21 - 11 - 2025

عندما صدق الرئيس.. وكذب الجميع

عندما صدق الرئيس.. وكذب الجميع

هناك لحظات تمر على الأوطان، يتوقف عندها التاريخ كثيرا، يدونها بحروف ساطعه، ربما تعجب البعض ولا تعجب آخرين، ولكنها وبعد عشرات السنوات تكون محل دراسة المؤرخين والمهتمين بالشأن السياسى.

سيذكر التاريخ كثيرا يوم 17 نوفمبر 2025، وسيكتب بحروف ذهبية تدوينة الرئيس السيسى وما قاله فى واقعة انتخاب مجلس نواب مصر 2025.

هذه بداية لا غرض منها الا الحق ولا تتسق جينات كاتب المقال مع فنون التطبيل والرقص مطلقاـ ولن يكون واحدا من حملة مباخر هذا الوطن ولكنها شهادة أمام الله عز وجل سنلقى بها وجهه الكريم.

بصفتى متابعا جيدا ومشاركا فى هذه الأحداث باعتباري مرشحا فى إحدى دوائر الصعيد التى تسببت بشكل مباشر فى هذه الأحداث، وهو ما نقلته بشخصى  فى حينه إلى نقابة الصحفيين وغرفه عملياتها ولا يعنينى كيف تعاملت هى ومن بها فى هذا الشأن، وهناك شهود على ذلك، وكتبت فى هذه المنصة التى أعمل بها مقالا للتاريخ أيضا كان عنوانه "رسالة إلى من يهمه الأمر" 

لكل هذا أستطيع أن أقول بصدق لقد صدق الرئيس وخاب وكذب الجميع، عجيب أن يخرج المسؤول بشكل مباشر عن هذه الفضيحة الديمقراطية فى العالم، ويردد مدة 11 دقيقة على جميع الشاشات بأن قرارات التصويب فى هذه الانتخابات لم تكن بقرار رئاسي ولا توجيه رئاسي ولا حتى بإشارة من قصر الاتحادية، ويحاول ان يقنعنى ويقنع 110 مليون مصرى أنه هو من صوب خطأه، وكيف هذا ونحن شاهدين على أفعالكم.

يتحدثون عن عدم تلقى اللجان العامة أي شكاوى، وأنا أكذبه تماما بالوقائع، على سبيل المثال فى اليوم الأول ذهبت لمقر لجنتى العامة بالدائرة الرابعه بمحافظة قنا فى تمام الساعة 12 والربع ظهرا ولم التق أي من القائمين على هذه اللجنة، ووجدت الحراسة فقط. بعدها وحتى الثانية ظهرا حاولت التواصل مع اللجنة العامة بالمحافظة وأجريت مكالمه فى الثانية إلا ربع شاكيا مما يحدث وكان الرد "لا دى انتخابات زى الفل وانتم بس اللى كده وأعقبها بإنهاء المكالمة " 

يتحدثون على أن تدخل الرئيس منحهم "أريحيه" وأنهم قد قرروا مسبقا وهذا مردود عليه بكل ثقة، شكونا تحديدا عن طمس علم مصر بإحدى لجان الدائرة الرابعة بقنا فى إحدى المدارس ورفع أعلام أحد الأحزاب الكرتونية صفة واسما، كون هذه اللجنة مقر مرشحهم، ونقلت صورا لأعضاء الحزب هذا داخل اللجان وعلى بعد 50 سم فقط من الصندوق، بل ووجود وسائل إعلام "تحت الطلب" فوق الصندوق نفسه إلى جانب أجهزة موسيقية لزوم حفلات الطبل والغناء والرقص، ولم يحرك المنوط به الأمر ساكنا. 

شاهد الجميع المال السياسي، بل باتت الدائرة المشار إليها حديث وسائل إعلام العالم، وشارك ما لا يقل عن 12 مرشحا فى سباق توزيع الأموال، التى وصلت الى 8 مليون جنيه وشاهدها الجميع وصورها الجميع ووصلت الصور لقصر الرئاسة ولم تصل للجنه العامة على بعد 3 كيلو متر فقط.

رصد الرئيس تقاعسا حقيقيا فى حماية الناخب نفسه، ولم ترصده المؤسسات المنوط بها الرصد، وشكونا من محاوله تحرش بعض الجهات بأنصارنا لدرجه التواجد داخل اللجنة "20" لمجرد مجاملة مرشح ومساعدته والتقليل من مرشح آخر وإهانته بديلا عن حماية هذه اللجنة التى كان بها ألف ناخب فى شبه ظلام داخل مقرها، وجلهم مشتتون بين جميع المرشحين.

اما الجمع والطرح فى اللجان العامة بالصعيد فهو فى حاجه لاستحضار روح  عالم الرياضيات اليونانى "فيثاغورث " مجددا من أجل اقناعنا أن الـ 11 ألفا ممكن أن يصبحوا 50 ألفا وأن الـ 7 آلاف يجوز بعد التجميل أن يصبحوا 11 ألفا ..وهكذا.

إن تقاعس من بيده الأمر فى محاسبه صبية صفحات التواصل فى الصعيد وفى محافظة مثل قنا بالذات، أشعلوا نارا قبلية، ويوجهون الرأي العام إلى انتخاب مرشح دون غيره بمقابل كارت شحن فئة 50 جنيها، بل تم الاحتفاء بهم ومعاملتهم كونهم شخصيات من المسلسل الامريكى الشهير "الجرىء والجميلات " وطلب مساعدتهم وتحويلهم إلى أرقام لا يراها إلا من يهوى مثل هذه الأرقام الضعيفة. 

وترتيبا على ما يحدث تبقى لنا مناشدة، وبالحق وللحق أقول أنه لا صاحب للمناشدات فى مصر إلا "ساكن قصر الرئاسة" هي أن يتم التحقيق بواسطة محققين محايدين من العاصمة مع المرشحين وأذنابهم الذين فرضوا صيتهم وصوتهم بالمال الحرام، ولا يعنى انتماء بعضهم سابقا لوظائف عامة أن يكونوا بعيدين عن الحساب، وان يتم محاسبه جهات كان من المفترض ان تتعقب أموالا يتم غسيلها فى هذه الانتخابات، وتحديدا فى محافظات جنوب الصعيد، بدلا من التضييق على شرفاء هذا الوطن وحراس أفكاره ومبادئه، وليس لسبب إلا أنهم ليسوا على هوى "معاليهم"

ولا زلت واثقا من تدخل الوزيرة مايا مرسى وزيرة التضامن ومحاسبة مسؤولى الوزارة فى هذه المحافظات وموظفيها، وهم يتاجرون بمساعدات الغلابة ويهددون بنزعها ويوزعون أصواتهم طبقا لهواهم بمقابل مرة، ومجاملة مره أخرى.

سيدي الرئيس، لن أتحدث عن محافظين فى الصعيد، وقد بات وجودهم فى مقارهم ومناصبهم معدودا ومحسوما، وقد تركوا المسجلين يعتلون المناصب ويفعلون بها ما يحلو لهم، ولا جديد من مناشدتهم أو حتى الحديث عنهم من قريب أو بعيد، فقد فاضت مناصبهم لبارئها العزيز الجبار ولا عزاء مطلقا لمن ترك الأراجوزات يعيثون فسادا دون عقاب.

شكرا سيدي الرئيس على كل ما فعلت وقد أحرجتهم وأسقطت ورقة التوت من على أجسادهم النحيلة، ولا شكر لمن قصر وتعمد التقصير والتآمر على صوت الغلابة واستغلال عوزهم وحاجتهم وإشعارهم بالخجل وهو يبيعون شرفهم، عفوا أقصد صوتهم لمن يدفع أكثر وأمام الجميع.
-------------------------
بقلم: عادل عبدالحفيظ

مقالات اخرى للكاتب

عندما صدق الرئيس.. وكذب الجميع