05 - 11 - 2025

التعيين عبر الصندوق: لعبة المال والسياسة في انتخابات الاتحادات الرياضية (2)

التعيين عبر الصندوق: لعبة المال والسياسة في انتخابات الاتحادات الرياضية (2)

بالمستندات والصور.. أسرار وكواليس الجمعيات العمومية
- سماسرة الانتخابات يتحدثون عن الخيانة فى الهوكى
- مرشح للرئاسة قرأ الفاتحة مع الأندية.. وحصل على صفر فى النهاية
- عضو اتحاد الكرة ينفرد بنتيجة الاسكواش قبل تصويت الأندية ويتابعها من خلف الأبواب
- لماذا تم وصف انتخابات السباحة بالمؤامرة والاسكواش بالشطرنج والملاكمة بالقاضية؟
- الدمرداش لأبوزيد: كل ما تريده تم تنفيذه يا دكتور !!
- مصيلحى يدلى بصوت الاتحاد السكندري فى انتخابات الجودو !!
- عضو مجلس إدارة يخالف تعليمات ناديه لتأمين مستقبله بعد المعاش
- مندوب ربط صوته بتعيين نجله مديرًا للمنتخبات.. وآخر يخرج من السجن للإدلاء بصوته
- حكاية  42 صوتًا باطلاً فى انتخابات الكاراتيه.. وإعلان فى جريدة الجمهورية يكشف ألاعيب الانتخابات
- صوت الشمس وراء سقوط ابن شقيق حسن حمدى فى الرماية
- تهديد أندية فى الإسكندرية والقاهرة بتحويل المخالفات المالية للنيابة العامة لتغيير وجهة الصوت 

فى انتخابات الاتحادات الرياضية المصرية فقط.. يمكن أن تعرف مقدمًا وقبل فتح باب الترشح.. من سيترشح.. من سيفوز.. من يحصل على أعلى الأصوات.. بل وعدد الأصوات التى يحصل عليها كل مرشح فى بعض المناصب.

التربيطات والمصالح تلعب الدور الرئيسى فى اللعبة كلها.. أما مصلحة الرياضة فإنها آخر ما يبحث عنه المرشحون والفائزون والخاسرون، فى حدث يتكرر كل ٤ سنوات يمكن أن نطلق عليه.. التعيين عبر الصندوق.

بات هذا النموذج حاكمًا في العملية الانتخابية.. إقصاء بالقوة الجبرية أو أحكام فى الشق المستعجل .. وميزانيات مفتوحة لشراء الأصوات الحاسمة وضغوط من أهل السياسة وصفقات منتصف الليل و..

لقد جرت انتخابات الاتحادات الرياضية في مجمع استاد القاهرة، ولكنها كانت تتابع من خلال العديد من المكاتب.. هناك مكتب في الوزارة وآخر في اللجنة الأوليمبية، وثالث مشترك بين ناديى الزهور والشمس، وقبلهم مكتب في الجهة التى تشرف على الانتخابات.. وسط متابعة وتدخل من حزب مستقبل وطن، وتنسيقية شباب الأحزاب، وكانت الاتصالات تخرج في صورة نصيحة أحيانًا وفى شكل أوامر في أحيان كثيرة.

فى هذا الملف ننفرد بأوراق ومستندات وأرقام وصور وحكايات تُنشر لأول مرة عن أسرار وكواليس الجمعيات العمومية، وما جرى في انتخابات الاتحادات على مدار أكثر من شهر.

تناولت الحلقة السابقة الجمعية العمومية للجبلاية، والاجتماعات التي سبقتها في أحد فنادق مدينة 6 أكتوبر (موفنبيك) وفي نادي الزهور وصدمة البطل الأوليمبي هشام مصباح عندما علم، بتوزيع تليفونات آيفون 16هدايا على بعض مندوبى الأندية من مرشحين.. وأن هناك تسعيرة للصوت فى بعض الاتحادات.. تختلف من اتحاد إلى آخر ومن الألعاب الفردية إلى الجماعية.. وأنها وصلت فى اتحاد لا يتمتع بقاعدة جماهيرية إلى 30 ألف جنيه. 

كما تناولت الحلقة حضور وفد من تنسيقية شباب الأحزاب في انتخابات اتحاد الريشة الطائرة والتي أعقبها فوز هادية حسني عضو مجلس النواب عن تنسيقية شباب الأحزاب والسياسيين وخريجة البرنامج الرئاسي لتأهيل الشباب للقيادة..  لتصبح أول سيدة تتولي هذا المنصب في تاريخ اللعبة، وصدمة عايدة إسماعيل الكبيرة بحصولها على 13 صوتا فقط في انتخابات اتحاد الكرة الطائرة.. لدرجة أنها لم تغادر الصالة مثل الآخرين.. ولم تهدأ إلا بعد استجابة الهيئة المشرفة علي الانتخابات لطلبها برؤية عدد من استثمارات التصويت للتأكد من صحة الرقم الذى حصلت عليه.. ورصدنا بالصور عايدة وهي تراجع بعض الاستمارات مع أحمد عبدالعليم ممثل اللجنة الأوليمبية وذلك أثناء فرز أصوات العضوية.

4

الشك فى صوت الأهلى والزمالك!

فعل ياسر إدريس – ومجلسه - كل شيء من أجل الاحتفاظ بكراسي مجلس إدارة اتحاد السباحة.. قام بتعديل لائحة النظام الأساسي للاتحاد واختصر الجمعية العمومية إلي عشرة أندية وهيئات رياضية فقط، واختار من بينها أعضاء قائمته.. واستعان بالوزير والدكتور كمال درويش وآخرين.

عدّل ياسر إدريس نظام الانتخابات في اتحاد السباحة من الفردي إلي القائمة المغلقة، وهي التي قادته للفوز في انتخابات 2021 بالتزكية، بعد أن عجزت جبهة المعارضة عن تكوين قائمة موحّدة تنافسه، ثم أجري تعديلاً جديدًا علي المادة 15 من اللائحة لتكون كالتالى:

يدير شئون الاتحاد مجلس إدارة يتكوّن من: رئيس ـ نائبي رئيس ـ سكرتير عام ـ أمين صندوق ـ سبعة أعضاء".. قائمة بالاحتياطي وعددهم 6.. ويتم انتخابهم بمعرفة الجمعية العمومية للاتحاد بنظام القائمة المغلقة عن طريق الاقتراع السري.

ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد وإنما وضع بندًا آخر في المادة الثامنة الخاصة بشرط الترشيح وبالتحديد البند الرابع ونص علي.. "لا يقل سن المرشح عن ثلاثين سنة ولا يزيد على 66 عامًا يوم انعقاد الجمعية العمومية العادية".. لماذا 66 عامًا وليس 70 عامًا مثل الكثير من الاتحادات الرياضية؟

واختصر الجمعية العمومية إلي عشرة أندية فقط هي الأهلى والزمالك وهليوبوليس والجزيرة وسبورتنج والزهور والصيد والشمس وسموحة بالإضافة إلي نادي المعادي الرياضي واليخت بالرغم من انتشار حمامات السباحة في كل أندية ومحافظات مصر.

وحرص علي أن تضم قائمته مسؤولاً سابقًا في هذه الأندية أو عنصرًا لديه صلة قرابة بمجلس الإدارة النادى.. مثل الشيماء الدمرداش شقيقة رئيس نادي الزهور.

وحتي الإعلان الذي تم نشره في جريدة الجمهورية يوم 5 أكتوبر 2024 للدعوة لانعقاد الجمعية العمومية العادية وبنود الانتخاب جاء في مساحة صغيرة للغاية لا تتناسب مع مصروفات الاتحاد وملايينه وحدث الانتخابات، ولا يقارن بإعلانات الاتحادات الأخري مثل الكاراتيه والجمباز والفروسية وحتي اليد والسلة والطائرة.

وعرف الإعلان بندًا مثيرًا للدهشة والحيرة.. وبالتحديد جاء في سطوره الأخيرة: تقدم طلبات الترشح للمدير التنفيذي للاتحاد بمقر الاتحاد بمدينة نصر وتسدد رسوم الترشيح قدرها 50 ألف جنيه مصري + ضريبة القيمة المضافة ولا ترد تلك المبالغ.

وكانت هذه هي المرة الأولى ـ والوحيدة ـ التي يعرف فيها إعلان اتحاد للدعوة لجمعية عمومية ذكر رسوم مالية وننشر صورة من إعلانات سبعة اتحادات رياضية.. ولكن كل ذلك لم يكن كافيًا لضمان إدريس ورفاقه النجاح.

وجد رئيس اتحاد السباحة أن انتخابات نوفمبر 2024 تختلف عن أي انتخابات أخري خاضها.. وخاصة بعد الإخفاق الكبير الذي عرفته اللعبة في دورة باريس الأوليمبية واحتلال لاعبيه المراكز الأخيرة.. بجانب أن التحالفات ضده كانت أكبر.

وحتي قبل 48 ساعة من الانتخابات كانت قائمة رءوف نور المنافسة لقائمة إدريس ومعها تحالف ضم رجال أعمال ورؤساء اتحاد ومسئولين سابقين في جهاز الرياضة واثقين من الفوز، وأكدوا أن النتيجة في أسوأ الأحوال ستكون 6/4 وربما تكون 7/3 وأن إدريس خارج المشهد الرياضي.

وليس سرًا أن نقول إن معظم المنافسين في انتخابات الاتحادات الرياضية والمسؤولين والخبراء تابعوا انتخابات اتحاد السباحة عن قرب، وخاصة أنها جاءت في البداية، وبالتحديد كانت رابع انتخابات، تتم إقامتها بعد انتخابات اتحاد الرماية وألعاب القوي والجمباز (انتهي بالتزكية).. اعتبروها بمثابة المؤشر لما سيحدث بعد ذلك.. وهل ستقف وزارة الشباب والرياضة علي الحياد أم ستتدخل؟ وهل ستكون نهاية لمن فشل في باريس؟!

تغيّرت الصورة قبل الانتخابات بساعات.. تدخّل وزير الشباب والرياضة لإنقاذ إدريس.. تراجع رئيس أحد الأندية الكبرى ـ غير جماهيري  عن اتفاقه مع رئيس سابق لأحد أندية القمة وذلك بعد أن تلقي اتصالات.. بتحويل مخالفاته والتي رصدتها لجان التفتيش المالي والإداري إلي النيابة العامة.

نفس الاتصالات وصلت إلي أندية الإسكندرية الأعضاء في الجمعية العمومية.. فتراجعت عن كلمتها مع قائمة رءوف نور حتي لا تجد نفسها في أروقة النيابة.

ورغم أن الجمعية العمومية لاتحاد السباحة أقيمت في الصالة الصغري بالدور الأرضي بمجمع الاتحادات، فإنها عرفت الحضور الأكثر بين كل الجمعيات العمومية، ولم يكن هناك موضع لقدم داخل أو أمام المجمع بجانب أنه في اليوم نفسه أقيمت انتخابات اتحاد كرة السلة.. وانتهت بفوز قائمة إدريس 8/2.

المفاجأة أن إدريس لم يحتفل مع الفرقة التي كانت تنتظره بالطبول والمزمار أمام مقر اتحاد السباحة.. وزفته إلي مقر اللجنة الأوليمبية وهي تهتف: (العو أهو.. إدريس أهو.. رئيس اللجنة الأوليمبية أهو) حيث كان مشغولاً بالبحث عن الصوتين اللذين خسرهما.. وبمعني أدق وأكثر تحديدًا عن النادي الذي لم يمنح صوته لقائمته رغم اتفاقه مع مندوبه علي كل شيء.. ووصل الأمر إلى الشك في صوتي الأهلى والزمالك

5

سر الأصوات الباطلة 

جاءت انتخابات اتحاد الكاراتيه لتكشف فصلاً جديدًا من ألاعيب الانتخابات، وفضح ما يجري في الكواليس والغرف المغلقة وخلف الستار.

انتهت الانتخابات بفوز قائمة محمد الدهراوي واحتفاظها بإدارة اللعبة بعد حصولها علي 164 صوتًا مقابل 78 صوتًا للقائمة الأخري برئاسة محمد المصيلحي، ووجود 42 صوتًا باطلاً.. لم يتوقف الكثير عند هذا الرقم الكبير، وعند أن الانتخابات بين قائمتين.. بمعني أنه مطلوب من مندوب كل نادٍ في الجمعية العمومية وضع علامة (صح) أمام القائمة التي يريدها ويمنحها صوته وثقته.

ونكشف عن سر هذه الأصوات الباطلة، والتي سجلت رقمًا قياسيًا في تاريخ انتخابات الاتحادات الرياضية، وهو ما يعني أن الكثير منها حدث عن عمد وليس نتيجة سهو أو خطأ غير مقصود.

وحكاية الأصوات الباطلة في الكاراتيه باختصار أن عددًا من الأندية اتفق مع رجل أعمال في إحدى القائمتين علي منح صوتها لقائمته بمقابل، وكان مندوب كل نادٍ يقوم بتصوير بطاقة التصويت بعد وضع علامة (صح) أمام قائمته وإرسالها بالواتس إلي فريق عمل هذا المرشح من أجل الحصول علي الجزء المتبقي من المبلغ المتفق عليه.

ولكن بسبب نفوذ وقوة المرشح للرئاسة في القائمة الأخري وعلاقاته في معرفة الأندية التي منحته أصواتها.. والأندية الأخري التي صوتت للقائمة الأخري.. كان المندوب بعد تصوير استمارة التصويت يفسدها ويقوم بوضع علامة أخري، وبالتالي كسب الفلوس ولم يخسر الآخر! ولذلك ظهر هذا العدد الكبير من الأصوات الباطلة.

وتُعد الجمعية العمومية لاتحاد الكاراتيه هي الأكبر بين كل الجمعيات العمومية سواء الأوليمبية أو غير الأوليمبية.. وتتفوق حتي علي الألعاب الجماعية وزادت في السنوات الأربع الأخيرة.. ارتفعت من 142 إلي 259 ناديًا وهيئة رياضية.

ونكشف أن اللجنة التي كانت تراجع تصنيف الأندية في الجمعية العمومية في اتحاد الكاراتيه أرادت استبعاد عدد من الأندية رأت أنها لم تحقق النقاط والنسب المطلوبة، وأنها مصنوعة علي الورق فقط لزوم الانتخابات، ولكن تليفونات من وزارة الشباب والرياضة جعلتها تعود في قرارها وتبقي علي هذه الأندية.

6

 تليفونات منتصف الليل 

(أربعة تليفونات غيّرت سير انتخابات اتحاد السباحة.. وسبع مكالمات غيّرت نتيجة الاسكواش.. وتقول رياضة.. مش عاوز أقول كلمة غلط).. 

هكذا اعترف أحمد طاهر المرشح لرئاسة اتحاد الإسكواش.. وكان الاعتراف الأهم والأخطر في تاريخ انتخابات الاتحادات الرياضية.

يتحدث الكثيرون في الغرف المغلقة عن الدور الذي تلعبه تليفونات منتصف الليل في تغيير أصوات مندوبي الأندية، ويتهامسون بها سرًا.. وكان مرشح الرئاسة في الاسكواش أول من فضحها في العلن.

وكشف طاهر أيضًا أنه حصل علي تأكيدات من أندية وقرأ مسؤولون كبار "الفاتحة" معه لمنحه أصواتهم ولكنه في يوم الانتخابات.. حصل علي صفر.. لم ينل صوت أي نادٍ.

ويبقي الأخطر ما كشفه مصطفي أبو زهرة المرشح لعضوية اتحاد الكرة لعدد من أصدقائه في جلسة خاصة علي بعد أمتار قليلة من قاعة الاجتماعات بمجلس إدارة اتحاد الاسكواش، والتي كانت تشهد العملية الانتخابية عن الأصوات السبعة التي ستحصل عليها آمنة الطرابلسي وتحسم بها مقعد الرئيس في مواجهة عاصم خليفة وعمر البرلسى ، وهي أندية سموحة وسبورتنج ووادي دجلة والشمس والزهور والصيد والأهلى، واعترافه بأن نادي طنطا غيّر موقفه في الساعات الماضية وسيمنح صوته مع هليوبوليس للرئيس الحالي (عاصم خليفة) وسيحصل البرلسى علي صوتي المعادي والجزيرة.

ولم يصبر أبو زهرة عند فرز الأصوات ووقف ينظر من فتحة ضيقة في باب قاعة الاجتماعات ـ ننفرد بصورته ـ ينصت إلي محمد الأسيوطي المستشار القانوني للجنة الأوليمبية وهو يقرأ بطاقة التصويت وما اختارته الأندية.. ويصرخ صوت لآمنة.. اثنان.. ثلاثة.. 

ورقص فرحًا بعد وصول الطرابلسي للصوت السابع، وبصورة لم يفعلها عندما فاز مع قائمة هاني أبوريدة في انتخابات اتحاد الكرة.. ربما لأنها جاءت بالتزكية.. ولم تحتج إلي تربيطات واتصالات، مثلما حدث في انتخابات اتحاد الاسكواش وحضوره من الإسكندرية للوقوف مع الطرابلسى.

ولم يكن أبو زهرة عضو مجلس الشيوخ وحده في ملعب انتخابات الإسكواش مع آمنة الطرابلسي، وإنما كان هناك آخرون في مقدمتهم المستشار محمد الدمرداش رئيس نادي الزهور وأسامة أبوزيد رئيس نادي الشمس 

بعد إعلان النتيجة رسميًا.. قدم رئيس الزهور التهنئة لرئيس الشمس وقال بصوت سمعه الكثير: 

كل ما تريده تم تنفيذه يا دكتور أسامة!

ووصف الدمرداش انتخابات الاسكواش بأنها الأصعب بين كل الاتحادات، وقال إنها كانت مباراة في الشطرنج!

كان أغلب الترشيحات يستبعد الطرابلسي.. تضعها في المرتبة الثالثة، وتحصر المنافسة بين عاصم خليفة والبرلسى.. ليس فقط بسبب العلاقات القوية التي يملكها خليفة الرئيس الحالي مع أندية الجمعية العمومية بعد نجاحه في دورتين سابقتين،.. وامتلاك البرلسي تاريخًا كبيرًا بجانب سيطرته علي الأكاديميات الكبيرة في اللعبة.

وليس سرًا أن نقول إن الثنائي (رئيس الزهور والشمس) ومعهما رئيس اللجنة الأوليمبية لعبوا دورًا كبيرًا في فوز آمنة الطرابلسي بفارق كبير من الأصوات والعديد من الأسماء في مختلف الاتحادات في حجز مكان بمجالس الإدارة.. ولك أن تتصور أن نادي الزهور حصل أبناؤه علي مقعدين في منصب الرئيس، هما محمد مطيع في الجودو وهادية حسني في الريشة الطائرة، بجانب مقعدين في منصب نائب الرئيس ومثلهما في منصب أمين الصندوق، بالإضافة إلي 19 عضوًا في مجالس الإدارة المختلفة بالاتحادات.. وهو رقم كبير وصادم ويقول الكثير والكثير.

ولم يختلف الأمر بالنسبة لنادي الشمس والذي حرص رئيسه أسامة أبوزيد علي إقامة حفل تكريم كبير لكل رؤساء الاتحادات الفائزين، وهو ما اعتبره البعض بمثابة رسالة وتأكيد علي ما فعله من أجل وصولهم إلي هذه المناصب!

ولم يتوقف دعم رئيس ناديي الزهور والشمس علي منح صوتي ناديهما وإنما امتد لعقد صفقات مع مرشحين وأندية.

علي سبيل المثال تم الاتفاق مع محمد مصيلحي رئيس نادي الاتحاد السكندري علي منح صوت الزهور في انتخابات اتحاد السلة لشقيقه عمرو مصيلحي، في مواجهة مجدي أبوفريخة.. مقابل أن يصوّت زعيم الثغر في انتخابات الجودو لمحمد مطيع ومعه أندية أخري من الإسكندرية.

والمفاجأة أن محمد مصيلحي حضر بنفسه وأدلي بصوت زعيم الثغر بنفسه، ودفع البطل الأوليمبي هشام مصباح ثمن ذلك الاتفاق وخرج بدون أي صوت، بعد أن خسر كل أصوات الإسكندرية المدينة التي ينتمي لها ولعب ومثّلها في العديد من البطولات.

وتفرّغ ياسر إدريس بعد النجاح في انتخابات السباحة لتجميع الأصوات لمن يدين له بالولاء من المرشحين في الاتحادات، وذلك من أجل حشد أكبر عدد من رجاله في صراعه مع المهندس شريف العريان رئيس اتحاد الخماسي الحديث علي رئاسة اللجنة الأوليمبية.

ولعب إدريس دورًا في تمهيد الطريق لنجاح أشرف حلمي في انتخابات رئاسة اتحاد تنس الطاولة، بداية بالإطاحة بمنافسه الأول معتز عاشور من سباق الانتخابات، بناء علي مخالفات رصدتها لجان التفتيش المالي والإدارية بوزارة الشباب والرياضة، وقامت بتحويلها إلي النيابة العامة.

وأصدرت اللجنة الأوليمبية قرارها قبل ساعات من الانتخابات.. ففشل عاشور في العودة.. وحسم إدريس عددًا من الأصوات من الصعيد والشرقية لمصلحة حلمي، أما صوت نادي دمياط فقط احتاج إلى تدخل الدكتور كمال درويش.

7

خيانة..خيانة  !!

عندما تعادلت كفتا المنافسة فى اتحاد الهوكى وتفوقت إحداهما بصوت.. كانت المفاجأة إغراء مندوب لتغيير الوجهة والحصول على صوت ناديه، فانفجر غضب أحد الأصوات الإعلامية الضالعة فى العملية الانتخابية وأحد سماسرة الانتخابات، ليتحدث عن خيانة المندوب لقرار النادى.

فارق الصوت حسم أيضًا انتخابات اتحاد الرماية لمصلحة حازم حسنى (المدعوم من ياسر إدريس) على حساب مصطفى حمدى (يسانده شريف العريان) ابن شقيق حسن حمدى رئيس النادى الأهلى السابق، والذى تواجد في مقر الانتخابات لدعمه وضمن له صوت القلعة الحمراء.. وجاءت هزيمته 9-10 لتكشف أنه تعرّض للخداع من بعض الأندية، بل هناك يقين عند فريق مصطفى حمدى، أن صوت نادى الشمس، وراء خسارته مقعد الرئاسة في الرماية!

والسيناريو نفسه جرى في انتخابات اتحاد التجديف، وانتهى سباق الرئاسة بفارق الصوت لشريف الدماطى النائب السابق للاتحاد، على حساب رئيسه عمرو النورى، وبالتحديد حصول الدماطى على ستة أصوات مقابل خمسة لمنافسه، مع وجود صوت باطل، طلب النورى الاطلاع عليه ومعرفة سبب البطلان ولكن لجنة الانتخابات وخاصة الأسيوطى  رفضت.

ونكشف أن الصوت الباطل في انتخابات التجديف هو صوت نادى البنك الأهلى بالإسكندرية.

وفى اتحاد الملاكمة غيّر مندوب أحد أندية الهيئات وجهة الصوت، وخالف تعليمات مجلس إدارة ناديه، لأنها دورته الأخيرة بعد أكثر من عشرين عامًا واختار تأمين مستقبله بعد المعاش، إلا أنه لم يكن مؤثرًا في النتيجة النهائي.. وتم اكتشف خداع مندوب أحد أندية القاهرة في انتخابات اتحاد المصارعة بالمصادفة، حيث اتفق مع الإدارة والمدربين الذين قاموا بصنع الصوت الانتخابى ولهم ثقل في اللعبة على التصويت لهانى علام وقائمته، ولكنه اختار الجبهة الأخرى بقيادة سعيد صالح، وكشف مندوب أحد أندية المنوفية، والذى كان يجلس إلى جواره وشاهد تفاصيل الصوت على تليفونه المحمول وأبلغ به المدربين وهو يصرخ ..  خيانة ..  خيانة .. خيانة!.. وهناك مندوب أحد الأندية في انتخابات لعبة جماعية ربط صوته بتعيين نجله مديرا للمنتخبات 

وتورّطت الكثير من القوى الرياضية الفاعلة وأدواتها فى اتحاد السباحة، ولم تقف عند الأصوات العشرة الناخبة، وامتدّت المعركة بين القاهرة والإسكندرية، وتجمع لها الأهلى مع الزمالك والشمس وقبل الاقتراع بساعات كانت خسارة إدريس بثلاثة أصوات مقابل سبعة لمنافسه، وغيّر نادٍ قاهرى كبير موقفه تفاديًا لبلاغ للنيابة وأمام قرار جاهز بالحل تبدلت مواقف أندية أخرى في الإسكندرية والقاهرة، وصوّت هشام نصر نائب رئيس الزمالك علنًا ثم احتفل مع ياسر إدريس ضد قرار النادى وتوجُّه ممدوح عباس.

وفى الكرة الطائرة تجمعت تناقضات فريدة وطريفة لإقصاء شريف الشمرلى عن سباق الرئاسة لقربه من حطب من جانب، ولأن اللعبة لها تشابكات وتدخلات مع الأشقاء في المغرب والأصدقاء الأفارقة، وأيضًا مع الاتحاد العربى للعبة، ولكل هؤلاء تأثير قوى ومباشر فى النتيجة وتشكيل المزيج المؤلف من أربع قوائم.

والحديث عن إخفاق دورة باريس وفضائح البعثة ونتائجها الصادمة، والتى يتحمّل الوزير جزءًا منها لتدخله فى أعمال الاتحادات تحضيرًا وإعدادًا وتشكيل البعثة بإعداد وخبراء ولجان علمية، وإنفاق مبالغ فيه وإقامات فى فرنسا ونزهة مدفوعة الثمن، والتي صدر بشأنها بيان رئاسى لا لبس فيه حول ضرورة محاسبة ومعاقبة المقصرين .. إلا أن أكثرهم كانوا من رجال الوزير وقائمته .

وهناك انتخابات تمت معرفة الفائز بمنصب الرئيس قبل عملية الفرز الرسمية.. حدث ذلك فى انتخابات الدرّاجات.. خلال عملية ترتيب بطاقات التصويت بعد إخراجها من الصندوق قام أحد المسئولين بعدِّ الأوراق التى تم فيها التصويت لمصلحة أيمن على، وعندما وجد أنه تخطى النصف وضمن النجاح أشار إليه بطرف عينه وابتسامة عريضة، فقام أيمن على بطى الورقة التى جهزها لتسجيل الأصوات.

وعرف محمد مطيع أنه حسم صراع الرئاسة فى الجودو قبل أن تبدأ عملية فرز الأصوات، بعد أن تلقى إشارة من أحد الجالسين على المنصة الرئيسية، بعد أن قام بعدِّ بطاقات التصويت.. ووصل الأمر إلى أنصاره خارج الصالة، والذين احتفلوا قبل الإعلان الرسمى وسط دهشة الكثير من المدربين، الذين حضروا بأعداد كبيرة لمساندة المرشحين من أجل مكان في أحد المنتخبات.

9

 أوامر غير مكتوبة

ضحى وزير الشباب والرياضة بعدد من رؤساء الاتحادات وحمّلهم مسئولية الفشل والإخفاق في دورة باريس، من أجل تجميل صورته أمام القيادة السياسية، والتي طالبت بمحاسبة الفاشلين في الدورة الأوليمبية.

وأصدر أوامر غير مكتوبة لعدد من رؤساء الاتحادات بعدم خوض الانتخابات.. أبرزهم سيف شاهين في ألعاب القوي، ووجيه عزام في الدرّاجات وعلاء جبر رئيس اتحاد القوس والسهم، واللواء أيمن شويته رئيس اتحاد الكانوي والكياك، وشريف كمال رئيس اتحاد الهوكي.

واستجاب له الكثير.. واستعان الدكتور عبدالعزيز غنيم رئيس اتحاد الملاكمة، بالدكتور كمال درويش ليتم السماح بخوض الانتخابات.. لكنه تلقي تحذيرات شديدة اللهجة من مسؤولي الوزارة عندما بدأ يضع العراقيل لقبول أوراق المرشحين من قائمة اللواء مجدي اللوزي.

والمثير للحيرة أن اللجنة الإعلامية باتحاد الملاكمة أعدت بيانًا - قبل تصويت الأندية - يتضمن فوز عبدالعزيز غنيم وكانت تنتظر أن تضيف له فقط عدد الأصوات التي حصل عليها، وذلك بناء على كلمات غنيم في اللجنة الاوليمبية قبل الانتخابات بساعتين بأنه فائز وبفارق لن يقل عن خمسة أصوات.

وشهد التصويت والفرز في الصالة الكبري بمجمع الاتحادات الكثير من الشد والجذب واعترض اللوزي علي الهيئة التي تدير الانتخابات بسبب نطق اسمه في أثناء عملية الفرز (مجدي السقا) وليس اسم الشهرة (مجدي اللوزي) ورفضت اللجنة وأعلنت تمسكها بالاسم الموجود في أوراقها.

ويمكن أن نطلق علي انتخابات اتحاد الملاكمة (انتخابات الضربة القاضية) حيث ظلّ غنيم متفوقًا علي اللوزي حتي الأمتار الأخيرة.

وننفرد بنشر صورة من تفريغ تصويت الأندية، والتي توضح تقدم غنيم به عند الوصول للصوت التاسع (5-4) وأيضًا بعد فرز 18 صوتًا (10- 8) وبعدها انقلبت الموازين في مصلحة اللوزي الذي حصد خمسة أصوات متتالية، وأصبح الصوت الأخير الذي ناله غنيم بدون أي قيمة أو تأثير.. انتهت الانتخابات بفوز اللوزي 13-11.

وننفرد بالأهم صورة ضوئية من بطاقة تصويت مندوب أحد الأندية الكبري من حيث المساحة والتي أرسلها علي الواتس علي تليفون مدير حملة اللوزي بعد الإدلاء بصوته مباشرة من خلف الستار، وقبل أن يعود إلي مقعده بين رؤساء وأعضاء مجالس الإدارة أعضاء الجمعية العمومية لاتحاد الملاكمة!

وبدا واضحًا أن هذا المندوب حضر لتنفيذ مهمة محددة.. حيث ظل يشخبط في الدفتر الذي تسلمه لتسجيل ملاحظاته علي الميزانية وجدول الأعمال وننشر صورة من الدفتر.

صوت هذا النادي كان يعتبره الدكتور عبدالعزيز غنيم أحد الأصوات المضمونة والمحسومة لمصلحته.. ولكن زيارة جرت قبل 48 ساعة من الانتخابات بين اللوزي ورئيس هذا النادي في منزله بعيدًا عن الأعين في النادي غيّرت اتجاه الصوت، لتكون سببًا في خسارة غنيم ومعها صوت السنبلاوين.

(في الحلقة المقبلة: الاغنياء والفقراء فى الانتخابات - ظهور الخطيب !! - من أجل عيون الوزير !! - جمعية الكباب والكفتة)
-----------------------------------
تحقيق: عاطف عبد الواحد

الحلقة السابقة