تعمدت ألا أتطرق لقرار مجلس الأمن الأخير بشأن " خلطة ترامب " التي أطلق عليها اسم " خطة ترامب " ، وذلك لأسباب كثيرة أهمها ما قد يتعلق بالآداب العامة في وصف الجسد بما فيه دون خوف أو تورية .
ولكن وجدت أنه قد يكون من المناسب أن أقدم قراءة لبعض ما تضمنته تلك الخلطة التي فاحت رائحتها من نيويورك فيما يتعلق بطبيعة المهام المسندة للقوة الدولية في غزة ، وخاصة البند المتعلق بنزع سلاح المقاومة .
أن ذلك يستدعي مباشرة دور القوة الأممية في البوسنة ، حين كانت شاهد زور علي جرائم الحرب التي ارتكبت هناك ، ومنها مذبحة سربنيتشا الشهيرة ( والتي تتواضع أمام مذابح غزة ).
إذا كانت مهمتها نزع سلاح المقاومة ، فذلك يعني مباشرة أنها ستقوم بالدور الذي عجزت عنه القوات الصهيونية .
إذا كانت مهمتها مجرد التوسط في تسليم سلاح المقاومة ، فذلك يعني أنها تشارك في حرمان شعب تحت الإحتلال من حقه الشرعي في الدفاع عن نفسه ، دون منحه أي التزام دولي بإنهاء الإحتلال .
إذا كانت مهمتها أن تراقب وقف إطلاق النار وتسجل المخالفات ، فذلك هو الدور الذي أسس لفكرة قوات الأمم المتحدة منذ تأسيسها الأول بعد العدوان الثلاثي علي مصر عام 1956.
وعلي كل حال ، لابد أن يتواكب نشر هذه القوات مع انسحاب قوات العدو الصهيوني من كل أراضي غزة .
ولا اعلم ما يتردد عن مشاركة مصر بقوات في هذه المهمة ، ولا أنصح بقبول المشاركة فيها إلا في إطار أن يقتصر دورها علي مراقبة وقف إطلاق النار، و أظن أن النظام الصهيوني يخشي من ذلك ولن يوافق علي اقتراب القوات المصرية إلي هذا الحد .
أن الخطة الوحيدة القابلة لتحقيق أي سلام له معني في الشرق الأوسط هي تلك التي تمكن الشعب الفلسطيني من دولته المستقلة ، وتنزع السلاح النووي من الكيان الصهيوني ، وتعلن الشرق الأوسط منطقة خالية من أسلحة الدمار الشامل ، وقادة التطهير العرقي الشامل .
----------------------------
بقلم: معصوم مرزوق






