور النمطية السلبية التي تؤدي إلى استخدام العنف.
وسوف يشهد المؤتمر الختامي مجموعة من الفعاليات المتنوعة ومن بينها، عرض إنجازات مشروع لها ومعها الذي امتد تنفيذه من مارس 2024 وحتى يونيو 2025، إلى جانب عرض لعدد من الشهادات الحية من المستفيدات والمستفيدين الذين يمثلون قصص نجاح تعكس الأثر الحقيقي للمشروع على أرض الواقع.
ومن جهتها، صرحت الدكتورة إيمان بيبرس رئيسة مجلس إدارة جمعية نهوض وتنمية المرأة، أن مشروع لها ومعها من المشروعات المميزة التي نفذتها في مجال مناهضة العنف ضد المرأة، حيث أنه يحقق رؤية الجمعية المتكاملة في الحد من العنف والتي تقوم على تنفيذ برامج مصممة خصيصًا لرفع وعي السيدات والفتيات وبناء شخصيتهنّ ورفع وعيهنّ بأشكال العنف والقوانين التي تحميهنّ، وهو ما يجعلهنّ قادرات على رفض أي شكل من أشكال العنف يتعرضنّ له وذلك من خلال برنامجيّ: المرأة العربية تتكلم وأحلام البنات.
وأضافت: وإلى جانب ذلك يتم اشراك الرجال كعنصر فعّال في مناهضة العنف ضد المرأة، حيث نقوم برفع وعيهم بأسباب وتداعيات العنف وتصحيح الصور النمطية التي تزيد من حجم هذه الممارسات في المجتمع وذلك من خلال برنامج تنظيم المجتمع، بالإضافة إلى إطلاق حملة دعوة ومؤازرة خاصة بقضايا العنف ضد المرأة ومنها العنف المنزلي، والتحرش الجنسي، وختان الإناث.

وأضافت أنه تم تنفيذ المشروع بالشراكة مع الجمعيات الأهلية، حيث تم تنفيذ أنشطة المشروع في محافظة الأقصر من خلال جمعية التيسير للرعاية الاجتماعية، إلى جانب العمل مع أكثر من 20 جمعية في جميع مناطق المشروع الأربعة، مشيرة إلى أنه تم تنفيذ مكون خاص ببناء قدرات فريق العمل وفريق عمل الجمعية الشريكة بالأقصر من خلال مدرسة ابتكار خانة بوصفها الشريك المنفذ للتدريبات.
وأشارت إلى أن مشروع لها ومعها يعكس التزام كل من جمعية نهوض وتنمية المرأة والسفارة البريطانية بالقاهرة للعمل والتعاون سويًا للحد من العنف ضد المرأة، معربةً عن فخرها بما حققه مشروع الشراكة في رفع مستوى الوعي وتغيير المفاهيم والمعتقدات السائدة في المجتمع وتمكين بعض المستفيدين والمستفيدات من تحويل هذه المعرفة إلى سلوكيات حقيقية ترفض العنف وتواجهه.















