نظمت مؤسسة سلطان بن علي العويس الثقافية ندوة بعنوان "إطلالة على جائزة المقال الإماراتي" شارك فيها كل من علي عبيد الهاملي والدكتورة مريم الهاشمي، وأدارها جمال الشحي.
في البداية قدم علي عبيد الهاملي الهاملي نبذة تاريخية عن نشأة الصحافة في الإمارات، قائلاً: "إن المقال الإماراتي مر بمراحل عديدة ورافق نشأة الصحافة إلى أن وصلت إلى الصحافة الحديثة، وأشار إلى أن فن المقال بدأ في القرن السابع عشر في فرنسا، ووصل إلى العالم العربي في أواخر القرن التاسع عشر وبداية القرن العشرين من خلال المجلات والصحف مثل "الأهرام" و"المقتطف"، ومن أشهر أعلامه آنذاك طه حسين، والشيخ محمد عبده، وعباس محمود العقاد. وأضاف: "لم تكن حينها لدينا صحافة محلية، لكن كتّاب الإمارات بدأوا النشر في هذه الصحف والمجلات العربية، أمثال د. أحمد المدني، وأحمد حسن، وسلطان العويس في مجلة (المنار). في هذه الفترة، ظهرت لدينا (صحافة الحائط) في العام 1927، فكانت بداية الصحافة المكتوبة، مثل (صحيفة عمان) التي كانت تُكتب بخط اليد، وتوزع في الفريج. وظهرت منابر مثل (العمود) و(صوت العصافير). لم يكن الوضع يسمح بوجود المطابع آنذاك بسبب الوجود الأجنبي في الخليج. وأول صحيفة كُتبت بالآلة الكاتبة هي (الديار) العمانية في عام 1964".
وأضاف الهاملي: "في كل هذه المرحلة كانت المقالات ذات طابع ديني واجتماعي وأدبي، وليست مقالات حديثة بالمعنى الحالي. قبل قيام الاتحاد، وفي 16 يناير 1965، صدرت (أخبار دبي) وهي تؤرخ لبدايات نشأة الصحافة بشكل دوري. ثم تحولت إلى أسبوعية، وفيها الألوان والتبويب والتوزيع. وجد فيها الكتّاب أنواع الكتابة الصحافية، أمثال عبد الغفار حسين، والشيخ عبد الجبار الماجد، وعبد الحميد أحمد، ومظفر الحاج، وشيخة الناخي، وموزة سالم، وغيرهم.
وتابع أن أهم مرحلة في تطوّر الصحافة كانت مع ظهور مجلات الأندية، مثل (مجلة الأهلي) 1972، وشاركتُ في تأسيس منابر مثل (النصر) و(الوصل) و(الشباب)، وكان سقف التعبير فيها عالياً ولا حدود له، مثل (مجلة المجمع) و(الأزمنة الحديثة)".
أما الدكتورة مريم الهاشمي فقالت: "من الضروري أن نقف على تاريخ المقال العربي أو الغربي. في الإمارات، تم تقديم هذا الجنس الأدبي كثقافة عامة في البلد. إنه يبدأ عن طريق التأمل في المجتمع والذات، كان يُعبّر عنه أولاً بالرسم، ثم تطور إلى أن ظهرت الملاحم، من أجل التعبير عن القضايا الإنسانية. كان المقال يأخذ أشكالاً أولية في التاريخ الإنساني، مثل (كتاب الشخصيات) و(كتاب الأخلاقيات). كان للحضارة الشرقية والثقافات الهندية والصينية دوراً في صبغ هذا النوع بطابع الحكمة والوعظ، ومثال على ذلك (اعترافات القديس أوغسطين) في بريطانيا وفرنسا.
وأضافت: "كان للحاضرة العربية بذور المقال في رسائل الجاحظ وإخوان الصفا وأبو حيّان التوحيدي، لكن الشكل الجديد جاء من الغرب منذ عشرينيات القرن الماضي، قبل أن تأتي المطابع إلى الواقع الخليجي. وهذا أثّر على المجتمع الإماراتي مع ظهور الآداب والروايات والقصص، وعلى الخصوص في مصر والبحرين، وبدأ الإماراتيون يراسلون تلك الصحف والمجلات. في الإمارات، كان الموضوع يتركز حول الهوية اللغوية، والاحتكاك المباشر من خلال المقالات الاجتماعية، وقد تميز الكاتب الإماراتي بصدق التعبير عن قضاياه الساخنة".
                    





