06 - 11 - 2025

مشروع "علم الروم" وتحسين معيشة المصريين

مشروع

ثمة تساؤلات كثيرة تتردد  على ألسنة المصريين الٱن مفادها، هل سيشعر المواطن البسيط بالتحسن الاقتصادى فى معيشته، بعد إتمام هذه الصفقة بين مصر وقطر؟! والتى ستتم بين هيئة المجتمعات العمرانية الجديدة، وشركة الديار القطرية، لتنفيذ مدينة قطرية مصرية بمنطقة "علم الروم" بالبحر المتوسط، على مساحة 4900 فدان،

وباستثمارات قطرية تقدر ب 29,7 مليار دولار، المشروع عبارة عن مدينة متكاملة تشمل أنشطة سياحية، وسكنية، وترفيهية، وخدمات عالمية.

ومشروع "علم الروم" يعتبر الأول من نوعه الذى ستحصل فيه وزارة الإسكان على إيرادات مدى الحياة، وتنفيذه سيستغرق 5سنوات من تاريخ صدور القرار الوزارى، وجدير بالذكر ان منطقة "علم الروم" جاءت تسميتها بهذا الاسم، لوجود حصن رومانى قديم بها، وتقع شرق مدينة مرسى مطروح، وتعد وجهة مفضلة لعشاق الصيد والسياحة العائلية، لأنها تتميز بهدوء شواطئها وجمال طبيعتها، ويفصلها حوالى 50كم عن مدينة رأس الحكمة، التى اجتذبت استثمارات إماراتية بقيمة 35 مليار دولار فى أكتوبر 2024

لست متأكدا إذا كان المواطن المكتوى بنار الأسعار والغلاء الفاحش سيستفيد من هذه الصفقة أم لا؟! الحقيقة أن الشعب لم يستفد من صفقة الإمارات، التى تمت بين البلدين العام الماضى، وبصراحة أنقل نبض الشارع، الذى أصبح ليس لديه أى ثقة فى هذه الحكومة، لأنها عاجزة وفقيرة إداريا، والشعب بالنسبة لها ٱخر حاجة تفكر فيها، لأنها مزنوقة فى سداد فوائد الديون وخلافه.

والشعب من وجهة نظرها، ينبغى أن يصبر ويتحمل أكثر من هذا، يقينى هذه الحكومة تحتاج للتغيير فورا، لأنها غير قادرة على إسعاد الناس، وتخفيف الأعباء عنهم، وهذا التزام وواجب أى حكومة فى الدنيا، وليس منحة منها، باعتبارها خادمة للشعب، وليس العكس، إن المواطن فى السنوات الخمس الأخيرة تحمل ما لا يطيق.

وفكرة إنه لايستطيع أن يعبر عن غضبه من خلال الاحتجاجات، والثورات وخلافه، لأن القبضة الأمنية عنيفة، فكرة قد تكون خاطئة، لأن الشعوب أحيانا تكتم غضبها، وفى الكتمان رفض أيضا للسياسات والأفكار، وتعبير قوى عن حالة عدم الرضا عن أداء الإدارة أو الحكومة.

ناهيك عن الانتقادات اللاذعة من المصريين لرعونة الأداء، وفى نهاية المطاف لا أمان لمكر الله، ذكرت فى مقال سابق أن تكلفة بناء المتحف الكبير بلغت مليارا و200 مليون دولار، تحتاج مصر 20 عاما لتعويضها، على حد قول د. زاهى حواس عالم الٱثار الشهير.

وعلى أى حال، فإن فكرة إنشاء هذا المتحف رائعة، باعتبار أن وجود مثل هذا المتحف، الذى يحتوى على كنوز مصر الفرعونية، بمثابة ترويج هائل.. لاجتذاب أكبر عدد من السياح إلى مصر، لكن يبقى الوضع الداخلى، والاجتماعى والمعيشى فيه شرخ كبير، والناس أصبحت تعانى جدا من حالة الغلاء وعدم القدرة على تدبير احتياجاتهم اليومية، ولا تستطيع غالبية الأسر تدبير معيشتها من أكل وشراب وملبس وتعليم وصحة..

وهذا ملف اجتماعى مهم جدا، وعلى صانع القرار، أن يشتغل عليه باهتمام بالغ فى الفترة القادمة، حتى لايستغله أعداء الوطن لمحاولة زعزعة الاستقرار فى بلدنا، من فضلكم أعطوا الداخل الٱن أولوية قصوى، لأن المواطن أصبح منهكا، ولاحول له ولا قوة، فكوا الحزام عنه، واشتغلوا لصالحه فى الأيام القادمة، رشدوا الإنفاق فى المشاريع الأسمنتية والطرق.

هذه المشاريع  مطلوبة، ولكن ليس على حساب "فعص" المواطن وإضعافه، اختاروا حكومة جديدة، وكلفوها بأعمال مجيدة، تخفف الأعباء عن الشعب، عينوا وزيرا للسعادة كما تفعل دول كثيرة محترمة، يكون هدفها الأول والأخير، إدخال الفرحة على قلوب المصريين  المنكسرة، وإلا توقعوا ثورة جياع، او حالة انتحار جماعى للمصريين، وساعتها لن تجدوا من تحكمونه، وهذا لاأتمناه طبعا لبلدنا الحبيب، حفظ الله مصر.
------------------------------
بقلم: جمال قرين


مقالات اخرى للكاتب

مشروع