10 - 11 - 2025

عجاجيات | لمسة يد وخفة يد

عجاجيات | لمسة يد وخفة يد

المعايير المزدوجة فى كرة القدم تجعل حكام الملعب وحكام الفار لهم عيون مثل عيون زرقاء اليمامة فيرون أي لمسة يد ستحافظ على تفوق الفريق الذى عقدوا العزم على فوزه مع سبق الإصرار والترصد، مهما كانت مجريات المباراة ومهما اجتهد الفريق المنافس.

والمعايير المزدوجة هى التى تجعل عيون نفس حكام الساحة وحكام الفار مثل عيون الشيخ حسنى بطل الكيت كات (مع فارق مهم وهو أن الشيخ حسنى كان يري بعيون القلب، أما هؤلاء الحكام فلا قلوب لهم) فلا يرون اى لمسة يد تستوجب احتساب ضربة جزاء ضد الفريق الذي عقدوا العزم وأخلصوا النية على أن يخرج فائزا مهما كان.

نفس المعايير المزدوجة نراها مع كبير حكام العالم رجل الأعمال والسمسار والفتوة البلطجى دونالد ترامب، فهو يدين بكل قوة ويرفع الكارت الأحمر فى مواجهة أي فعل مقاوم لإسرائيل، ويغض الطرف ولا يري بل ويشجع أي عدوان إسرائيلى.

رأينا المعايير المزدوجة لكبير حكام العالم فى التعامل مع حرب الإبادة التى شنتها إسرائيل على غزة، حيث باركها وشجعها وأمدها بالمال والسلاح، بينما أدان وبشراسة المقاومة الفلسطينية.

ونفس المعايير المزدوجة تجلت فى العدوان الإسرائيلى على إيران، والذى حظى بتهليل ترامب وإشادته بينما أشار باحتساب ضربة جزاء عندما ردت إيران على العدوان بل وشارك فى تنفيذ ضربة الجزاء عندما شاركت القاذفات الأمريكية فى ضرب القدرات النووية الإيرانية.

الفار الأمريكى المتمثل فى رادارات قاعدة العديد أصيب بالعمى، فلم ير الطائرات الإسرائيلية التى هاجمت الدوحة عاصمة دولة قطر.. وكبير حكام العالم ترامب تجاهل أن قطر واحدة من الدول الخليجيه التى استطاع بخفة يده أخذ مليارات منها، إضافة إلى طائرة هدية كعربون محبة

المعايير المزدوجة هى التى جعلت البعض لا يرى مخالفات وتجاوزات دولة شقيقة بدعم ميلشيات إجرامية، ارتكبت مجازر بشعة فى دولة شقيقة أخري، هى السودان والفاشر، تفضح كل أصحاب القلوب الغلف والعيون المغلقة.

يبدو أن المعايير المزدوجة فى كرة القدم والسياسة والعلاقات الدولية من الأمور التي ينبغى التعامل معها كأمر واقع، حتى لا نقع فريسة لضغط الدم، خاصة ونحن نري من يصفق لهذه المعايير المزدوجة ويراها قمة الحق والعدل.
-----------------------------
بقلم: عبدالغني عجاج

مقالات اخرى للكاتب

عجاجيات | لمسة يد وخفة يد