خيرا فعل الرئيس حين تدخل لتصويب الخطأ وإزالة العوار الذي أصاب العملية الانتخابية. سواء كان في عملية اختيار المرشحين أو طريقة إدارة العملية الانتخابية برمتها، وهذا أثلج صدور الكثيرين وأنا واحد منهم، ولكن هناك سؤال مهم ماذا لو لم يتدخل الرئيس شخصيا في هذا الشأن؟ وما هو دور الهيئة الوطنية للانتخابات ورئيسها ولماذا لم يتحرك إلا بعد تدخل الرئيس؟ أليست هيئة مستقلة لها كل الصلاحيات من مراقبة كاملة تكفل لها التدخل السريع والحسم دون انتظار؟
سيدى الرئيس إن الأمر جد خطير وإني أرى ما حدث إلا علاجاً للقشرة الخارجية للمشكلة، وهي آخر مخرجات العمل السياسي وهي الانتخابات، إن الحل الحقيقي هو الإصلاح السياسي الذي بات ملحاً في هذه المرحلة ولا يقبل التأخير، لقد أسقطوا قناعتنا بالتغيير عبر الصندوق وأصبح المال السياسي ظاهرة وواقعا يتحدى إرادة هذا الشعب، وقد ساعد فساد الحياة السياسية والحزبية على تدشين هذا الواقع المرير الذي جعل الناس غير متحمسة للمشاركة وعدم الإيمان بقدرة الشعب على التغيير، وأنا شخصيا صاحب تجربة في هذا الأمر فقد خضت انتخابات ٢٠٢٠ مرشحاً، ورغم ما حدث لم يكن الأمر بهذا السفور، وخير دليل على ذلك نظرة سريعة على نواب المجلس وفكرهم وثقافتهم، أتحدي أن يكون لدى أحدهم برنامج لمعالجة مشاكل دائرته، كل ذلك يُسأل عنه أحزاب لا تملك فكراً ولا تصنع كوادر حزبية محترمة، وتحولت جميعها إلى دكاكين سياسة وباعة الوهم والوعود للبسطاء من أبناء الشعب، وأنى أنصح مخلصا لله والوطن بأن تُحل جميع هذه الأحزاب التي أفسدت الحياة السياسية وأن يُكتفى بحزبين أو ائتلافين لا أكثر، وأن تكف الأجهزة الأمنية عن التدخل في الحياة السياسية والتأثير عليها، وأن تكتفى بدورها الأمني الذي نعظمه جميعا في خدمة الوطن والمواطن وأن يحترم الرأي الآخر وحرية الاختلاف.
لأننا مهما اختلفنا فإننا نتفق جميعا في الرؤيا الوطنية فيما يتعلق بمصر وأمنها. الآن سيدي الرئيس وليس غدا، وتقبلوا مني أسمى آيات الرجاء بالتوفيق والسداد.
(وإلى الشعر)
كل شيء مستباح في دكاكين السياسة
بدءا بأشلاء الوطن ... حتى أناشيد الحماسة
.......
حمى الله مصر أرضاً وشعباً
---------------------------------
بقلم: سعيد صابر






