17 - 11 - 2025

هذه رسالتى إلى من يهمه الأمر !

هذه رسالتى إلى من يهمه الأمر !

ولأنه هو كبير هذه العائلة المصراوية العظيمة ولأنه كما عهدناه دوما وأبدا ومنذ تحرير مصر من قبضة الاسلام السياسي قبل 13 عاما من الآن ، وبكونه حكما بين السلطات، فقد قررت أن أرسل رسالتى هذه والتي كنت أستطيع أن أرسلها مباشرة، ولكنني اخترت أن تكون عبر مهنتى "صاحبة الجلالة".

سيدى الرئيس إيمانا منا بالجمهورية الجديدة وأهدافها وحيث كنت من الرعيل الأول لهذه الجمهورية، بشهادة الميادين والشوارع التى ظللنا ندافع فيها عن ثوابت الوطن، بصدور عارية إلا من إيمان بالوطن والعقيدة ولم نخش الموت ولو ثانية واحدة، إيمانا مني بكل هذا قررت أن أتقدم للانتخابات البرلمانية بمجلس نواب مصر 2025 عن الدائرة الرابعة بمحافظة قنا.

وبالفعل وبصعوبة بالغة تمكنت أن أصل إلى يوم الاقتراع وقد مررت بمطبات جميعها صناعية لا سبيل لذكرها حاليا.

جاء يوم الاقتراع سيدى الرئيس، وقد وجدتني وجها لوجه مع أشياء لم أحلم بها يوما، وجدت نفسى أمام المال السياسى على بعد متر واحد من مقرات اللجان الانتخابية، وارتفاع سعر صوت المواطن إلى 300 جنيه ووجدتني أشكو من هذا ولم يستمع لى أحد.

وجدتني يا سيدى يتم معاملتنا بتعسف غير مسبوق، وبحيث لم يتم إثبات التوكيلات الخاصة بنا إلا مع منتصف اليوم الأول عكس مرشحى أحزاب السلطة.

وجدتني يا سيدى أرى أعلام الأحزاب ترفرف داخل المقرات وتختفى أعلام مصر ولم أعد أفرق بين علم الوطن وعلم الحزب.

وجدتني أشاهد مسؤولين تنفيذيين من المحليات يقاتلون مع المواطنين لحثهم على التصويت لمرشحي هذه الأحزاب، وجدتني سيدى الرئيس منبوذا داخل بلدي، ويتم افتعال مشكلات متتاليه معي، وللأسف غالبا ما تحضر مؤسسات هامة وتقف فى صف من يعادينا ويهاجمنا ويكاد يطردنا من حيث نكون.

وجدت يا سيدى الرئيس أجهزة وزارة التضامن الاجتماعى سواء رائدات ريفيات أو موظفين يحذرون من يمنحني صوته بقطع معاشه ومستحقاته وهى أشياء لا تشترى.

وجدتني فى صخب شديد وهتافات مدوية داخل اللجان وتعليمات هنا وهناك، طالت حتى قطاع من المواطنين، والهجوم علينا بمن يتهمني أني اقصى اليمين وآخر يتمهني بأني ممثلى لليسار، ونفس من يتهمني لا يعرف الفارق بين اليمين واليسار إلا عندما يدخل إلى المرحاض فقط.

سيدى الرئيس فوجئت بطرد موكليّ من داخل اللجان وقيام المشرفين على الانتخابات بفرز متعدد للصناديق دون تسليمنا محاضر الفرز طبقا للقانون أو حتى العدد الحصري. 

فؤجئت بنتائج غريبة وعجيبة تتعارض مع ما شاهدته بأم عينى وعلى مرمى ربع متر منى،  بعضها كان مثيرا للبكاء على تجربة أخرى تضاف لتجارب مشابهة، وربما لم تصل لهذا الحد مطلقا.

سيدى الرئيس قد يعتقد من يفعل هذا أنه يدافع عن وطن ويحمى شعبا وهو مخطىء تماما، ولا نعرف ماذا يحدث لو استمع الجميع لصوت المواطن صاحب الكلمة، لماذا فرض أرقام أبعد من الخيال، فى مجموعها لا تمثل خمس الحضور وطرحها باعتبارها غالبية ترجح كفه مرشح من الدور الأول.

سيدى الرئيس لأننا كلنا أبناؤك ولا فارق بين غنى وفقير، وصاحب المعالي والأفندي، ولأننا تعلمنا ان الشعب هو المعلم، كنا نرجوا أن تكتمل التجربة بأفضل من هذا  بكثير، فهناك شخصيات فى محافظتي لا يمكن إلا أن تحصد المركز الأول في أي انتخابات وفوجئنا بها خارج السباق ومستحيل أن يقتنع المواطن بما حدث وحتى ولو بالتهديد والوعيد. 

سيدى الرئيس إن سوء تصرف من مسؤول صغير هنا أو هناك قد يُحمّل حملا ثقيلا إضافيا فوق كاهل الدولة، ليس هذا هو زمانه أو مكانه، لا أعرف ماذا أطلب وماذا أتمنى، ولكننى قررت المغادرة مكانا وزمانا، وإلى الملتقى لو قدر الله أن نبقى مجددا على هذه الأرض.
-------------------------
بقلم: عادل عبدالحفيظ

مقالات اخرى للكاتب

هذه رسالتى إلى من يهمه الأمر !