11 - 11 - 2025

نعيم قاسم: إذا خرجت إسرائيل من لبنان وأطلقت سراح الأسرى فلا خطر على المستوطنات الشمالية

نعيم قاسم: إذا خرجت إسرائيل من لبنان وأطلقت سراح الأسرى فلا خطر على المستوطنات الشمالية

أكد نعيم قاسم أمين عام "حزب الله" اللبناني أن اتفاق وقف النار هو حصرا لجنوب الليطاني، مؤكدا أنه يجب على إسرائيل الخروج من لبنان وإطلاق سراح الأسرى ولا خطر على المستوطنات الشمالية. 

وقال قاسم إن إسرائيل عام 1982 دخلت لبنان زاعمة أنها تريد طرد الفصائل الفلسطينية ولكنها بقيت محتلة حتى العام 2000، وأطلقت "إسرائيل" ما سُمي "جيش لبنان الحر" وبعدها غيروا اسمه ليصبح "جيش لبنان الجنوبي" في محاولة للقول إن المشكلة داخلية في لبنان وليس لها علاقة بها، ثم خرجت صاغرة في العام 2000 بسبب ضربات المقاومة وبفضل الشهداء. 

أضاف أمين عام حزب الله: قيل لنا "العين لا تقاوم مخرزا" وكنا نقول: إسرائيل محتلة ويجب مقاومتها. وحزب الله قام على الجهاد ومقاومة الاحتلال والوقوف إلى جانب فلسطين. والمجاهدون يملكون قوة الإيمان والإرادة وهذه هي القوة الأساسية التي تجعل للسلاح والصيحات تأثيرا غير عادي. 

أضاف قاسم: إسرائيل لم تخرج من لبنان بالمقاوضات ولا بالسياسة بل خرجت من دون قيد أو شرط بفعل المقاومة. منذ العام 2000 إلى عام 2023 كان هناك ردع بسبب المقاومة وبسبب المعادلة الذهبية ومنعنا "إسرائيل" من مشروعها التوسعي. قدمنا في معركة "أولي البأس" (الحرب الأخيرة بين "حزب الله" وإسرائيل في عام 2024) تضحيات كبيرة ومنعنا إسرائيل من تحقيق أهدافها ووقفنا حاجزا أمام الاجتياح الإسرائيلي. 

وأوضح أمين عام حزب الله: الصمود الأسطوري لمجاهدي المقاومة أوقف 75 ألف جندي إسرائيلي الذين لم يستطيعوا الدخول إلا مئات أمتار. وحصل اتفاق وقف إطلاق النار في 27 نوفمبر 2024 وفيه انسحاب العدو من جنوب نهر الليطاني وانتشار للجيش وبالنسبة لنا في الاتفاق ثمن مقبول لنا، وهو انتشار الجيش وهم أهلنا وأبناء وطننا. المقاومة تحملت المسؤولية 42 سنة وقالت الحكومة إنها ستتحمل المسؤولية هذه المرة ونحن فتحنا لها الطريق ونحن نؤيد أيا كان يريد الدفاع عن هذا الوطن. 

وأستطرد قائلا: إسرائيل خسرت لأنها لم تحقق أهدافها من العدوان وعليها وفق الاتفاق الانسحاب من جنوب لبنان. العدو لم يلتزم بالاتفاق لأن لبنان يستعيد سيادته ومرت سنة والعدو يمارس خروقاته واستهدافاته ولم يُرد عليه ليقول إن لبنان لا يلتزم بالاتفاق ولأن العدو يريد أن يتدخل في مستقبل لبنان. مؤكدا أن أمريكا وإسرائيل يتدخلان في مستقبل لبنان وهما يريدان انهاء قدرة لبنان المقاومة وتسليح الجيش بقدر لمواجهة المقاومة وليس مواجهة العدو الإسرائيلي، وهما تعتبران أن الاتفاق يعطي لبنان مكاسب وأنه إذا خرجت إسرائيل من لبنان يستعيد سيادته ولذلك يجري الضغط على الحكومة. 

وأكد نعيم قاسم أن إسرائيل تريد أن تتحكم في لبنان سياسيا واقتصاديا وتريد لبنان حديقة خلفية لتوسع المستوطنات ضمن "إسرائيل الكبرى". الحكومة (اللبنانية) للأسف لم ترَ من البيان الوزاري إلا نزع سلاح المقاومة ولكن اليوم لم يعد نزع السلاح هو المشكلة، بل اليوم باتت ذريعة بناء القدرة والأموال وبعدها يقولون إن المشكلة بأصل الوجود وهذه الذرائع لن تنتهي. فإسرائيل تقتل المدنيين في بيوتهم وتدمر البيوت وتجرف الأراضي وتمنع عودة الأهالي إلى بيوتهم وتمنع الحياة عن القرى. والمتحدث باسم اليونيفيل يقول إن إسرائيل نفذت أكثر من 7 آلاف خرقا بينما لم يرصد من قبل "حزب الله" أي خرق في منطقة عملياتها، ويخرج البعض ليقول إنه المشكلة في لبنان بينما المشكلة في إسرائيل. 

أضاف أمين عام حزب الله: لن أناقش خدام إسرائيل الذين لا يدافعون عن مواطني بلدهم ولا يستنكرون اعتداءاتها، بل أسأل الأحرار لماذا لا تضع الحكومة خطة زمنية لاستعادة السيادة الوطنية وتطلب من القوى الأمنية تطبيقها. وما تطلبه أمريكا من لبنان هي أوامر تضغط باليد الإسرائيلية لتطبيقها وتدخلهم في شؤوننا الداخلية مرفوض.

 وأعلن قاسم أن توم برّاك (المبعوث الأمريكي) صرح بالعلن بأنه يريد تسليح الجيش اللبناني ليواجه شعبه المقاوم، فكيف ترتضي الحكومة بذلك؟ نحن في حزب الله نقول إن اتفاق وقف إطلاق النار هو حصرا لجنوب الليطاني وعلى إسرائيل الخروج من لبنان وإطلاق سراح الأسرى ولا خطر على المستوطنات الشمالية. أما إذا كان الجنوب نازفا فالنزف سيطال كل لبنان بسبب أمريكا وإسرائيل. لا استبدال للاتفاق ولا إبراء لذمة الاحتلال باتفاق جديد ويجب تنفيذ الاتفاق وبعدها كل السبل مفتوحة لنقاش داخلي حول قوة لبنان وسيادته ولا علاقة للخارج بهذا النقاش. لكن استمرار العدوان لا يمكن أن يستمر ولكل شيء حد. مجتمع المقاومة يحمي الدولة من الضغوطات الخارجية فاستفيدوا من هذا المجتمع. نحن نتعافى في حضورنا الطبيعي فمجتمعنا مجتمع حي مؤمن بالمقاومة والتحرير بينما مشكلتهم في أصل وجودي ونحن في خطر وجودي حقيقي، ولذلك من حقنا أن نقوم بأي شيء لحماية وجودنا. 

وأوضح قامسم قائلا: دماء شهدائنا وتضحيات أهلنا يدفعوننا للأمام والتهديد لن يثنينا عن الدفاع عن كرامتنا ولن نترك مستقبل أجيالنا للمستكبرين ولن نتخلى عن سلاحنا الذي يمكننا من الدفاع عن أرضنا وأهلنا. على أمريكا وإسرائيل أن ييأسوا فنحن أبناء الحسين وأبناء الأرض الصامدون بعنا جماجما لله ولن نتركها للشياطين إما أن نعيش أعزة وإما أن نعيش أعزة. لن نركع وسنبقى واقفين وجربتمونا في السابق وإذا أردتم التجربة لن ننسحب من الميدان. 

وتأتي تصريحات قاسم في وقت تتزايد فيه التقارير حول احتمالية التصعيد الإسرائيلي في لبنان، إذ ورد في تقرير نشرته صحيفة "معاريف" العبرية أن الحرب القادمة مع لبنان "أقرب من أي وقت مضى"، بينما يؤكد "حزب الله" التزامه الكامل بوقف إطلاق النار، ويطالب الحكومة والجهات الضامنة بالضغط على إسرائيل لوقف خروفاتها، في حين تشهد الساحة اللبنانية توترا كبيرا، بعد إعلان رئيس الحكومة اللبنانية نواف سلام تسليم الجيش مهمة وضع خطة لحصر السلاح بيد الدولة بحلول نهاية العام الحالي، في حين قال "حزب الله" إن قرار الحكومة نزع سلاح المقاومة "مخالفة ميثاقية واضحة وسنتعامل معه كأنه غير موجود" مؤكدا أن المحافظة على قوة لبنان هي من الإجراءات اللازمة.