16 - 11 - 2025

مسعود بارزاني: "الديمقراطي" اكتسح الانتخابات رغم العراقيل.. والملتزمون بالفيدرالية الأقرب إلينا

مسعود بارزاني:

وصف الزعيم الكردي مسعود بارزاني نجاح الحزب الديمقراطي في الانتخابات العراقية بأكثرية وحصوله على ما يزيد عن مليون صوت، بأنه نتيجة طبيعية لسياساته الداعية للديمقراطية، رغم العراقيل التي واجهها، مشيرا إلى ترحيب الحزب خلال المرحلة المقبلة بالتعاون مع كل القوى السياسية الملتزمة بالدستور والنظام الفيدرالي.

وأكد بارزاني أن كل شعب بإمكانه التقدم نحو المستقبل طالما يملك الإرادة لتحقيق أهدافه، ضاربا المثل بنضال الشعب الكردي وما حققه داخل إقليم كردستان من تقدم وتنمية، وانعكاس دوره على نتائج الانتخابات العراقية.

واستقبل مسعود بارزاني، اليوم الأحد، في بيرمام، سفير كوريا الجنوبية لدى العراق، لي جونيل، وبحثا معاً علاقات أربيل وسيول. وخلال اللقاء الذي حضره سيونغجول ليم، القنصل العام لكوريا الجنوبية في أربيل، قدّم السفير الكوري الجنوبي تهانيه لبارزاني بمناسبة الفوز الكبير الذي حققه الحزب الديمقراطي الكردستاني في انتخابات مجلس النواب العراقي، كما أشاد بالتقدم والتطور اللذين أحرزهما إقليم كردستان خلال السنوات الماضية بفضل حماية الاستقرار ووضع الخطط المُحكَمة والبرامج المُتقنة، وأوضح أن علاقات بلاده مع شعب كردستان تعززت منذ وجود فرقة الزيتون في أربيل، مشيراً إلى أن تلك العلاقات شهدت نمواً كبيراً في مجالات الاستثمار والتكنولوجيا وقطاعات أخرى، مبدياً أمله في تعميق هذه العلاقات وتوسيعها أكثر مستقبلاً.

وأعرب بارزاني عن تقدير شعب كردستان لكوريا الجنوبية، وسلّط بارزاني الضوء على تاريخ نضال وصمود شعب كردستان، وشدد على أن أي شعب بإمكانه أن يتقدم ويمضي قدماً في نهاية المطاف، إذا كان يملك الإرادة لذلك، كما استعرض العملية السياسية في العراق، وخطوات ما بعد انتخابات مجلس النواب، إضافة إلى تهديدات الإرهاب ومخاطرها على استقرار المنطقة.

كما استقبل الزعيم الكردي مسعود بارزاني، عرفان صديق، السفير البريطاني لدى العراق، حيث قدم السفير البريطاني تهانيه لبارزاني على نجاح عملية انتخاب مجلس النواب العراقي، والفوز العظيم الذي حققه الحزب الديمقراطي الكردستاني بحصوله على أكثر من مليون صوت، وأعرب عن أمله بأن تسير العملية السياسية في العراق بعد الانتخابات على المسار الصحيح باتجاه تشكيل حكومة اتحادية بمشاركة جميع الأطراف السياسية.

فيما أوضح بارزاني أنه رغم العراقيل التي وُضعِت في طريق الحزب الديمقراطي الكردستاني، إلا أن الحزب تمكن من تحقيق نجاح مشهود بفضل الثقة الكبيرة التي منحها إياه شعبُ كردستان، كما وصف مرحلةَ ما بعد الانتخابات بالمهمة، وأشار إلى ضرورة أن تعمل جميع الأطراف السياسية بجدية معاً بُغية إصلاح مسار الحكم في العراق وتنفيذ بنود الدستور، وأخذ العبرة من أخطاء الماضي.

و أكد بارزاني أنه بالنسبة للحزب الديمقراطي الكردستاني وإقليم كردستان فإن تنفيذ الدستور هو الأساس المحوري لمفاوضات تشكيل الحكومة العراقية المقبلة، موضحا "ليس لدينا فيتو على أي شخص أو طرف، والنقطة الأهم هي أن يؤمن الجميع بالفيدرالية كمنظومة متكاملة على أساس الدستور، بالإضافة إلى تطبيق الدستور وإصدار التشريعات اللازمة للمواد المنصوص عليها في الدستور، وتنفيذ القوانين الصادرة استناداً إلى الدستور والتي لم يتم إعمالها حتى الآن، مثل قانون مجلس الاتحاد وقانون النفط والغاز. وبذلك فأن أي شخص أو طرف يلتزم بتنفيذ الدستور سيكون هو الأكثر قرباً إلينا وإلى إقليم كردستان".

وفيما يخص الشؤون الداخلية لإقليم كردستان، أشار بارزاني" قبل الانتخابات البرلمانية العراقية، أبدينا مرونة كبيرة، وأكدنا سابقاً أن الأوضاع والظروف التي تهيأت قبل الانتخابات قد لا تبقى قائمة كما هي بالضرورة بعد الانتخابات، لكن من المهم أن تكون أبواب الحوار مفتوحةً  لنتمكن من معالجة المشكلات والخلافات سويةً" .

وبخصوص وحدة الكرد في بغداد، أشار بارزاني إلى أن أساس هذه الوحدة هو "وجود قناعة مشتركة حول القضايا الاستراتيجية لإقليم كردستان، ومسألة الفيدرالية والتزام بغداد التام بجميع مواد الدستور".

وناقش الجانبان علاقات بريطانيا مع إقليم كردستان والعراق بشكل عام واتفقا على أهمية استمرار هذه العلاقات وتعزيزها في جميع المجالات.

كما استقبل رئيس إقليم كردستان نيجيرفان بارزاني، السفير البريطاني في العراق عرفان صديق والوفد المرافق له، حيث جرى التأكيد على تعزيز العلاقات ورغبة الجانبين في توسيع التعاون المشترك بينهما في كافة المجالات.

ووفق بيان صادر عن الموقع الرسمي لرئاسة الإقليم، اعتبر الجانبان نجاح انتخابات مجلس النواب العراقي "خطوة مهمة لتعزيز الديمقراطية وتطوير العملية السياسية في البلاد"، وفي هذا السياق، عرضا توقعاتهما وآرائهما بشأن تشكيل الحكومة الاتحادية العراقية القادمة، كما ناقشا الوضع الداخلي لإقليم كردستان وعدد من القضايا الأخرى ذات الاهتمام المشترك.