لم تكن أزمة رمضان صبحي مجرد واقعة تخص لاعب كرة، بل تحوّلت إلى نموذج صارخ لكيف يمكن أن يقود سوء التقدير صاحبه إلى طريق بالغ القسوة.
اللاعب، الذي ظن أن المال قادر على شراء المواقف والقوانين والتجاوز فوق الأخطاء، وجد نفسه أمام واقع مختلف تمامًا: لا أحد أكبر من المساءلة، ولا أحد يملك أن يشتري الاحترام بالمال.
المعلومات المتداولة حول الأزمة تكشف أن رمضان استمع لغير أهل الخبرة والثقة، وتعامل بمنطق القوة المالية، متوهمًا أن الفلوس يمكن أن توفر غطاءً دائمًا.
لكنه تجاهل حقيقة بسيطة يعرفها كل من يتعامل مع الدولة ومؤسساتها: هذا البلد مليء بالضباط الشرفاء، والإداريين الشرفاء، وأفراد الأمن الشرفاء - ناس لا تُشترى، ولا تُباع، ولا تحركهم إلا الأمانة والقانون.
وبالرغم من كل ذلك، فأنا لا أريد أن أقسو على رمضان صبحي.
هو شاب في النهاية، والخطأ وارد، والاندفاع وارد. أتمنى أن تقف الواقعة عند هذا الحد، بلا أذى أكبر، وأن تكون مجرد درس قاسٍ لكنه مفيد.
الدرس الذي قد يدفعه لإعادة ترتيب أوراقه، واختيار من يستمع لهم بعناية، والتعامل مع الحياة بعيدًا عن منطق أن المال هو الحل لكل شيء.
لا نعلم إلى أين تتجه تفاصيل الأزمة ولكن ستبقى رسالة واضحة: الفلوس قد تفتح أبوابًا، لكنها لا تحميك من نفسك.
أما الأخلاق والمبادئ، فهي التي تحفظ الإنسان حين تتعثر خطواته.
--------------------------
بقلم: أحمد صلاح سلمان






